قرارات السعودية تربك المعتمرين

سارعوا إلى وكالات الأسفار للاستفسار عن حقيقة تقليص مدة الإقامة فوجدوا أن أعدادهم هي المستهدفة كالنار في الهشيم، انتشرت إشاعة تخفيض مدة الإقامة للمعتمرين السنة الجارية إلى 15 يوما، فسارع المرشحون لعمرة السنة الجارية نحو وكالات الأسفار ليطرحوا السؤال نفسه، ويجيبهم المستخدمون بالرد نفسه، وهو أن الأمر يتعلق بسوء فهم لقرار بتخفيض أعداد المعتمرين السنة الجارية، وهو أسوأ من تخفيض مدة الإقامة. ما أن سمع أحمد، واحد ممن يعدون العدة لعمرة رمضان، بالخبر حتى سارع إلى وكالته بحثا عن الجواب ، وخرج منها ووجهه قد اعتكر أكثر «الأمر أفظع من تخفيض مدة الإقامة إلى 15 يوما» يقول أحمد، الذي لم يسعفه الحظ في قرعة الحج، ففكر في عمرة رمضان على أمل أن يحالفه الحظ في قرعة السنة المقبلة، لكن، يضيف أحمد ساخرا، «يبدو أن الحظ السيء يطاردني حتى في العمرة، إذ قيل لي إن أعداد المعتمرين سيخفض بنسب مهولة، وأن الذين سبق أن حجزوا قد لا يحالفهم الحظ في الوقت الذي يريدونه، وأن على الوكالة تنظيم الرحلات وفق الأعداد المطلوبة». مرشح آخر للعمرة يتحدث بلغة الحظ، «أخشى أن يلجؤوا إلى القرعة في العمرة أيضا»، فيما يقسم ابن مرشحة أخرى للعمرة ليعطي لشهادته طابع المصداقية، أن الفترة المحددة هي 15 يوما، وأنه سمع ذلك من فم مسؤل في الوكالة التي حجز فيها لوالدته، قبل أن يشهر ورقة إشهارية «هذا هو برنامج السفر طيلة شهري يوليوز وغشت، وكلها تحدد شهرا فأكثر، لكنها أصبحت ملغاة، فالمستخدمة أخبرتني أن البرنامج سيتغير».ما طرحته السلطات السعودية من مستجدات بالنسبة إلى العمرة، لم يربك الراغبين في أداء عمرة طويلة فحسب، بل أيضا خلق ارتباكا لدى وكالات الأسفار التي مازالت تأمل أن تتدخل السلطات المغربية لرفع نسبة المغاربة الذين سيستفيدون من العمرة، «لا نعرف النسبة بالضبط، وإن راج أنها تصل إلى 70 في المائة فهذه مجرد إشاعة، أو تخمينات مغلوطة، لأننا لا نعرف بعد الحصة المخصصة للوكالات»، يقول خليل مجدي، رئيس الجامعة الوطنية لوكالات الأسفار، مضيفا أن القرار سيشمل العدد فقط، وليس مدة الإقامة، «هذه مجرد إشاعة انتشرت، وشرحنا أن الأمر لا يتعلق بتخفيض مدة الإقامة، إنما حصر مدة السفر إلى المملكة العربية السعودية لأداء مناسك العمرة في 15 يوما الموالية لتاريخ إصدار التأشيرة، أي أنه إذا تخلف المعتمر عن السفر في الأيام الخمسة عشر الموالية للتأشيرة، فإنها ستصبح ملغاة، ولن يكون بمقدوره السفر في أي وقت شاء كما كان جاريا قبل صدور هذا القرار».ولم يقلل المسؤول نفسه من وقع هذا القرار على تنظيم رحلات العمرة، بل «سيكون له انعكاس سلبي، خاصة أن النظام المعمول به لتسجيل المعتمرين لا يحتمل عددا أكبر، وبالتالي سيكون هناك اكتظاظ، وربما قد يؤدي ذلك إلى تأخر، وقد يتخلف أحدهم عن موعد طائرته، لذلك يجب إعادة النقاش في الموضوع، ومحاولة إيجاد حل مناسب للجميع». وكانت الجامعة عقدت لقاء بوزير السياحة، «وعدنا بالنظر في القضية، لكن في نهاية المطاف هو أمر منوط بالسلطات السعودية» يقول رئيسها خليل مجدي.تقليص العدد سيكون له وقع أكثر كارثية، بتعبير مجدي، وبتعبير مرشحين للعمرة أيضا، يحتمل ألا يحالفهم الحظ لأداء العمرة في الأوقات التي اختاروها، وهنا يقول مجدي «الحجوزات تمت، والمبالغ التي تسلمتها الوكالات استخدمت للقيام بإجراءات حجز أماكن الإقامة والتذاكر لدى شركات الطيران، وغيرها، وبالتالي فإن الوكالة ستكون مضطرة إلى إرجاع المال لزبنائها». وقال مجدي إن وكالات الأسفار مازالت تنتظر الحل المناسب، وأنها لم تشرع بعد في تقييم الوضع، «مازلنا في مرحلة الإحصاء، والأكيد أنه إذا لم يتم التراجع عن القرار فلن تستطيع الوكالات تلبية رغبات كل الزبناء».من جهته لا يتصور أحمد أن تتكثف سحابة الإقصاء على رأسه، «لم أحتمل ذلك، جربت مرارة سوء الحظ في الحج، وأدعو الله أن يوفقني لأداء مناسك العمرة، أنا متلهف جدا لذلك، ولا يمكن لقرارات فجائية أن تحرمني من ذلك». عدد المعتمرين المغاربة الذين يقصدون المملكة العربية السعودية يتراوح سنويا ما بين 40 و50 ألف معتمر، «هذا هو العدد الذي نتعامل معه، وهو ما تعول عليه الشركات، وتبني عليه مخططاتها، لكن حين سينخفض فإن كل الإجراءات التي نقوم بها مسبقا لتدبير عملية العمرة ستؤثر سلبا عل الشركات، لذلك لابد من إيجاد حل». ضحى زين الدين

قرارات السعودية تربك المعتمرين

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

كراء القفطان... موضة الأعراس المغربية

اعتقال مختطف عاملة بالحي الصناعي بسلا

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات