المراهقون و”البليات” الإلكترونية الجديدة

منتديات الدردشة ومواقع التعارف تمكنهم من ممارسة استيهاماتهم دون حسيب أو رقيب لم تعد بعض القوانين الصارمة التي يفرضها الأهل على أبنائهم، بالدخول إلى المنزل في وقت محدد ومراقبة "أخلاق" من يرافقونهم من الأصدقاء والتأكد من عدم إدمانهم على إحدى "البليات"، لتجدي نفعا اليوم في ظل التطور التكنولوجي الذي عرفه العالم. ف"البليات" تغيرت تماما ولم يعد من السهل على الوالدين رصدها، كما أصبح بإمكان الأبناء الدخول مبكرا إلى المنزل لممارسة "بلياتهم" تلك، في عقر منازلهم، عبر الحاسوب الشخصي، في غياب أي مراقبة من الأهل، المتقوقعين ضمن منظومة قيم بالية تجاوزها الزمن الإلكتروني الجديد.يعيش شبابنا ومراهقونا اليوم، في عالمهم الخاص، بعيدين عن كل الأنظار المتطفلة التي قد تشوش عليهم سير حياتهم الافتراضية، الخالية من كل القوانين والإلزامات والعقد. يفعلون ما يريدون، في الوقت الذي يريدون، مع الأشخاص الذين يريدون. يلوذ شبابنا ومراهقونا، اليوم، إلى منتديات الدردشة ومواقع التعارف الاجتماعي ك"فيسبوك" و"تويتر" لتحقيق تخيلاتهم واستيهاماتهم، دون وجود حسيب أو رقيب. يكذبون حول هوياتهم وسنهم، ويستعملون أسماء مستعارة وافتراضية، كما عالمهم المملوء كذبا وافتراءات، ويشطحون بعيدا عن رقابة مجتمع أثقل كاهلهم بالممنوعات والمرفوضات و"الطابوهات"، في الوقت الذي يمارس فيه هذا المجتمع المريض نفسه نفاقا تجاه الذات وتجاه الآخر.لقد أصبح شبابنا في خطر إزاء هذه الثورة التكنولوجية التي اضطروا إلى استهلاكها، دون أن يكونوا محصنين في البداية من تأثيراتها السلبية. مراهقونا، الذين لا يحظون بأي تربية جنسية على الإطلاق، أصبحوا اليوم، في سنهم الحرجة تلك، وجها لوجه أمام إغراءات جنسية من كافة الأشكال والأنواع، من شأنها أن تهدد مستقبلهم وتنشئ لنا جيلا معطوبا جنسيا وفكريا. فبقدر ما تحفل الشبكة العنكبوتية بمواقع علمية وثقافية ومعرفية جديرة بالاستطلاع، تعج بمواقع أخرى تمنح الحس واللذة والشهوة لكل من يطلبها، ومجانا. وهي المواقع ذاتها التي قد يدخلها المراهق لأجل التسلية في البداية، فيجد نفسه مدمنا عليها ثم متورطا في ما لا تحمد عقباه.إن تثقيف أبنائنا جنسيا وتوعيتهم وتربيتهم تربية جنسية سليمة من شأنه تجنيبهم الغرق في إدمان جديد من نوعه، لا يقل خطورة عن أنواع الإدمان الأخرى مثل المخدرات أو الأقراص المهلوسة أو الكحول، بل قد يكون أخطر منها، على اعتبار أنه إدمان إلكتروني يصعب ضبطه سواء من طرف الآباء، أو من طرف الأجهزة الأمنية، كما أنه إدمان "مشروع" نوعا ما بالنظر إلى أنه يتستر خلف ستار العلوم والتكنولوجيا الجديدة. نورا الفواري

المراهقون و”البليات” الإلكترونية الجديدة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

دراسة: نصف المراهقين تعروا أمام كاميرا حاسوب

جنس وبورنو أكثر ما يبحث عنه الأطفال على الشبكة

مقالات ذات صلة