القاعات السينمائية البيضاوية : سينما الزهراء… من الأفلام إلى مستودع

قاعة سينمائية جديدة، تغادر الإبداع الفني الوطني، بعدما قرر أصحابها تحويلها إلى مستودع لكراء الكراسي والطاولات تابعة لأحد ممولي الحفلات بالعاصمة الاقتصادية، ليوضع حد لفضاء اشتهر بتقديم مجموعة من الأعمال السينمائية العالمية التي جلبت أنظار الجمهور البيضاوي. في شارع بني مكيلد قرب ساحة السراغنة بالدار الببيضاء، توجد هذه القاعة التي اجتاحتها الأزبال والفئران، منذ إغلاقها سنة 2006، قبل أن يقرر أصحابها استغلالها لأغراض تجارية وتحسين مظهرها الداخلي والخارجي، وإنقاذها من الإهمال الذي طالها.إغلاق القاعة، مر بمجموعة من الفترات، من أبرزها، عندما أغلقت للمرة الأولى أبوابها أمام الجمهور، سنة 1996، جراء الفيضانات التي عرفتها الدارالبيضاء وغمرتها بالمياه، وهو الإغلاق الذي دام مدة غير قصيرة، لتعود بعدها إلى فتح أبوابها مجددا لاستقبال ضيوفها، لكن سرعان ما غادرت خريطة القاعات السينمائية الوطنية، ليحتفظ الجمهور باسمها في ذاكرة من ولجها أو من سمع عنها مع الحكايات حولها.البيضاويون يتذكرون بحسرة قاعاتهم التي رحلت عنهم في صمت، بعدما قدمت العديد من الأعمال العالمية، من بينها الفيلم الأمريكي "ليكزورسيست"، الذي خلف الرعب لدى الجمهور الذي لم يتعود على مشاهدة هذه النوعية من الأفلام، في تلك الفترة، في الوقت الذي شكل الشباب النسبة الأكبر من عدد روادها، إذ استقبلت يوميا عشرات الأشخاص من سكان درب السلطان والأحياء المجاورة، أو في بعض الأحيان من مدن أخرى من زوار المدينة الكبرى.استطاعت "الزهراء" رغم صغر مساحتها وقلة عدد كراسيها التي كانت تتسع فقط لحوالي 300 شخص، من خلق دائرة خاصة بها من الجمهور الذي يرتادها خصوصا عشاق أفلام الحركة، في الوقت الذي تخصصت فيه بعض القاعات السينمائية في الأعمال الكلاسيكية العربية أو الهندية.بلغت قاعة "الزهراء" ذروة استقبالها للجمهور في الفترة الممتدة بين سنوات الستينات إلى الثمانينات، إذ تمكنت من توسيع قاعدتها الجماهيرية، بفضل تيمة الأفلام التي تقدمها، وكذا الأثمنة المناسبة التي تمنح نظيرها فرجة سينمائية تتخطى الحدود المغربية.لم تختلف معاناة "الزهراء" عن عدد من نظيرتها في السنوات الأخيرة، منذ انتشار القنوات الفضائيات والأقراص المدمجة، ما دفع أصحابها إلى إغلاقها، في الوقت الذي عانت فيه قبل ذلك تهميشا كبيرا بعدما تراجعت عائداتها المالية، إلى جانب المنافسة التي كانت تعاينها، أيضا، من قبل مجموعة من القاعات المجاورة. إعداد: ياسين الريخ

القاعات السينمائية البيضاوية : سينما الزهراء… من الأفلام إلى مستودع

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

عادات وتقاليد من المجتمع الصحراوي : "تكاليع البند" طقس مصاحب لحفلات الزواج

رموز الغناء العربي قبل ألف عام : طُويس...رمز الشؤم المحبوب

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات