بغض النظر عن النتائج الإيجابية التي يحققها المدرب فوزي البنزرتي مع الوداد، وإن لم يقنع في بعض المباريات، فإنه يحقق مكاسب أخرى، لنتأمل: أولا، مع فوزي البنزرتي أصبح الوداد يعرف كيف يفوز، وكيف لا ينهزم في بعض المباريات المعقدة، كتلك التي تأتي في ظروف صعبة، على غرار مباراتي المغرب التطواني وحوريا كوناكري، أو ترتكب فيها بعض الأخطاء الفردية، ما يعني أن الفريق صارت له شخصية قوية، تقوده إلى تحقيق النتيجة الإيجابية، حتى عندما لا يكون في أحسن أحواله. هذه الشخصية تأتي من تجربة المدرب، بطبيعة الحال، وثقته في نفسه، التي تجعله يلعب أي مباراة من أجل تسجيل الأهداف، ولا يهمه إن سجلت عليه، لأن إنجازاته تجعله يعرف أن حتى الهزيمة لا تنقص من قيمته شيئا. ثانيا، نجح فوزي البنزرتي في إدماج أمين أبو الفتح بطريقة سلسة، وجعل منه عنصرا هاما وثابتا داخل المجموعة، وهي من المرات النادرة التي ينجح فيها لاعب قادم من فريق عاد في البطولة في فرض نفسه في الوداد من أول مباراة. فما حققه أبو الفتح مع البنزرتي لم يحققه لاعبون كثر مروا من الوداد في المواسم الأخيرة، دون أن يستفيد منهم الفريق، بل تحولوا من انتدابات معول عليها، إلى صفقات خاسرة لهم وللفريق. وإضافة إلى أبو الفتح، عرف البنزرتي كيف يدمج سايمون مسوفا ومؤيد اللافي، وكيف يعيد الثقة إلى صلاح الدين السعيدي ووليد الكرتي وأيوب الكعبي، وكيف يؤهل سفيان المودن وأيمن الحسوني اللذين أصيبا في وقت حاسم من فترة الإعداد. ثالثا، يدرك البنزرتي أن الشيء الوحيد الذي يجعل الفريق والمدرب يشتغلان دون ضغط هو النتائج، لذلك فكر فيها قبل أي شيء آخر، قد يأتي مع مرور الوقت، وربما في المباريات الحاسمة. عبد الإله المتقي