حسابات وهمية تطيح بشبكات جهادية

التقنية الأمنية تسمح باختراق غرف الدردشة وتفكيك شفرات وأسماء محركي مواقع الخلايا الإرهابية بدأ أفراد الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، المكلفون بمتابعة الجريمة المنظمة والمواقع الجهادية، في إحداث حسابات وهمية لمتابعة تحركات العناصر المشتبه فيها، ومتابعة نقاشاتها على شبكات التواصل الاجتماعي والمنتديات، لرصد مخططات هذه المجموعات والأهداف التي يحددونها لضرب المصالح الوطنية. ونجحت عناصر الفرقة الوطنية في تفكيك عدد من المجموعات الإرهابية، من خلال اعتماد هذه التقنية وتحقيق «اختراق» في صفوفهم، ومتابعة الأنشطة الإلكترونية لتجميع الأدلة التي تدينهم ثم اعتقالهم في مرحلة أخيرة، وإحالتهم على القضاء.وسمحت هذه التقنية، بالاعتماد على خلق حسابات لاختراق غرف ومنتديات الحوار الجهادية، من رصد ومراقبة عدد من الأنشطة الإرهابية في بداية تشكلها، وتوجيه ضربات استباقية إلى المشتبه فيهم، قبل دخول مخططاتهم الإجرامية حيز التنفيذ، وهي التقنية نفسها، التي مكنت عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، من تجنيب البلاد تهديدات أمنية داهمة، كان يتم التخطيط لها عبر وسائل التواصل الإلكتروني، وباستخدام المنتديات وغرف الدردشة لتمرير رسائل مشفرة بين المشتبه فيهم، وهي الرسائل التي يتم تشفيرها في حينه، كما يتم الحجز على بعض الرسائل ومضمون الحسابات كدليل إثبات في مواجهة المشتبه فيهم لإنكارهم أمام العدالة.وتفيد المعلومات المتعلقة بتفكيك المجموعات الجهادية، أن عناصر الفرقة الوطنية نجحت في تمشيط عدد من المواقع والحسابات، ومتابعة أنشطة محركيها وتحديد الأسماء الحقيقية لأصحابها، إذ تشير المعلومات إلى أن غالبية هذه المواقع الجهادية، تتأسس من طرف شخص واحد يقوم باستخدامها في استقطاب باقي أفراد مجموعته، قصد تجنيدهم وتدريبهم إلكترونيا على تحديد الأهداف والمواقع.ووفق المعطيات التي تم تجميعها وتحليلها، من طرف الأجهزة الأمنية المختصة، فإن غالبية الشبكات المفككة بتقنية الحسابات الوهمية، تعمل «وفق أجندة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي للقيام بعمليات تخريبية ضد مؤسسات الدولة»، وهو ما وقفت عليه تحقيقات مصالح الفرقة الوطنية للشرطة القضائية على ضوء تحريات للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، إذ تمكنت من تفكيك خلية إرهابية، تتكون من أربعة أفراد، أخيرا، يتزعمها «أحد الناشطين البارزين في المواقع الإلكترونية الجهادية».وكان بيان لوزارة الداخلية، صدر على خلفية تفكيك الخلية المذكورة، كشف أن أحد أفراد الخلية، «استطاع أن ينسج علاقات تنسيقية ببعض القادة البارزين بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي قبل أن يتم تكليفه باستقطاب عناصر متشبعة بالفكر الجهادي، وذلك في أفق التحاقهم بمعسكرات هذا التنظيم»، بعد أن نجح زعيم الخلية في تجنيد مغاربة بالفكر الجهادي، «بعضهم على صلة بمقاتلين ينشطون تحت لواء القاعدة بسوريا»، ووفق تقارير الأجهزة الأمنية، فقد تم تفكيك 124 خلية منذ أحداث 16 ماي الإرهابية. إحسان الحافظي

حسابات وهمية تطيح بشبكات جهادية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

اعتقال خمس نساء أثناء الزيارة بسجن سلا

"البام" يُنبه إلى مخاطر الارتجال في اعتماد المقايسة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات