3 أسئلة: العلاقات المغربية الفرنسية تستند على محددات صلبة

كيف يمكن أن تساهم زيارة الرئيس الفرنسي للمغرب في تعميق العلاقات بين البلدين؟المعروف أن المغرب وفرنسا تجمع بينهما علاقات متميزة تستند إلى مجموعة من المحددات الصلبة والبنيوية المرتبطة بالتاريخ والثقافة والاقتصاد، وأن هذه العلاقات تطورت في السنوات الأخيرة بسيولة كبيرة إثر التطورات السياسية التي عرفها المغرب، خاصة في ما يتعلق بتعامل الدولة مع ملف حقوق الإنسان وورش الإصلاحات السياسية، الأمر الذي قلص من حجم الملفات الخلافية بين البلدين، وساهم في تحسين صورة المغرب لذى الرأي العام الفرنسي. وبغض النظر عن التطابق في وجهات النظر بين الرباط وباريس على المستوى الجيوسياسي فإن الطموح اليوم هو كيف الوصول بالعلاقات المغربية الفرنسية إلى مستويات أكبر. إلى أي حد يمكن أن تذهب باريس في دعمها لموقف المغرب في ملف وحدته الترابية، وذلك بالمقارنة مع الدعم القوي الذي أبان عنه الرئيس السابق ساركوزي؟ إن موقف فرنسا من قضية الصحراء يؤكد أن المواقف الدبلوماسية للدول الكبرى لا تساغ بشكل اعتباطي ولا ترتبط بالمتغيرات الظرفية والتجاذبات السياسية الداخلية وإنما بالتوازنات الإقليمية والدولية.بالنسبة إلى فرنسا، وكما هو الحال بالنسبة إلى أغلبية الدول الدائمة العضوية بمجلس الأمن لم يعد مقبولا الاستمرار في إثارة بعض المقولات من قبيل المطالبة بإجراء الاستفتاء الذي تم الاتفاق بين مكونات المنتظم الدولي على أنه مطلب يستحيل إعماله على أرض الواقع، و هو ما دفع الأمم المتحدة إلى حث الأطراف على ضرورة التقدم في تسوية الملف بما يتطلب ذلك من مرونة في المواقف.وقد استجاب المغرب لهذه المطالب الأممية عندما تقدم بمقترح الحكم الذاتي، حلا وسطا بين مبدأ تقرير المصير ومطلب استكمال الوحدة الترابية للمغرب، وقد استأثر الاقتراح المغربي بدعم ومساندة الدول الكبرى كما هو الشأن بالنسبة إلى فرنسا التي أدركت أنه من المستحيل الذهاب أبعد من الحكم الذاتي ولذلك فهي تساند الموقف المغربي في نزاع الصحراء.السؤال المطروح اليوم هو إلى أي درجة ستذهب فرنسا هولاند في دعم الموقف المغربي، خاصة بالنظر إلى ما وصله دعم باريس للرباط في ملف وحدتها الترابية إبان عهد الرئيس السابق نيكولا ساركوزي الذي انخرط في مناهضة كل المحاولات الرامية إلى إضعاف الموقف المغربي كما هو الحال عندما تصاعدت أصوات أعداء الوحدة الترابية للمغرب بضرورة توسيع صلاحيات بعثة الأمم المتحدة على الصحراء «المينورسو» لتشمل مراقبة حقوق الإنسان . كيف تقيمون مستوى التقارب في وجهات النظر بين المغرب وفرنسا على الصعيد الإقليمي؟ بالإضافة إلى التوافق الحاصل بين المغرب وفرنسا حول الوضع في منطقة الساحل والصحراء، خاصة في مالي، فإن أهم نقطة تتطابق فيها وجهات النظر المغربية الفرنسية هي التشديد على المخاطر التي ستهدد دول المنطقة في ظل الإبقاء على جمود اتحاد المغرب العربي، ذلك أن باريس تنظر إلى الوضع الحالي للاتحاد كمصدر تهديد حقيقي للمنطقة سواء على الصعيدين السياسي والاقتصادي أو حتى على المستوى الاجتماعي و الأمني. حسان بوقنطار, أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس أكدال بالرباط أجرى الحوار: ي. ق

3 أسئلة: العلاقات المغربية الفرنسية تستند على محددات صلبة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الملك يقيم مأدبة عشاء على شرف الرئيس الفرنسي

الملك وهولاند يرسمان طريق الشراكة الاستثنائية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات