فضيحة قضائية تورط الدرك

كشف اعتراف شاب بارتكابه جريمة قتل، وهو دون سن 18، أخيرا، عن الزج بشخص بريء (أب لطفلين ومعيل لوالديه) في السجن والحكم عليه بـ 20 سنة سجنا نافذا، وتضمين محضر الاستماع إليه اعترافات انتزعت منه بالقوة والإكراه، فضلا عن تقديم معطيات غير صحيحة تخص مسرح الجريمة. وتقدم الفاعل الحقيقي من تلقاء نفسه، أمام عناصر المركز القضائي للدرك الملكي بالصويرة، واعترف بتفاصيل ارتكابه الجريمة التي أدين من أجلها شخص آخر، لا علاقة له بها، بعدما شعر بتأنيب الضمير، وتسببه في الزج بشخص بريء في السجن. وكشفت مصادر مطلعة لـ "الصباح"، أن قاضي التحقيق بالغرفة الثانية بمحكمة الاستئناف بآسفي، أصدر أمرا بمتابعة الفاعل الرئيسي في جريمة قتل شاب طعنا بواسطة سكين، بأحد دواوير جماعة "سيدي علي الكراتي"، في حين تم الإفراج عن الشاب الذي اعتقل قبل أربع سنوات على خلفية هذه القضية، وتمت إدانته من قبل غرفة الجنايات الابتدائية بـ 30 سنة سجنا نافذا، قبل أن تخفض غرفة الجنايات الاستئنافية العقوبة إلى 20 سنة. وباشرت عناصر الدرك بـ "أقرمود"، بإقليم الصويرة، أبحاثها بعد العثور على جثة شاب تلقى طعنات في البطن، إذ تم إيقاف "رشيد. م" (صديق الضحية)، ونسبت إليه عناصر الدرك اعترافه بارتكاب جريمة القتل، إثر خلاف بينهما، بعدما كانا في حالة سكر بدوار أهل الجمعة بـ "سيدي علي الكراتي"، وأنه كان بمعية الضحية في حالة سكر، واستل سكينا ووجه به طعنات إلى الضحية، الذي سقط على الأرض مضرجا في دمائه. وتمت إحالة "المتهم" على الوكيل العام، ثم على قاضي التحقيق، قبل أن يصدر الأمر بإحالته على غرفة الجنايات التي قضت بإدانته، من أجل المنسوب إليه ابتدائيا واستئنافيا، رغم نفيه المنسوب إليه أمام غرفة الجنايات. غير أن تقدم المتهم الرئيسي المسمى "عبد الكبير. ق"، أمام عناصر المركز القضائي للدرك الملكي بالصويرة، واعترافه بالمنسوب إليه، قلبا كل المعطيات، إذ أكد المتهم الذي كان يبلغ من العمر 17 سنة آنذاك، أن الهالك المسمى قيد حياته "ح. ش" والجاني "رشيد. م" يعتبران من أصدقائه، وأنه ليلة الحادث، في شتنبر 2016، ولمناسبة حفل زفاف، كان بدوار أهل الجمعة، وفي حدود الثامنة مساء، التقى بالهالك و"رشيد. م"، رفقة مجموعة من الشبان، واحتسوا الخمر إلى أن لعبت الخمرة برأسه، وأحس بنعاس شديد، ما جعله ينام لبعض الوقت بجانب الخيمة التي نصبت لحفل الزفاف إلى أن قام المسمى "م. و" بإيقاظه، وفي طريق رجوعه نحو خيمة الزفاف، التقى بالهالك الذي طلب منه مرافقته لجلب نصف لتر من مسكر "ماحيا"، يحتفظ به في مكان معين، وفي طريقهما، أبدى الهالك رغبته في ممارسة الجنس عليه ومده بـ 200 درهم، قصد إغرائه، وعند رفض الجانح لذلك، قام الهالك بتهديده بواسطة سكين من نوع "بونقشة"، وقاده إلى منزل مهجور، إذ وضع الهالك السكين فوق سور المنزل، ما جعل الجاني يتناوله بسرعة، ثم رجع إلى الخلف، وطلب من الهالك عدم الاقتراب منه وهدده بالسكين، غير أن الهالك اقترب منه، وحاول مراودته عن نفسه، ليوجه له المصرح طعنة إلى بطنه، وغادر مسرح الجريمة، وتخلص من السكين، أداة الجريمة، بـ "مطفية" قرب منزل سكناه، مضيفا أن الضحية لحق به لمسافة طويلة قبل أن تخر قواه ويسقط على الأرض. وتم الانتقال، رفقة المتهم، إلى "المطفية" وجرى استخراج السكين، بعد إزالة مجموعة من الأتربة، إذ علاه الصدأ. وكشف الفاعل الرئيسي عن تحريف مجموعة من الحقائق من قبل عناصر الدرك بـ "أقرمود" التي أنجزت المسطرة الأولى، إذ أنه بعد عرض لوحة الصور الفوتوغرافية الخاصة بمحضر الدرك لـ "أقرمود" عدد 1419 بتاريخ 04/09/2016، والأماكن التي توثقها، أوضح أنها ليست المكان الذي تمت فيه واقعة القتل، وأن مسرح الجريمة هو المضمن في محضر المركز القضائي للصويرة تحت عدد 76 بتاريخ 28/02/2021، أي أن عناصر الدرك اعتبرت مكان وجود جثة الضحية، هو الفضاء الذي ارتكبت به الجريمة، وهو أمر مخالف للحقيقة، ما يؤكد قصور العناصر التي صاغت المحضر، ونسبت فيه اعترافات لشخص بريء. وتم الاستماع إلى الموقوف الأول، الذي أكد أمام قاضي التحقيق، أن تصريحاته الأولى لعناصر الدرك أو النيابة العامة أو قاضي التحقيق كانت تحت التهديد والعنف، وكذا تعرضه للتهديد من قبل عناصر الدرك الملكي بإلحاق الأذى بذويه. كما تم الاستماع إلى زوجته، التي أفادت أن زوجها عاد في اليوم الموالي من حفل الزفاف يرتدي الملابس نفسها التي غادر بها المنزل، ولم تكن تحمل أي آثار دم أو غيره. محمد العوال (آسفي)

فضيحة قضائية تورط الدرك

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جامعة محمد الخامس بالرباط تحتل المركز الأول على المستويين الوطني والمغاربي

10 سنوات لقاتل ابن خالته

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات