مهرجانات تتنافس بملايين الدراهم

بنيات تحتية منعدمة وغياب مرافق حيوية في مدن تتسابق لاستضافة كبار الفنانين أغلب المهرجانات الموسيقية تكتب كلمة "تنمية" في شعاراتها، في رد استباقي على كل الذين سيخرجون ملفات الفقر والبنيات التحتية المنعدمة للمطالبة بإلغاء مهرجانات تكلف الملايين، خاصة تلك التي تدلل فنانين عالميين، وصرف هذه الميزانيات في المشاريع التنموية. وأغلبها يتحدث، أيضا، عن العلاقة المباشرة بين هذه المهرجانات وبين تشجيع السياحة، في إشارة إلى أن ما تخسره اللجن المنظمة في استضافة فنانين كبار، تجنيه المدينة بطريقة غير مباشرة من خلال تحريك عجلة الاقتصاد المحلي والسياحة، نتيجة توافد الكثيرين من محبي هذا الفنان أو ذاك، وتجنيه أيضا معنويا من خلال محاربة التطرف وتشجيع قيم التسامح، والانفتاح على موسيقى الآخر.إلا أنه كلما تعمقت الأزمة الاقتصادية والاجتماعية، كلما اتسعت الثغرات في هذه التبريرات، وهو ما ظهر أخيرا في مسيرة تارجيست، التي رفع محتجوها شعارات تشير إلى أن الملايين تصرف في المهرجانات، في حين يعاني السكان مشاكل اجتماعية. فالإقليم استضاف فنانين مشهورين بملايين الدراهم، في الوقت الذي مازالت فيه الإقليم يعاني مظاهر التهميش، ويسير ببطء على سكة التنمية.حديث المهرجانات يطول أكثر حين يتعلق الأمر بمحاولات متطرفة لاستنساخ المهرجان الوطني موازين في كل المدن، رغم ما يعنيه ذلك من رصد أموال طائلة، أغلبها يقتطع من المال العام. وهذا ما أكدته فعاليات حقوقية كانت تجندت لمناهضة مهرجان الراي بوجدة، وأكدت أن المدينة ومحيطها في حاجة ماسة إلى تسريع وتيرة الاستثمارات وخلق فرص شغل للشباب، ورصد المبالغ التي تصرف في المهرجان لهذا الغرض، مضيفة أن الظرفية التي تمر بها البلاد والتي تنعكس على اقتصاد مدنها، لا تتطلب الاحتفال، بل خلق فرص شغل تنفس عن الأسر.ولم تمر المسيرات في إملشيل دون أن تهمل ذكر مهرجان موسيقى الأعالي، الذي كان الغرض المباشر منه تشجيع السياحة في المنطقة، وتحريك عجلتها الاقتصادية، إلا أن فاقد الشيء لا يعطيه، إذ تفتقر المنطقة إلى الطرق الكفيلة بتحريك عجلة التنمية، كما تعوزها أهم المرافق الحيوية من مستشفيات ومدارس وأسواق. إذ ما أن تحل الفصول الباردة حتى تنسحب المنطقة إلى قوقعتها، لتعيش شهورا تحت الحصار الثلجي. وإذا كان مهرجان موسيقى الأعالي يفتح المنطقة على مناطق أخرى لأيام معدودة، فإن الثلوج وغياب البنيات التحتية تغلق عليها الأبواب لباقي أيام السنة. وفي كلميم سارعت التنسيقيات المناهضة للمهرجان إلى إشهار الملف المطلبي للسكان، لتأكيد أنهم أولى بالأموال الطائلة التي ترصد من المال العام لهذا المهرجان، وذلك بإنجاز مشاريع تنموية تعود بالنفع على المنطقة، دون أن تؤكد التنسيقيات نفسها أنها ضد مبدأ تنظيم مهرجانات، إنما ضد أن تعطى الأولوية في الوقت الذي أكدت التجربة أنه لا يعود اقتصاديا على المنطقة بكسب. خاصة أن هناك مناطق لم تتزود بعد بالماء الصالح للشرب ولا الكهرباء وتعرف نسب هدر مدرسي عالية، ما يدعو حسب هذه التنسيقيات إلى تنظيم مهرجانات لتشجيع التمدرس ومهرجانات للاستثمار وتشجيع المقاولين.وتجمع التنسيقات كلها على أن الوضعية الاقتصادية للبلاد، لا تسمح بتنظيم مئات المهرجانات، إذ يكفي أن يكون هناك مهرجان وطني كبير من حجم "موازين" لما له من إشعاع ثقافي وفني على المستوى الدولي، وتعطى الأولوية في المدن المهمشة للتنمية وتشغيل الشباب العاطل. ضحى زين الدين

مهرجانات تتنافس بملايين الدراهم

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

فنانون بين الإقصاء و"الحكرة"

مهن موسمية في مهرجانات المغرب

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات