لارغيث: ارتكبت أخطاء بالأكاديمية

المدير التقني الوطني السابق قال إن توفيقه في مهمته استفز أعداء النجاح اعترف ناصر لارغيث، المدير التقني الحالي لأولمبيك مارسيليا الفرنسي، والسابق لأكاديمية محمد السادس، أنه ارتكب أخطاء في مجال التكوين، خصوصا في طريقة انتداب لاعبين لفئة أقل من 15 سنة. وكشف لارغيث، المدير التقني الوطني السابق، في حوار أجراه مع موقع «أسود الأطلس» المتابع لأخبار المحترفين، أن نجاحه استفز بعض أعداء النجاح الذين لم يعد يعجبهم ما يقدمه، وصاروا يحاربونه بشتى الوسائل، ما دفعه إلى الرحيل. وأوضح لارغيث أنه فخور بما حققه سواء داخل الإدارة التقنية الوطنية أو أكاديمية محمد السادس، داعيا إلى مواصلة العمل لاستغلال المواهب المتوفرة بالمغرب. واعترف لارغيث بأنه تفاجأ بدوره بتعيينه مديرا تقنيا وطنيا، لأنه كان متخصصا في التكوين، مؤكدا أنه أصر على وجود المرحوم بيير مورلان إلى جانبه للاستفادة من خبرته، وهذا ما حدث. في ما يلي نص الحوار: بعد إشرافك على الفريق الأول لمارسيليا لفترة معينة صرت شخصية مشهورة بالمدينة... لم أقم سوى بمهمتي مديرا تقنيا، أشرف على الفريق في فترة معينة، والحمد لله النتائج كانت طيبة، وسأظل رهن إشارة الفريق متى احتاجني. كيف ولجت مجال التدريب؟ ولدت بالمغرب، وبعد حصولي على شهادة الباكلوريا اخترت فرنسا لاستكمال دراستي في الصيدلة، لأجد نفسي بعد ذلك أدرس الرياضيات والعلوم التجريبية والرياضة بأحد المعاهد، علما أنني كنت حريصا على مزاولة كرة القدم، ووقعت لفريق هاو ب"كان" ونورموندي وتيري هاركور الذي وقعت له لاعبا ومدربا قبل أن أتوجه إلى روون مساعدا لمدير مركز التكوين، ثم عدت إلى "كان" للإشراف على أكاديميته لمدة ثلاث سنوات، ومن بين اللاعبين الذين كونتهم باتريك فييرا. وفي مرحلة ثانية رحلت إلى ستراسبورغ مديرا لمركز التكوين، قبل أن يدعوني الماجيدي للإشراف على مشروع كروي كبير بالمغرب، وهو العرض الذي لم أتردد في قبوله. أكيد أن هذه المسيرة ساعدتك على تكوين شخصية قوية في مجال التكوين... بالفعل، لأنه كانت دائما تمتلكني رغبة في التكوين، ومع مرور الوقت وجدت نفسي أقوم بهذه المهمة بشغف وسعادة كبيرين، بغض النظر عن الهاجس المالي، وهذا أعتقد أنه أحد أسباب نجاحي لحد الساعة. كيف تقيم مسيرتك بأكاديمية محمد السادس؟ كنت محظوظا بالاشتغال في العديد من الدول بأوربا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، واعترف اليوم أنني أخطأت حينما سعيت لتفعيل تجربتي هاته بأكاديمية محمد السادس، لأن الظروف والمعطيات تختلف. أخطأت على الخصوص حينما انتدبت لاعبين لأقل من 15 سنة، لأنهم غير مكونين كما هو الشأن هنا بفرنسا، كان علي أن آخذ العديد من الأمور بعين الاعتبار، وأن أبدأ التكوين من الصفر، الأمر الذي لم أستوعبه سوى بعد الرحيل للأسف. كنت مسرورا بالمشاركة في المشروع الذي أطلقه ملك البلاد، والذي يحمل اسمه، والحمد لله أعطى العمل أكله، واليوم نتابع يوسف النصيري في "الليغا،" ونايف أكرد في "الليغ 1" وآخرين لا يسع المجال لذكرهم، لتظل هذه التجربة الأفضل بالنسبة لي في مسيرتي. أي مقاربة تضعها بين التكوين بالمغرب وأوربا؟ على مستوى الفئات العمرية، باستثناء الاختلاف الذي ذكرته في البداية، وحول الفئة العمرية أقل من 15 سنة، فإن باقي الفئات متشابهة في العمل والنظام المطبق. الفرق الوحيد أنه بفرنسا لدينا فئة الكبار التي تشارك في الدوري المحلي، أما بأكاديمية محمد السادس فإن تكويننا يتوقف عند فئة أقل من 19 سنة. لماذا غادرت إذا الأكاديمية؟ للأسف كنت أود الاستمرار لأطول مدة ممكنة، خصوصا أن الظروف كانت مواتية، لكن للأسف هناك من حاول الاستفادة من العمل الذي نقوم به، وصار يشوش علينا، وهذا ما دفعني لتقديم الاستقالة، لكنني سأظل سعيدا بالعمل الذي قمت به داخل هذه الأكاديمية، التي ستبقى رائدة محليا وقاريا. بماذا تشعر وأنت تتابع تألق بعض اللاعبين خريجي الأكاديمية؟ طبيعي أن أكون فخورا بما تحقق لحد اليوم. كنت في مستوى الثقة التي وضعها في شخصي عاهل البلاد، إضافة إلى الماجيدي. من بين 57 لاعبا الذين سهرت على تكوينهم، 47 منهم يعيشون اليوم بفضل كرة القدم، سواء خارج المغرب أو داخله، إضافة إلى 50 في المائة من المنتخب الذي مثل المغرب ببطولة إفريقيا للشباب التي أقيمت بموريتانيا، من خريجي الأكاديمية، وهذا في حد ذاته، مصدر فخر بالنسبة إلي. تعيينك مديرا تقنيا للإدارة التقنية الوطنية شكل مفاجأة للمتتبعين... بالفعل لأنه لم يسبق لي أن شغلت مديرا تقنيا، رغم أنني كنت مرشحا للمنصب ذاته في 2006، لكنني مازلت أجهل أسباب التراجع عن القرار. بعد رحيلي عن الأكاديمية، اتصل بي فوزي لقجع، رئيس الجامعة، من أجل الالتحاق بالإدارة التقنية الوطنية، لكنني طلبت منه التعاقد مع المرحوم جون بيير مورلان، الذي له تجربة كبيرة في المجال، لكنه أصر علي لشغل منصب المدير التقني، وطلبت منه بدوري التعاقد مع مورلان للاستفادة من خدماته. شرعنا سويا في العمل، ووضعنا العديد من الإستراتيجيات التي تناسب المرحلة، وأطلقنا العديد من المشاريع، أبرزها "كاف برو"، كما حرصنا على إعداد منتخبات الفئات العمرية وحققنا نتائج إيجابية، خصوصا على صعيد شمال إفريقيا، كما ساهمنا في تكوين منتخب هيرفي رونار، الذي شارك في مونديال روسيا. كلها أعتبرها نتائج جد إيجابية، لكن للأسف هناك من لم يعجبه هذا العمل. بعد هذه التجربة اخترت أولمبيك مارسيليا... أعلنت جامعة كرة القدم، رحيلي عن الإدارة التقنية، قبل الأوان، لأنني كنت سأستمر إلى غاية نهاية يونيو، في الوقت الذي أعلنوا استقالتي في ماي. بعدها مباشرة تلقيت ثلاثة عروض من فرنسا، رين ونيس ثم مارسيليا عبر كلود فيشو، المساعد الأول للمدير التقني حينها. كما توصلت كذلك بعرض من الإدارة التقنية السعودية بعد التحاق هيرفي رونار بمنتخبها الأول، لكنني في الأخير اقتنعت بعرض مارسيليا ومشروع الفريق في مجال التكوين. هل تغيرت نظرتك للتكوين بعد كل هاته التجارب؟ التكوين تغير بشكل كبير داخل فرنسا، وأصبح يطغى عليه الهاجس المالي، وصرنا نسمع عن عقود للاعبين في سن 12 و13 سنة، وهذا أمر غير طبيعي في مجالنا، لأنه في هذا السن يجب أن نستمتع بكرة القدم، وحلاوة ممارستها. اليوم نكون اللاعبين من أجل الصفقات ولا شيء غير ذلك. للأسف هذه هي الحقيقة. ترجمة: نور الدين الكرف في سطور الاسم الكامل: ناصر لارغيث تاريخ الميلاد: 6 نونبر 1958 ببركان المهمة الحالية: مدير تقني لأولمبيك مارسيليا المناصب التي شغلها: مدير التكوين بروون وهاكور ولوهافر وكاين ومدير أكاديمية محمد السادس ومدير تقني وطني

لارغيث: ارتكبت أخطاء بالأكاديمية

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"إيسيسكو" تطلق ومضات فكرية

إيقاف "بزناس" بمراكش

مقالات ذات صلة