3 أسئلة: لابد من تحصين الحدود وتعزيز الأمن الداخلي

كيف هو مستوى النشاط الإجرامي للشبكات الإجرامية الدولية على الساحة المغربية؟لابد من التأكيد على أن النشاط والحضور «المافيوزي» فوق التراب المغربي محدود جدا، وهذا في نظري راجع إلى الأمن المستتب ودرجة اليقظة التي تتمتع بها الأجهزة الأمنية، وفوق هذا كله فإن أي نشاط فوق التراب المغربي يقتضي بالضرورة أن يكون على رأس واحد من المنظمات الإجرامية مواطن مغربي، وهذا لم يتم تسجيله لحد الساعة. لكن لابد من الإشارة إلى أن حدود المملكة من كل الجهات، خاصة الجنوبية والشرقية تعرف زخما ووفرة كبيرتين في بعض الأنشطة الإجرامية، وهو ما يدعو إلى القلق وضرورة الاحتراز خشية أن يتطور الأمر إلى تهريب السلاح وترويجه فوق التراب المغربي، خاصة أن بلدا مثل مالي لا قدرة له على ضبط حدوده أو العصابات الإجرامية التي تنشط هناك، والتي قد تنتقل إلى داخل التراب المغرب لممارسة نشاطه أو تتخذه معبرا صوب وجهات أخرى. ما يجب التأكيد عليه هو أن الجريمة المنظمة، كما هو متعارف عليها عالميا، غير موجودة في المغربي، كما أن الجهود الأمنية المبذولة تحول دون قيام أي نشاط إجرامي منظم ذي بعد دولي. كما أن المغرب وضع قوانين مشددة لمحاربة تبييض الأموال المتحصلة من أنشطة إجرامية، وكذلك تقسيم الفرقة الوطنية للشرطة القضائية إلى عدة ماكتب يُعنى كل واحد منها بجريمة معينة، ما يجب التأكيد عليه هو ضرورة إيلاء العناية لما يحدث داخل التراب الوطني من جرائم واعتداءات تمس ممتلكات الأفراد سلامتهم البدنية بشكل يومي، والتي غالبا ما يكون ارتكابها بسبب تعاطي حبوب الهلوسة، وهنا لابد من التشديد على ضرورة إحكام مراقبة الحدود الشرقية للحيلولة دون تسرب هذه السموم إلى شبابنا. لماذا في رأيكم تختار عدد من المافيات المغرب ساحة لنشاطاتها؟لابد من العودة بالذاكرة إلى الوراء، إلى الزمن الذي بدأت فيه ثقافة الانفتاح تسود علاقات الأمم والبلدان، والتي شملت كل شيء، وبطبيعة الحال فكما أن العالم يتطور فحتى التنظيمات الإجرامية تطور أساليبها لتتماشى مع التطورات الجارية... السؤال الذي يجب طرحه هو ما دور جهاز من حجم المديرية العامة للدراسات والمستندات في التصدي لمحاولات المافيات الدولية اختراق السيادة المغربية وجعل البلاد مجالا لممارسة أنشطتها الإجرامية؟ فهذا الجهاز أعتقد أن له الإمكانات والموارد البشرية واللوجيستية الكفيلة بتتبع خيوط هذه التنظيمات وكذلك التحقيق في مصادر الأموال التي يتم استثمارها في البلاد... فالقاعدة الراسخة هي أن معظم أموال أفراد مافيات الجريمة المنظمة وغيرهم من الخارجين عن القانون تُستثمر في قطاع العقار، وهذا نعاينه في مدن الشمال التي قفزت بها أسعار هذا القطاع إلى مستويات صاروخية ... كيف ترون التعاون المغربي مع الأجهزة الدولية المكلفة بمحاربة الجريمة المنظمة؟هنا لا بد من الرجوع إلى محددات رئيسية لعلاقات المغرب مع جيرانه، خاصة إسبانيا إذ أن معظم الاتفاقيات تتمحور حول محاربة تهريب المخدرات والتصدي للجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية ومكافحة الإرهاب. والجانبان حققا إنجازات مشهودة في كل هذه المجالات، إلا أن الأمر الذي ما يزال يلفت الانتباه هو كميات المخدرات التي يتم حجزها بين الفينة والأخرى من قبل بعض البحريات الأوربية، حدث، أخيرا، عند حجز 31 طنا من المخدرات عبرت ميناء طنجة المتوسطي، مثل الوقائع تضع هذا التعاون موضع تساؤل، كيف يمكن أن تمر مثل هذه الكمية من المخدرات دون أن يتم رصدها؟ ولا أعتقد أن إلصاق تهمة تهريبها بعنصرين من الجمارك مقنع بما فيه الكفاية، لأن عملية بهذا الحجم تحمل بصمات مافيا إجرامية منظمة لها علاقات متينة مع جهات نافذة... كما يمكن الإشارة أيضا إلى التعاون بين المغرب وجهاز «الأنتربول»، وهو تعاون قديم تاريخيا وأعتقد أنه أثمر الكثير من الإنجازات في مجال محاربة الجريمة المنظمة وإيقاف مجرمين عالمين مطلوبين للعدالة وإحباط عمليات إجرامية متعددة... محمد أكضيض, باحث مختص في الشؤون الأمنيةأجرى الحوار: م . أ

3 أسئلة: لابد من تحصين الحدود وتعزيز الأمن الداخلي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مصري ضمن شبكة دولية للنصب على سياح أكادير

المغرب منخرط في محاربة الجريمة الدولية المنظمة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات