عقود التأمين… خطوات احترازية قبل التوقيع

العديد من الخلافات تنشأ بسبب سوء قراءة مضامين العقد أثبتت التساقطات المطرية الأخيرة التي عرفتها مدينة الدار البيضاء وعدد من المدن الأخرى عن غياب ثقافة التأمين ببلادنا، إذ أن أغلب المتضررين يطالبون السلطات بتعويضات عن الأضرار التي لحقت بهم، ما يعني أن نسبة كبيرة من المتضررين لا يتوفرون على تأمين بشأن الكوارث الطبيعية، علما أن شركات التأمين تسوق مثل هذه المنتوجات، لكن الإقبال عليها يضل ضعيفا، يسبب غياب ثقافة التأمين، إذ تظل المنتوجات الإجبارية المكون الأساسي في رقم معاملات شركات التأمين. وتجدر الإشارة، في هذا الصدد، إلى أن عددا من الزبناء يوقعون على عقود التأمين دون معرفة محتوياتها وشروطها، ما يتسبب مستقبلا في خلافات بين الزبناء وشركات التأمين. تشير الإحصائيات المتوفرة إلى أن قطاع التأمين يحقق نتائج إيجابية، إذ سجل رقم معاملات، خلال ستة أشهر الأولى من السنة الماضية، يناهز 12 مليار درهم، بمعدل نمو ناهز 4.6 في المائة بالمقارنة مع الفترة ذاتها من 2009. لكن تظل المنتوجات الإجبارية وعلى رأسها تأمين السيارات، إذ حقق خلال 2009، لوحده، رقم معاملات ناهز 6.5 ملايير درهم.وتجدر الإشارة إلى أن ثقافة التأمين بالمغرب محدودة، وتعد المنتوجات الإجبارية الأكثر تداولا و تمثل القسط الأكبر من نشاط القطاع، مثل التأمين الإجباري على السيارات، والتأمين الإجباري على المرض، وبعض الأصناف الأخرى من التأمينات التي يضطر المواطنون إلى الانخراط فيها لارتباطها بمنتوجات أخرى، مثل التأمين على قروض السكن، التي يؤديها عدد كبير من المواطنين عند إعدادهم لسلفاتهم من أجل الحصول على قروض لاقتناء سكناهم، وذلك دون أن يعرفوا ما يؤدونه، ومن خلال سؤال لعدد من الذين استفادوا من قروض عقارية، أكد جلهم عدم علمهم أنهم يؤدون مبالغ مدرجة ضمن الأقساط الشهرية التي يؤدونها للمؤسسات البنكية، باعتبارها أقساطا للتأمين على الحياة، إذ في حالة وفاة صاحب الشقة فإن شركة التأمين هي التي تتكلف بأداء ما تبقى من الأقساط الشهرية.لكن تنشأ في بعض الحالات خلافات ما بين شركات التأمين وزبنائها، وذلك بسبب سوء قراءة العقود التي يوقعون عليها، إذ غالبا ما تتضمن شروطا تسقط بموجبها حقوق التعويض. وفي هذا الإطار يوصي محمد العلمي، متصرف في شركة "سنيا السعادة" أنه يجب على الزبون القيام بقراءة تامة وكاملة للعقد قبل توقيعه، إلا أن بعض البنود والعناصر تتميز بأهميتها البالغة وبالتالي يجب التركيز عليها وفحصها بتدقيق. من أهم العناصر التي يستوجب على الزبون التركيز عليها قبل توقيع العقد، حسب العلمي موضوع العقد، إذ يجب التأكد من أن العقد يستجيب فعلا لمتطلبات الزبون من ناحية مضمونه فإسم المنتوج أو العقد، في حد ذاته، لا يعطي فكرة شاملة عن مضمونه. فعلى سبيل المثال: قد نجد عقد تأمين للصحة إلا أنه لا يشمل إلا على تأمين الاستشفاء دون العلاجات اليومية . كما يتعين التحقق من السقوف، التي يحددها العقد. وفي هذا الإطار يجب الانتباه إلى أن هناك بعض العقود تحدد سقفا عاما لجميع الضمانات بالإضافة إلى السقوف ضمنية خاصة ببعض الضمانات دون غيرها، مثلا قد نجد في عقد لتأمين الصحة أن السقف الإجمالي للعقد يصل إلى 20.000 درهم غير أن ضمانة علاج الأسنان لها سقف خاص يصل إلى 3.000 درهم مثلا.ومن أهم البنود التي يجب الانتباه إليها قبل التوقيع، بند الاستثناءات العامة وكذا الخاصة بضمانة دون غيرها. ونظرا للأهمية البالغة لهذه البنود، فإن قانون التأمينات يلزم شركات التأمين بتحرير بنود الاستثناءات بأحرف بارزة خلافا لما كان معمولا به فيما سبق. كما يجب الانتباه أيضا إلى طرق وكيفيات فسخ العقد، ويتعلق الأمر في هذا الباب بأحد العناصر التي تتسبب غالبا في سوء تفاهم بين الزبون وشركة التأمين حيث أن فسخ أي عقد يستوجب عدة معايير وكذا احترام مدة زمنية منصوص عليها في العقد. بالإضافة إلى ما سبق يجب الانتباه إلى الإعفاءات المنصوص عليها في العقد، التي تبقى على ذمة الزبون في حالة حادثة، وقد يكون الإعفاء نسبيا ( 5 في المائة من مبلغ الخسائر مثلا) أو إعفاء مطلقا (500 درهم مثلا) ففي حالة سرقة ، فإن الضمانة تشمل إعفاء نسبيا ب 5 في المائة من مبلغ الخسائر، تتكفل شركة التأمين ب 95 في المائة من الخسائر ويتحمل 5 في المائة الزبون.وفي هذا السياق يتعين على الزبون تفحص كل بنود عقد التأمين الذي سيوقع عليه من أجل معرفة ما له وما عليه. عبد الواحد كنفاوي

عقود التأمين… خطوات احترازية قبل التوقيع

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

المنتوجات الإجبارية ترفع رقم معاملات شركات التأمين

موظفو المراكز الاستشفائية يعودون إلى الإضراب

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات