قال صلاح الوديع، إن "البام" استعمل الإرث القديم للمساهمة في بناء مشهد حزبي جديد، وجاءت تصريحات قيادي حزب الجرار في لقاء نظمته الأمانة الجهوية الجمعة الماضي بالبيضاء مع فضاء الأطر لتأهيل المنخرطين في الحزب وإنتاج نخب سياسية جديدة متفاعلة مع محيطها العام. وكان اللقاء التنظيمي مناسبة قدم فيها عضو المكتب الوطني ظروف وملابسات ولادة الحزب ورؤيته للتحالفات الممكنة في أفق 2012. وقام عضو الوديع بجرد لأهم الأحداث التي ميزت نهاية عقد التسعينات في المجال الحقوقي، من سقوط حائط برلين والمد العالمي لثقافة حقوق الإنسان عالميا، إلى إنتقال الحكم من المرحوم الحسن الثاني إلى جلالة الملك محمد السادس، مضيفا أن العهد الجديد بني على ما يدعوه المتحدث، بالمغرب الأصيل والمعاصر، وكان تأسيس هيأة الإنصاف والمصالحة، يضيف المصدر ذاته، أهم التحديات التي انخرط فيها المغرب لبناء الديمقراطية، موضحا في السياق ذاته، أن أغلب دول العالم لم تتمكن من الإنتقال إلى مرحلة الديموقراطية إلا بعد حروب أو إنقلابات، أو ما شابه ذلك من أشكال التغيير العنيف، عكس المغرب الذي انفرد بمنهجية سياسية وطنية تعني محاسبة نفسه بنفسه.وأكد صلاح الوديع أن النهوض بحقوق المرأة كان إحدى أهم مظاهر الإنتقال الديمقراطي في المغرب، إضافة إلى الإقرار بالبعد الأمازيغي للهوية المغربية، مضيفا أن ما ميز هذه المحطة الانتقالية أيضا هو تجاوز المغرب التناول القديم لمشكل الصحراء من خلال تقديم وثيقة الحكم الذاتي.ورأى عضو المكتب الوطني أن كل هذه الأحداث ساهمت في جعل الملاحظ السياسي يفهم أن هناك مجالا خصبا لممارسة سياسة جديدة من أجل مسايرة الانتقال الديمقراطي بالمغرب، واعتبر أن انتخابات 2007 فاجأت الجميع، وبينت أن البلاد تعيش أزمة سياسية حقيقية تمثلت على حد تعبيره، في عدم استجابة الأحزاب الموجودة لتطلعات فئة الشباب والأطر ولأسئلتهم وقناعاتهم من أجل المشاركة في صنع القرار السياسي الوطني، وهذا ما يراه الوديع، سببا في العزوف السياسي الذي أدى إلى مشاركة ضعيفة في إنتخابات 2007 لم تتعد 37 في المائة.ويرى عضو المكتب الوطني، أنه في ظل هذه الأجواء تأسست حركة لكل الديمقراطيين، وأثارت نقاشا دعت فيه إلى ضرورة تغيير المشهد السياسي للمغرب بناء على مرتكزات جديدة لعودة الثقة إلى العمل السياسي والقضاء على البلقنة السياسية واعتماد أساليب وبرامج جديدة تتلاءم ومختلف التغييرات الحاصلة، وكان أن تم بعد ذلك، يضيف المصدر ذاته، تأسيس حزب الأصالة والمعاصرة عبر اندماج خمسة أحزاب قبل انعقاد المؤتمر التأسيسي للحزب الجديد في فبرارير 2009.ويرى المتحدث ذاته أنه بعد مرور سنتين لعب “البام” دورا كبيرا في استعمال الإرث القديم من أجل بناء مشهد حزبي جديد يقوم على ثمانية أحزاب عوض 34، إضافة إلى سبعة فرق برلمانية، واستشهد الوديع في هذا الصدد بعبارة شهيرة للملك الراحل الحسن الثاني مفادها “السياسة مشروع يستلزم الصبر مثل الفلاحة”، وأنه ينبغي المروربعدة مراحل منها قبل جني ثمارها. وكشف الوديع أن هناك أغلبية تتشكل شيئا فشيئا، والفاعلون الذين سيتحدون في الأفق يمارسون حاليا في الأغلبية أو في المعارضة، وهي صيغة، يراها المتحدث ضرورية لكل بلورة سياسية. رشيد باحة