97 في المائة من المرضى يجهلون طب التبنيج

دراسة حديثة أظهرت الحاجة إلى التواصل حول أهمية "شرح التبنيج للعموم" كشفت دراسة حديثة صادرة عن قسم التبنيج والإنعاش بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء عن أحكام القيمة والمعتقدات الخاطئة التي يحملها المرضى عن عمليات التبنيج ومواضعها ومراحلها وانعكاساتها والـــمشرفين عليها. وعبر 41 في المائة من عينة من 500 مريض، تتراوح أعمارهم ما بين 30 و80 سنة، عن تخوفهم من عدم الاستيقاظ بعد إجراء عملية التبنيج، فيما أكد 38 في المائة منهم تخوفهم من الاستيقاظ أثناء العملية الجراحية، أو استمرار المعاناة الصحية بعدها ( 14 في المائة)، بينما توجس 5 في المائة منهم من مخلفات آثار جسدية، أو نفسية.وأكدت الدراسة، التي أشرف عليها كل من البروفيسور الحسين بارو، رئيس الجناح 28 بالمركز الاستشفائي والدكتور وليد سجام، أن النتائج المحصل عليها ليست بهذا المستوى من البساطة، فقد وصلت نسبة الأجوبة المركبة التي عبر عنها مجموع المرضى إلى 91 في المائة، فيما عبر 9 في المائة عن أجوبة واضحة وبسيطة، ما يعكس، حسب الدراسة نفسها، حجم التردد وانعدام الثقة والتواصل الجيد حول الموضوع.وكشفت الدراسة أن عددا كبيرا من المستجوبين الـ500 الذين جاؤوا، في مراحل متفرقة، إلى القسم نفسه لطلب استشارات طبية حول عمليات التبنيج، يطلبون توضيحات وتفسيرات عن سير العمليات الجراحية (69 في المائة)، وتتدنى نسبة الذين يستفسرون عن سير عمليات التبنيج وأطوارها إلى 14 في المائة، و8 في المائة بالنسبة إلى هؤلاء الذين يطلبون معلومات عن أخطار التبنيج، أو تقييم مستوى خطر بعينه (0 في المائة).وبخصوص طلب المعطيات، أظهرت الدراسة أن 97 في المائة من المستجوبين يفضلون الحصول عليها مباشرة من أطبائهم الجراحين، وليس من أطباء التبنيج، بينما يتجه الباقون إلى العاملين بقطاع الصحة. أما الاستعانة ببعض الوثائق والكتب، أو الانترنيت من أجل الحصول على معلومات حول عمليات التبنيج، فقد كشفت الدراسة عن نتائج سلبية (0 في المائة) بخصوصها، ورغم هذه القنوات المختلفة من التواصل، لا يبدو أن المواطنين راضون عن قيمة المعلومات المحصل عليها، ما يضاعف تخـوفاتهم.لسد هذا النقص ، بادر فريق من قسم التبنيج والإنعاش بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد، الذي أشرف على الدراسة العلمية، إلى إنجاز مشروع للتواصل مع العموم لإزالة كثير من الغموض على هذا السلوك الطبي.ويتضمن هذا المشروع دليلا مبسطا للمريض باللغتين العربية والفرنسية، وفيلما تواصليا لشرح التبنيج للعموم بالدارجة واللغة الفرنسية، إضافة إلى موقع على الأنترنيت (www.anesthésie.ma) بالنسبة إلى المرضى والمواطنين الذين لهم علاقة بتكنولوجيات التواصل الحديثة.ويعرف الدليل والفيلم والموقع التبنيج باعتباره عملا طبيا ضروريا بهدف إزالة الألم أثناء العمليات الجراحية، ويتوزع إلى ثلاثة أنواع، هي التبنيج العام والتبنيج الموضعي الناحي والتبنيج الموضعي.وطبيا، يتم التبنيج من طرف فريق مكون من الطبيب المختص في التبنيج والإنعاش والممرض المختص في التبنيج، وخلال العملية، يعمل الاثنان عضوين مكملين لبعضهما لضمان سلامة المريض، رغم أن الطبيب يظل هو المسؤول الأول.وتمر عملية التبنيج من عدد من المراحل، تتمثل الأولى في الفحص السريري ما قبل التبنيج (من أجل التعرف على المريض وتقييم حالته الصحية واقتراح تقنية التبنيج الملائمة لحالته)، ثم تأتي زيارة المريض للمصلحة الاستشفائية ليلة إجراء العملية للتأكد من عدم حدوث أي طارئ يغير من الحالة الصحية للمريض وإعطائه بعض النصائح الضرورية، ثم تليهما مرحلتا أثناء وبعد العملية. ويسلط الفيلم التواصلي بالصوت والصورة والشهادات، وبلغة مبسطة، الضوء على جميع مراحل العملية وأنواعها، ويقدم نموذجا لمريضة مشرفة على عملية جراحية، وكيف استقبلها طبيب التبنيج وأجرى معها استجوابا أوليا لمعرفة بعض المعطيات الصحية الخاصة بها، كما طلب منها إجراء بعض التحاليل للتأكد أكثر من خلوها من بعض الأمراض والأعراض التي يمكن أن تتعارض مع العملية، وفي مرحلة أخرى يطلعنا الفيلم على قاعة العمليات الجراحية، وكيف يسهر فريق التبنيج على تتبع جميع المراحل أثناء إجراء العملية، وخطوات ما بعدها، مع قياس درجة الألم في كل مرحلة. ومن المقرر أن يعرض هذا الفيلم على مدار الساعة عبر شاشات كبيرة بقاعة الانتظار بقسم التبنيج والإنعاش بابن رشد، لتقليص درجة التخوف لدى المرضى وإعطائهم المعلومات الصحيحة، ويجري التفاوض لعرضه في مراكز أخرى، أو في شكل وصلات إشهارية في وسائل الإعلام السمعي والبصري. يوسف الساكت

97 في المائة من المرضى يجهلون طب التبنيج

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

رئيس جماعة يغيب عن القسم ويعين موظفا لتعويضه

جورج بوش يعود إلى الأضواء بـ "قرارات حاسمة"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات