بنيعيش: العلاقة الجنسية الإلكترونية وسيلة لابتزاز الضحايا

الطبيب الشرعي إن رصد الاعتداءات الجنسية عبر الأنترنت سهل لأنها تترك أثرا إلكترونيا اعتبر هشام بنيعيش، رئيس معهد الطب الشرعي بالمركز الاستشفائي ابن رشد، أن سن المراهقة لديه خصوصياته، إذ خلال هذه السن يبدأ المراهق في البحث عن ذاته واكتشافها وإثباتها، ومن هذا المنطلق تأتي خطورة تعرضه لاعتداءات جنسية عبر الأنترنت. ويوضح بنيعيش، في لقاء مع "الصباح"، أن المراهق أو المراهقة قد يقيم علاقة إلكترونية مع شخص يطالبه مثلا بالكشف عن مناطق حساسة من جسده عبر "الويب كام" (كاميرا الحاسوب الشخصي)، وقد يعمد الطرف الآخر إلى تسجيلها أو تصويرها ليجعل منها بعد ذلك ورقة ضغط يبتز بها ضحيته، بعد أن يتحول من العالم الافتراضي إلى الواقع، وقد يطالبها بمقابلة أو لقاء مباشر لتحقيق أغراضه بشكل ملموس. وأشار الأستاذ المبرز بكلية الطب والصيدلة بالدار البيضاء، أن الأشخاص الذين يستغلون المراهقين جنسيا، يعمدون قبل التواصل معهم عبر الأنترنت إلى القيام ببحث حولهم على موقع "الفيسبوك" أو منتديات الدردشة أو "البلوغات"، قصد تكوين فكرة حول شخصياتهم وميولاتهم وهواياتهم والمدارس التي درسوا بها وغير ذلك من المعلومات المتوفرة للجميع عبر عدد من المواقع، وهو ما يسهل عملية الاتصال والتواصل معهم، إذ سرعان ما يثيرون اهتمام الضحية التي تحس بأن الشخص قريب منها ويشاركها همومها وتطلعاتها نفسها، وبالتالي تنبني علاقة الثقة بين الطرفين، ويسهل استدراج المراهق أو المراهقة إلى أفعال قد تعود عليه بما لا تحمد عقباه. وشدد بنيعيش على نقطة مهمة تتعلق بمسألة التبليغ الذي يبقى مرتبطا بإدانة الضحية نفسها، إذ قال موضحا "حين تلجأ الضحية إلى التبليغ عن الابتزاز والاعتداء الذي تتعرض له من طرف المستغل جنسيا، من أجل وضع حد للأمر، تقع في مشكل أكبر، ألا وهو العقاب. فالعلاقات الجنسية خارج إطار الزواج ممنوعة ويعاقب عليها القانون. وحين تلجأ الضحية إلى التبليغ وتعترف بأنها أقامت علاقة جنسية بمحض إرادتها في البداية لكنها تعرضت للابتزاز حين أرادات التوقف عنها، فهي تعرض نفسها للمساءلة والعقاب بتهمة الفساد. وبالتالي فهي غالبا ما تفضل الصمت، مما يصعب من عملية رصد مثل تلك الاعتداءات الجنسية. وأعطى الدكتور بنيعيش مثالا بالجريمة التي وقع ضحيتها عدد من النساء في أكادير تم استغلالهن جنسيا من طرف سائح بلجيكي (فيليب سرفاتي)، وتمت معاقبتهن جميعهن رغم أن من بينهن فتاة قاصر. وأضاف "هذه المسألة لا تشجع الضحايا على التبليغ. لأنها تكيف كجرائم يتابعون بمقتضاها. ليست هناك ضحية تقبل استغلالها جنسيا بموافقتها. دعارة القاصرات مثلا تتم في إطار شبكات منظمة أو بموافقة ضمنية من أولياء الأمور أو بتشجيع صريح منهم... الضحية يجب أن ينظر إليها كضحية ومتابعة الجناة ضرورية...". من جهة أخرى، أكد بنيعيش أن الفصل 483 من القانون الجنائي يعاقب بالحبس من شهر واحد إلى سنتين، وبغرامة من مائة وعشرين إلى خمسمائة درهم، كل من ارتكب إخلالا علنيا بالحياء وذلك بالعري المتعمد أو بالبذاءة في الإشارات أو الأفعال، ويعتبر إخلالا علنيا متى كان الفعل ارتكب بمحضر شخص أو أكثر شاهدوا ذلك عفوا أو بمحضر قاصر دون الثامنة عشرة من عمره أو في مكان قد تتطلع إليه أنظار الجمهور. ويدخل، حسب بنيعيش، التعري أمام "الويب كام" في هذا الإطار، ويمكن متابعة الشخص الذي يقوم بهذا الفعل بناء على هذا الفصل، وهي الحالات التي تكون شائعة عبر المنتديات ومواقع الدردشة و"الشات"، التي يتصل فيها أشخاص بالغون بمراهقين ويقدمون أنفسهم على أنهم في مثل سنهم ويطلبون منهم التعري أو كشف مناطق حساسة من أجسادهم. وأشار الطبيب الشرعي إلى أن الاعتداءات الجنسية باستعمال الأنترنت هي جرائم يعاقب عليها القانون الجنائي، ويسهل رصدها خاصة أثناء حيازة صور خليعة لأطفال أو مراهقين قاصرين، إذ أن استعمال الأنترنت يترك أثرا إلكترونيا، ومجرد حيازة هذه المواد أو الصور يثبت الجريمة، وذلك عكس الاعتداءات الجنسية المباشرة التي يصعب كشفها أو العمليات الحميمية التي تتم في إطار الاستعمال الشخصي والتي قد تؤدي الصدفة وحدها إلى كشفها أو رصدها، مضيفا أن تبادل المواد الإباحية على نطاق واسع قد يغذي الإشاعة، ما من شأنه تحريك المتابعة من طرف الشرطة القضائية بعد البحث والتقصي. من جهة أخرى، تحدث بنيعيش عن حالات نساء ضحايا العنف من أزواج مدمنين على مشاهدة الأفلام البورنوغرافية، ويصرون على تطبيق ما يشاهدونه على زوجاتهم ويمارسون عليهن العنف الجسدي في حالة الرفض. ويقول الطبيب الشرعي والأستاذ بالمعهد الملكي للشرطة في هذا الإطار: "الاغتصاب بين الأزواج غير معترف به قانونا. وحتى إذا ثبت الاعتداء على الزوجة ومنحت بموجب ذلك شهادة طبية تؤكد الاعتداء، فالمرأة غالبا ما تقدمها لقاضي الأسرة من أجل الحصول على التطليق ولا تستعملها كشكاية لأن لا أثر لها. نورا الفواري

بنيعيش: العلاقة الجنسية الإلكترونية وسيلة لابتزاز الضحايا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

ثلاث تجارب عن الجنس والانترنيت

دراسة: نصف المراهقين تعروا أمام كاميرا حاسوب

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات