تنامي البناء العشوائي بالوليدية

القائد يكبل سيدة ويهدم سكنها العشوائي ويغض الطرف عن آخرين خصصت وزارة السكنى والتعمير برنامجا للتأهيل الحضري لمركز الوليدية، بتكلفة وصلت إلى 60.5 مليون درهم، بمساهمة من عمالة إقليم سيدي بنور والجماعة القروية للوليدية ومجموعة العمران والوكالة الحضرية للجديدة. ويهدف البرنامج إلى تأهيل مجموع الأحياء ناقصة التجهيز وتحسين المشهد العمراني وتقوية البنيات التحتية، والحرص على خلق توازن بيئي، والتحكم في التوسع العمراني وتأهيل المشهد الحضري للمركز. يعرف كل من دواري الكاهية والشبوقات التابعين للجماعة الحضرية، تنامي ظاهرة البناء العشوائي. ففي الوقت الذي أعطى فيه جلالة الملك محمد السادس خلال زيارته الأخيرة للمنطقة خلال شهر يناير 2012، أوامره لإعادة هيكلة هذين الدوارين للحد من آفة البناء العشوائي من جهة ولضمان الحد الأدنى من شروط العيش في أمان لسكانه من جهة ثانية، نجد أن تنفيذ المشروع ما زال متعثرا.وقد وقفت "الصباح" خلال زيارتها للوليدية، على مجموعة من المشاكل المرتبطة بالبناء العشوائي وتبعاته. واستمعت إلى المكتوين بناره والرازحين تحت وطأة وتبعات رياحه. استمعت "الصباح" إلى عائلة لكبوري، التي وجدت نفسها مشردة بعدما أقدم قائد قيادة الوليدية على هدم "العشة" التي كانت تجمعها. لم يرحم القائد ضعف الأب وحاجته، ولم يستمع لتوسلات الأم، ولم يرق قلبه لدموع ثلاث فتيات وولد ما زالوا دون العاشرة من عمرهم. نعم للهدم ولكن ما هو البديل؟ تحدثت الأم البئيسة بمرارة لـ"الصباح" عن مأساتها ومأساة زوجها المشتغل في أحد الحمامات، وقالت في تصريحها المسجل صوتا وصورة: "جاء القائد عندي رفقة أعوانه وأشرف على هدم "العشة" الموجودة فوق بقعة أرضية لزوجي، ولما استعطفته وطلبت منه النظر بعين الرحمة لبناتي وابني، وحاولت تقبيل يديه، كبل يدي بسلك وأمر أعوانه بالقيام بعملهم". وأضافت أنهم استولوا على كل الأمتعة والأثاث رغم بساطته، ولم يتركوا لهم لا فراشا ولا أدوات لتهييء حتى الشاي.قضت الأم رفقة زوجها وأبنائها الأربعة الليلة تحت رحمة البرد، في العراء، افترشوا الكرتون واستعارت لحافا لغطاء الأطفال وقضت الليل ساهرة حارسة لهم من العقارب والحشرات السامة. وفي اليوم الموالي، أي يوم الجمعة الماضي، تلقت بعض الأثاث والأفرشة من بعض الجيران الذين رقوا لحالها وحال أبنائها ونصبت خيمة مستندة إلى جدار سكن قائم هناك. الأب تحدث إلى الصباح بقلب جريح وعيون دامعة واستغرب إقدام القائد على هدم مقر سكنه دون غيره، مشيرا إلى وجود نماذج من البناء العشوائي المماثلة لسكنه. ودل "الصباح" على ذلك. الأب محروم من تجديد بطاقته الوطنية، إذ رفضت السلطات المعنية تمكينه من شهادة السكنى التي تعتبر وثيقة أساسية لتجديد بطاقة الهوية. قصة أسرتين مع القائد بدوار الشبوقات زارت "الصباح" امرأة وسجلت مثالا صارخا لاستعمال الشطط في السلطة. ووقفت على عينة من الأبنية العشوائية التي تنبت في رمشة عين. زارت "الصباح" بيت المواطنة "رقية أصياد" التي فقدت زوجها منذ أربعة أشهر، وتعيش رفقة أولادها. اثنان منهم حاصلان على الإجازة والثالث حاصل على البكالوريا. تكتري الأرملة غرفة واحدة منذ عشرين سنة، واضطرت بمساعدة المحسنين إلى شراء بقعة أرضية منعت من بنائها للاستقرار بها والابتعاد عن نار الكراء. اضطرت الأرملة إلى بناء براكتين، أمام غرفتها لتوفير فضاء لأبنائها، دون أن تتمكن من إحداث مرفق صحي يحفظ حميميتهم.حاولت "الصباح" بعين المكان بالقائد للاستماع إلى وجهة نظره دون أن تفلح في ذلك، وزارت مقر القيادة، لكنها أخبرت بأنه غادرها على التو. وحاولت الاتصال به عبر هاتفه المحمول الذي لم يجب وظل يرن. يتساءل مصطفى لكبوري عن سبب منعه من بناء بقعته التي اقتطعت منها الطريق جزء مهما رغم أن عملية البناء لم تتوقف، قبل أن يشير إلى أن من له علاقة بالسلطات المحلية والمنتخبين يبني ومن لا يملك ذلك، يمنع.اتصلت جمعيات من المجتمع المدني، بالقائد محاولة إقناعه بإيجاد حل لهاتين الأسرتين، وهما نموذجان فقط، وطرحت عليه مقترحات وبدائل، لكنه لم يستمع إليها، بل وأخرج سكينين قال "إن الزوج حاول الاعتداء بهما علي، ولو لم أخف من الله لزجت به في السجن". وفند الزوج أقوال القائد، مؤكدا أنه احتجز السكينين، منذ ثاني يوم عيد الأضحى الماضي، حين زيارته له والعبث بمنزله". وناشدت الزوجة المسؤولين والمحسنين من أجل العمل على مساعدتها لبناء سكن يجمعها وأبناءها. أحمد ذو الرشاد (موفد الصباح إلى الوليدية)

تنامي البناء العشوائي بالوليدية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مستشفى ابن سينا بالرباط تحول إلى مطرح للنفايات

رجل يقتل زوجة أخيه ويصيب زوجة عمه بالمحمدية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات