3 أسئلة: فرنسا تسعى إلى تكريس وضعها الامتيازي

أين تكمن الأهمية الاقتصادية والإستراتيجية لزيارة هولاند الأخيرة إلى المغرب؟فرنسا هي أول شريك اقتصادي وسياسي للمغرب، كما أن السوق الفرنسي يشكل المصدر الأول للسياح إلى المغرب، إلى جانب احتضان المغرب عددا كبيرا من مراكز الاتصال التي تخلق الآلاف من فرص العمل.بالمقابل، تستفيد فرنسا من الصفقات الكبرى التي تبرمها مع المغرب، مثل تلك المتعلقة بالقطار فائق السرعة “تي جي في”، و”الطرامواي”، وفي هذا السياق، تندرج زيارة هولاند إلى المغرب التي تسعى إلى الحفاظ على وضعها الامتيازي في المغرب، وتكريس “التنازلات” المغربية المتعلقة بهيمنة الثقافة الفرنكوفونية واللغة الفرنسية، إذ تعتبر فرنسا أن مصير لغتها رهين بمدى حضورها في الدول النامية ودول العالم الثالث، على رأسها المغرب، رغم أن ذلك قد يكون على حساب الهوية المحلية.إلى جانب ذلك، لا يجب أن ننسى الموقف الفرنسي من قضية الصحراء، ذلك أن موقف حكومة يمين الوسط الفرنسية في السابق كان أكثر وضوحا ومتعاطفا بشكل ما مع المغرب، بينما الموقف الاشتراكي ما زال مضطربا، والمغرب يسعى إلى استقطابه ليكون لصالحه. كيف تقرأ الاتفاقيات المبرمة بين المغرب وفرنسا على هامش هذه الزيارة؟تدخل هذه الاتفاقيات في إطار الوضع الامتيازي الذي يحظى به المغرب مع الاتحاد الأوربي، في إطار اتفاقية التبادل الحر، إذ أن الاتفاقيات المغربية المبرمة مع السوق الأوربية تخضع لقوانين اتفاقية التبادل الحر الامتيازية. كما يجب أن لا ننسى الأزمة التي تعرفها فرنسا، وهو ما دفعها إلى البحث عن افاق اقتصادية خارج فرنسا لإنقاذها، والدعم المغربي ساعدها في هذا الاتجاه. هل ترى أن بإمكان فرنسا الحفاظ على وضعيتها باعتبارها الشريك الاقتصادي الأول للمغرب في ظل منافسة دول أخرى خصوصا إسبانيا؟ هذا التسابق الموجود حاليا بين الدول الأوربية حول المغرب هو تسابق تاريخي، كان يتخذ سابقا طابعا عسكريا، والآن أصبح يتخذ بعدا تجاريا واقتصاديا. فالدول الأوربية تسعى إلى الهيمنة على السوق الإفريقية، وشمال إفريقيا يعتبر رأس الحربة ومفتاح الوصول إلى هذا السوق.السوق الإفريقية تشكل المستقبل، وهناك مخططات للوصول إلى هذا السوق، لذا على المغرب أن يعي أهمية هذا السوق قبل أن تهيمن عليه دول أخرى سواء أوربية أو حتى الصين أو تركيا. عمر الكتاني, أستاذ الاقتصاد بجامعة محمد الخامس وخبير دولي في المالية الإسلاميةأجرت الحوار: صفاء النوينو

3 أسئلة: فرنسا تسعى إلى تكريس وضعها الامتيازي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

البرلمان يُشيد بمتانة العلاقات المغربية الفرنسية

الملك يقيم مأدبة عشاء على شرف الرئيس الفرنسي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات