“روك ذو كاسبا” في القاعات الوطنية

الفيلم يتحدث عن موت الأب ويلعب بطولته عمر الشريف وهيام عباس ونادين لبكي بعد ثماني سنوات من الغياب عن مجال الإخراج السينمائي بعد فيلمها الأول المثير للجدل "ماروك"، عادت ليلى مراكشي، المخرجة المغربية المقيمة بفرنسا، بفيلمها الطويل الثاني "روك ذو كاسبا" الذي يعرض في القاعات الوطنية في 18 شتنبر الجاري. الفيلم، الذي تدور أحداثه في مدينة طنجة، يتحدث عن موت الأب/القائد، الذي بقدر ما يبث في صفوف أفراد عائلته الخوف والرهبة لشخصيته القوية وجبروته، يثير فيهم الإحساس بالإعجاب والحب، لتختلط المشاعر داخل قلوبهم، كل حسب نوعية العلاقة التي كان يربطها معه. فالابنة الكبرى، التي قرر لها والدها أن تشتغل معلمة فاتبعت ما ارتضاه لها دون أدنى معارضة، وجدت نفسها تشعل سيجارتها ثم تطفئها بعد أول مجة خوفا من أن تكون أعين الأب تراقبها، رغم علمها أنه توفي، والأم وجدت نفسها تتابع كل صغيرة وكبيرة تخص موائد الطعام المعدة للجنازة، خوفا من أن لا تكون في المستوى الذي يرتضيه الزوج، وكأنه سيعود ليسجل عليها ملاحظاته، أما الابنة الصغرى، التي هاجرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث تزوجت وأنجبت وابتعدت عن سلطة الأب، وجدت نفسها تدخل غرفته لتلقي عليه النظرة الأخيرة وتعاتبه على سنوات الجفاء التي اضطرها إليها، بعد أن عارض زواجها بأمريكي ولم يكلف نفسه السفر إليها يوما ولو حتى لرؤية حفيده والتعرف عليه.وفي غمرة الحزن، تجد الشقيقات والأم أنفسهن يكشفن عن شخصياتهن الحقيقية، خاصة بعد المناقشات الحادة التي كانت تجمعن بشقيقتهن الصغرى صوفيا، المتمردة على النظام الأبيسي القائم.ولم يخرج فيلم مراكشي عن تيمات الحرية والثورة على التقاليد التي كانت حاضرة بقوة أيضا في فيلمها الأول، ولو أنه تخفف من المشاهد الساخنة، اللهم بعض القبلات واللقطات الحميمية التي جمعت بين بعض أبطاله، في الوقت الذي اختارت المخرجة لغة حوار هجينة تماما تجمع بين الإنجليزية والفرنسية و"دارجة" ركيكة، خاصة أن معظم أبطال الفيلم، لا يجيدونها، إما لأنهم عاشوا خارج المغرب، أو لأنهم من جنسيات أخرى غير مغربية، باستثناء الممثلة فاطمة هرندي، المعروفة باسم راوية، التي كانت تتحدث "دارجة" سليمة وتؤدي دورها بارتياح واضح. مسألة اللغة قالت عنها مراكشي في تصريح تضمنه الملف الصحافي الذي توصلت به "الصباح" أثناء العرض الخاص للفيلم بإحدى قاعات "ميغاراما": "مع الانتقال من لغة إلى أخرى، أردت أن أبين أن هذه العائلة لديها من المؤهلات التي ينبغي أن تسمح لها بالنظر من زاوية واسعة إلى العالم. وعلى العكس من ذلك، نكتشف أن أفرادها منغلقون على ذواتهم. باستخدام هذه اللغات الثلاث، بينت الفصام الموجود في هذه العائلة، بحيث نفكر بالفرنسية ونتواصل باللغة العربية ونحلم باللغة الإنجليزية. الفرنسية والإنجليزية هما بالطبع رمز لتراث ثقافي استعماري يواجهه هذا الجيل من النساء. أطفالهم يدرسون بالمدارس الفرنسية أو الأمريكية، وفي الوقت نفسه يعشن في بلد متجذر بعمق في التقاليد. ولذلك فمن الصعب إيجاد هوية حقيقية".ورغم ثقل الموضوعات التي تحدث عنها الفيلم مثل الحرية الجنسية والإرث ومكانة المرأة في المجتمع وغيرها من المواضيع الجادة، اختارت مراكشي أن تتطرق إليها بروح خفيفة وساخرة أخرجت المتفرج من دائرة الملل التي وقع فيها، على اعتبار أن الفيلم تدور أحداثه كلها تقريبا في مكان الجنازة وحولها، كما ارتأت لفيلمها أن ينتهي نهاية سعيدة، تشبه النهايات الرومانسية لأفلام الأبيض والأسود. يشار إلى أن "روك ذو كاسبا" جمع "كاستينغ" متميزا، إذ لعب بطولته النجم العالمي عمر الشريف (دور الأب الميت والذي بعثته المخرجة من جديد) والممثلة الفلسطينية المتميزة هيام عباس والمخرجة والممثلة اللبنانية نادين لبكي، إضافة إلى مرجانة العلوي (بطلة فيلم "ماروك" أيضا) ولبنى أزابال.نورا الفواري

“روك ذو كاسبا” في القاعات الوطنية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

المنصوري الإدريسي يعرض أحدث لوحاته بالرباط

مجهولون يعتدون على مهاجر مغربي وزوجته

مقالات ذات صلة