كوطيف… معمل ينسج اللصوص خيوط إقباره

سبع سنوات من الاستنزاف وسلطات فاس تتفرج على معمل يسيل عقاره لعاب المنعشين لا أحد بمدينة فاس راض على مآل معمل "كوطيف" أكبر مركب حكومي للنسيج والغزل بإفريقيا، بعد إغلاقه قبل 7 سنوات دون اتخاذ الإجراءات الاحتياطية اللازمة للحفاظ على تجهيزاته التي تعرضت إلى النهب والتخريب دون أن يكلف المسؤولون أنفسهم عناء حماية معلمة صناعية انطفأت شموع شهرتها. حرائق غامضة وكثيرة وقد تكون ب"فعل فاعل" وسرقات متواصلة بالليل والنهار، وعصابات متخصصة عاثت فسادا بالبناية وتجهيزاتها وآلياتها المتطورة ومهدت طريق ثرائها من قطع غيار وحديد، ولا أحد حرك ساكنا للحد من نزيف يهددها في انتظار من ينظر إلى حالها ب"عين الرحمة" وينقذ صفحة ناصعة من تاريخ النسيج المغربي. على طول الطريق المؤدية إلى معمل "كوطيف" بقلب المنطقة الصناعية سيدي إبراهيم بفاس، ومن مختلف الجهات، يمكن معاينة قوافل العربات والدراجات النارية المحملة بقطع الحديد، المشتبه في سرقتها من هذه المؤسسة. مشاهد مقززة ومألوفة بمحيطه منذ عدة سنوات، دون أن تنفع الحملات الأمنية في قطع وريدها. طريق النهب وأوجهه غالبية أبواب المعمل ونوافذه، مكسرة أو مهشمة، والسواد يعلو جوانب مهمة من أسواره خاصة من جهة الباب الرئيسي المشرع في وجه الجميع. لا شيء يحول دون ولوج بواطن ودواخل هذا المعمل المرتبط بفترة زاهرة من تاريخ النسيج والغزل، كان يمكن أن تشفع للمسؤولين للحفاظ عليه على الأقل، كمعلمة تستحق ذلك. شباب هنا يجمعون القطع الحديدية المتناثرة، وآخرون يتحينون الفرص للاستيلاء عليها ونقلها وعربات مستعدة لنقل المسروق "دون خوف أو وجل" إلى مواقع وجهات معينة بشرائه في دوار الدريسي وعوينات الحجاج بالخصوص، مقابل مبالغ مالية متفاوتة بتفاوت الكمية المنقولة ودرجة سخاء الزبون، في غفلة من الجميع.وصول مصور إلى المكان، أثار استنفار الشباب الموجودين حينها بالمعمل. غالبيتهم أطلق سيقانه للريح خوفا من أن يلقى القبض عليهم، اعتقادا منهم أن الأمر يتعلق بدورية أمنية بدون زي رسمي. وآخرون راقبوا الوضع عن بعد، راشقين الضيوف ثقيلي الظل، بعبارات مستفزة اختبارا لدرجة رد فعل والصبر. الدوريات الأمنية غير كافية لوقف النزيف، وبعض الفعاليات تحدثت عن سرقة ممنهجة ومنظمة استعدادا لمرحلة لا يعلمها أحد وقد تجهز على العقار القائم عليه المعمل، لإستراتيجيته وموقعه المسيل للعاب المنعشين العقاريين الذين "يتحينون الفرصة للانقضاض عليه وتحويله إلى عمارات سكنية". لصوص وألوان تتحدث المصادر عن متخصصين في سرقة تجهيزات المعمل، قيمتها أكثر من 100 مليون درهم، مشيرة إلى وجود سرقات ممنهجة وحرائق مفتعلة للتغطية على ذلك. وأكدت أن ما يصل للمحاكم من معتقلين جلهم قاصرون يضبطون متلبسين بحيازة مسروقــات من المعمل، قلــيل مقــارنة مع جحافـل المنحرفين. لصوص حديد وتجهيزات "كوطيف" من جنسيات مختلفة. منهم الأفارقة السود من بلدان جنوب الصحراء والمغاربة المغلوب على أمرهم، والراغبون في الاغتناء من بقايا "تركــة" أهــم معمــل للنسيج، خاصة أن بعض المصادر تحدثت عن أن بعض المنحرفين يجنون أكثر من 1000 درهم يوميا نظير ما يسرقونه بشكل متواصل ومستمر.وسبق للشــرطة القضــائية أن اعتقلت نيجيــريا لا يتوفر على أوراق الإقـــامة، وشبابا من أعمار مختلفــة، أحيلوا على العدالة، فيما أثار محام وهــو يرافــع عن أحدهم أمام غرفة الجنــايات الابتدائية، رأفــة الحضور وهــو يتحدث عن أن ما قــد يكون سرقــه المتهم، ما هــو إلا فتات مقــارنة ما يتعرض إليه المعمل من سطو ممنهج على تجهيزاته.والمثير للشفقة منظر ذاك الأصم الأبكم الذي ضبط متلبسا بحيازة قطع غيار مسروقة من المعمل، محملة على متن دابته، واستعانت الشرطة برئيس جمعية مختصة لتدوين أقواله في محضر كان منطلق محاكمته على غرار زملاء كثيرين له يتحدرون من أحياء مختلفة بمختلف أركان فاس وجهاتها الأربع ومحيطها القريب والبعيد. ولا ينكر أحد أبناء حي عوينات الحجاج، استعمال عربات من أحجام مختلفة في تهريب تلك المعدات، متحدثا عن استغلال رافعة وشاحنة كبيرة في نقل آلة ضخمة في وقت سابق، ما اضطر "محسنا" إلى وضع ركام من الأتربة بباب رئيسي للمعمل للحيلولة دون دخول العربات إليه والحد من حجم السرقات. مظاهر العبث على طول شارعي الزهور وميدلت وزنقة الفارابي، يمكن لأي عابر للمقاطع الطرقية المجاورة أن يلاحظ تلك الثقوب البادية على الأسوار الشامخة شموخ معلمة تحتاج إلى من يحميها، فيما تبدو الإدارة وقد التهمتها ألسنة النيران في حرائق اندلعت في ظروف غامضة في مؤسسة مستهدفة من قبل أياد مجهولة. يتعلق الأمر بمؤسسة عمومية توجد بين يدي الدولة ومفروض أن تحميها بعدما قررت إغلاقها تحت يافطة الإفلاس بداعي غزو منتجات النسيج الخارجية للسوق المحلية وعجز الشركة عن المنافسة الشرسة، خاصة بعد أن تعددت مظاهر التخريب التي طالتها وحولتها إلى أطلال زادت الحرائق من بشاعة منظرها المقزز.وتحدثت بعض المصادر عن عصــابات متخصصة تستغل الأبواب المشرعــة وعمــدت إلى إحــداث ثقــوب بأحجــام مختلفة في أسوار المعمل، لتسهيل الولوج إليه وتـهــريب المســـــروقــات منه خاصة من الآلات وقطـــع الغيــار، بجميــع وسائــل النقــل خـــاصة الدراجــات ثــلاثية العجــلات في واضحة النهار، والسيارات في الليل. عمليات السطو والنهب والسرقة تتم أحيانا أمام مرأى وأعين عامة الناس من المارة العابرين للطرق القريبة من المعمل، ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول سر عدم حماية هذه المنشــأة الاقتصادية الموضوعة تحت الحراسة القضائية، خاصة أنها تتوفر على تجهيزات بملايير السنتيمات وتركت دون حراسة ومراقبة. فعاليات بالمدينة سارعت إلى تنبيه الجهات المعنية إلى ما تتعرض إليه هذه المعلمة، من تخريب طال نحو 60 في المائة من محتوياتها بالمستودعات والمصنع والوحدات الداخلية، بالإضافة شاحنات نقل المستخدمين وآليات متطورة فككت، أو في الطريق إلى ذلك، داعية إلى حمايتها من أياد تعبث بتاريخها الزاخر. حرائق وسرقة قبل 7 سنوات خلت أغلق معمل النسيج والغزل (كوطيف) بفاس، الأكبر والأهم إفريقيا بقرار من السلطات التي لم تكلف نفسها عناء حماية الآلات الضخمة والهامة الموجودة بين أسوار بنايته، والمقدرة قيمتها بملايير السنتيمات الذي ذهبت أدراج الرياح، خاصة منذ 2010، لما استهدفت المؤسسة من قبل بعض المنحرفين.قبل 3 سنوات سحبت شركة للأمن الخاص، مستخدميها من أبواب هذا المعمل الذي تحول إلى أطلال تبكي حظها العثر، ضدا على عدم تسديد مستحقاتها، ما فتح المجال لعمليات استنزاف ونهب وسرقة ممنهجة لم تنجح الدوريات الأمنية في الحد منها، رغم اعتقال وتقديم العشرات من الشباب ممن ضبطوا متلبسين بالسرقة.لكن الدوريات لوحدها غير كافية للحد من حلقات مسلسل إقبار تجهيزات المعمل، الذي يفرض خطة وحراسة أمنية مستمرة، خاصة أمام الحرائق المسجلة والمتكررة بمقر إدارة المركب وغيره من مواقعه، لم تستبعد المصادر احتمال أن تكون مفتعلة، لغاية في نفس من يريدون إخفاء أي دليل ووثائق مثبتة لمراحل من تاريخه.أكثر من 10 حرائق سجلت ضد مجهول واستهدفت بالخصوص إدارة هذا المعمل وأتت على كل الوثائق والملفات، شأنها شأن ما أتت عليه ألسنة النيران بالمخزن الرئيسي، وأمام المسار المستمر للنهب وسرقة التجهيزات وبقايا وسائل العمل التي شوهد بعضها متناثرا داخل المؤسسة وفي محيطها خاصة بالأحياء المجاورة. والمثير للانتباه أن السرقات تطول التجهيزات في واضحة النهار باستعمال دراجات نارية ثلاثية العجلات وعربات مجرورة وسيارات، خاصة من قبل منحرفين متخصصين يتحدرون من أحياء مجاورة للمعمل الواقع في حي سكني قريب من المنطقة الصناعية بقلب فاس النابض بحركة تجارية وصناعية مهمة. "من الخيمة خرج مايل" بني مركب الغزل والنسيج (كوطيف) بفاس، أكبر معمل بالمنطقة المغاربية، أواخر ستينات القرن الماضي، على مساحة 16 هكتارا بموقع إستراتيجي بحي سيدي إبراهيم الصناعي، بناء على دراسة قام بها مكتب التنمية الصناعية. وبعد اقتناء الآلات الضرورية وتركيبها، شرع في الاستغلال سنة 1972، من خلال 5 أقسام.قسما الغزل والنسيج، اعتبرا الأهم باحتوائهما تباعا على 50 ألف مغزل و960 آلة، إضافة إلى أقسام تهييء النسيج والخياطة والتصفية والصيانة، التي جعلت من هذا المركب الأهم إفريقيا من حيث كمية الإنتاج، وعدد عماله المقدر بـ4 آلاف عامل وإطار، طيلة 34 سنة سبقت إقباره وإغلاقه دون اتخاذ الإجراءات الضرورية لحماية المعدات.حينها كثر الحديث عن سوء الاختيار التكنولوجي للآلات المقتناة خاصة آلات قسم التصفية غير الصالحة، بل منها ما لم يشتغل نهائيا من قبيل آلة "لارام"، ما يعتبره المتتبعون من الأسباب المهمة وراء الموت البطيء لهذا المعمل الهام رغم فترة الازدهار التي عرفها خاصة في فترة ثمانينات القرن الماضي. ويتحدث العالمون بخبايا أمور هذا المعمل الموؤودة تجهيزاته المقدرة قيمتها بملايير السنتيمات، عن أخطاء قاتلة ارتكبت إبان انطلاقته وكانت سببا فيما وصل إليه، بينها الاعتماد على نوع واحد من آلات قسم النسيج (بيكانو)، المتجاوزة تكنولوجيا في تلك الفترة التي عرفت دخول تكنولوجيات أكثر تقدما ومردودية، إلى السوق. ولتدارك هذا الخلل تم شراء عدة آلات جديدة لتطوير قسم النسيج خاصة بين سنتي 1980 و1984، بعدما توصلت إدارة المعمل بقرض بقيمة 4 ملايير سنتيم من قبل وزارة التجارة والصناعة لتجديد تجهيزاته، فيما ارتفع عدد العاملين به من 1700 إلى 1800 عامل ومستخدم وإطار، وجدوا أنفسهم في وضعية التشرد. تلك الفترة اعتبرت الأهم في تاريخ هذا المعمل الذي حقق أعلى فائض مالي وصل إلى 5 ملايير سنتيم في سنة 1988، لما كان الطلب مهما على منتجاته خاصة الثوب 9127 المعروف بـ"البيضاوية"، لكن هذا التألق ليتراجع مردوده لتوقيف عملية الاستثمار وتجديد الآلات، بعد تصنيفه ضمن المؤسسات المرشحة للخوصصة. بداية انهيار إمبراطورية النسيج بإفريقيا كانت نهاية الثمانينات، مرحلة سوداء في تاريخ المعمل، خاصة بعد توقيف الاستثمار وتجديد الآلات، إذ اعتبرت آلة كونولاج آخر آلة جددت اضطراريا لأسباب تقنية، بنحو مليار سنتيم، قبل أن ينطلق مسلسل انهيار أهم معمل للغزل والنسيج بالقارة السمراء، على غرار إقبار معمل "لاسيميف" الأهم إفريقيا في صناعة المحركات.وأمام ظهور بوادر الانهيار، استعانت الإدارة العامة للشركة بدراسة لاتخاذ قرار إغلاق قسم الغزل سنة 2005، بداعي أن الخيوط موجودة في السوق بتكلفة أقل من إنتاجها بهذا القسم، وهو القرار الذي اتخذ دون رضى المدير العام وصنف ضمن القرارات الخاطئة غير المحسوبة العواقب. وسقط 502 عاملا من مستخدمي الغزل، ضحية هذا القرار بعدما وجدوا أنفسهم خارج رغبة الإدارة التي توافقت مع مندوبي العمال لضمان مغادرتهم دون "وجع دماغ" في 30 شتنبر 2005، بعدما توصلوا بتعويضاتهم المالية المقدرة بـ5 ملايير سنتيم منحت للمعمل من الوزارة الوصية. لكن ذلك كان خطأ آخر لا يغتفر.فـي يوليــوز 2006، اتفقــت وزارتا التجارة والصناعة والمالية على مـنح مليــاري سنتيــم لإدارة المعمــل، لضمــان مواصلــة العمــل، ما تم التراجع عنه مباشرة بعد الدخول من العطلة السنوية، لينزل مطلب مغادرة 340 عاملا ومستخدما وإطارا للمعمل، بردا وسلاما عليهم وتمهيدا لقرار إغلاقه نهائيا المتخذ في 30 نونبر 2006.ولتصفية "التركة"، وهبت الحكومة مبلغ 3 ملايير و500 مليون سنتيم، لتعويض ما تبقى من العمال، لتفتح صفحة أخرى لمحاولة تفويته إلى مستثمر في قطاع النسيج، زار "كوطيف" رفقة وزير التجارة والصناعة، تمهيدا لشرائه، لكنه تراجع عن ذلك، بعدما ووجه باقتراح الوزارة استغلاله في المجال ذاته المنشأ لأجله. ورفضت المحكمــة التجــارية بفــاس، فتح مسطرة صعوبة المقاولــة في حق هــذا المعمــل الذي ظــل مغلقا منذ سبــع سنــوات ليظــل قبلــة للمنحرفين الذين استـــولوا على تجهيزاتــه وآلاتــه فــي ظــروف غامضــة أمــام الصمت الرهيب للسلطات التــي وقفــت موقف المتفرج أمام الاستنزاف الملحــوظ لهــذه المعلمــة التي تحولت إلى مجرد أطلال. حين لا تنفع مقاومة مشاكل المنافسةقاوم مركب النسيج "كوطيف"، طيلة سنوات، مشاكل الإنتاج والتسويق في "مناخ تشتد فيه المنافسة غير الشريفة وتأثير العولمة على منتوجه"، بعدما أهمل بداعي الخوصصة. ولم تشفع له استفادته في 1998 من "حملة محاربة تهريب السلع، إذ تمكن من تحقيق أرباح لا مثيل لها منذ إنشائه". وازدادت وضعية الشركة تأزما منذ سنة 2000 لعدم هيكلتها رغم قدرتها على تمويل برنامج لهذا الغرض، قبل سنتين من ذلك، "نتج عنه قرار المجلس الإداري المنعقد في 24 دجنبر 2004 يقضي بإحالته على التسوية القضائية دون مراعاة الهاجس الاجتماعي للعاملين به، وعددهم الذي فاق 866، ما رفضه ممثلو العمال".وتشكل بدايات 2006، نقطة سوداء في تاريخ الشركة، إذ "نفذت المادة الأولية المتبقية وتوقفت آلات قسم النسيج، ما أدى إلى تكوين لجنة من ممثلي العمال التقت بوزير الصناعة والتجارة وتأهيل الاقتصاد وأشعرته بشلل الإنتاج وخطورة وضعية المركب وخيبة أمل 321 عاملا به، بعدم اتخاذ القرارات الناجعة". ولم تتحق آمال العمال في ضمان انطلاقة جديدة للشركة بعد إغلاق قسم الغزل بتوافق مع العمال التي راسلت لجنة عنهم عدة جهات قبل لقاء وزير المالية في 25 مارس 2006. واتضح وجود صعوبة في شراء الخيط، بعد إغلاق القسم شهرين بعد ذلك ما أدى إلى إعادة فتحه لإنتاج ما تبقى في المخزون. برلماني يسائل وزير الاقتصاد حول نهب تجهيزات المعملقبل نحو ثلاث سنوات تقدم البرلماني عبد الرحيم الرماح، بسؤال كتابي إلى وزير الاقتصاد والمالية ووزير الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة حول مآل هذا المعمل، معتبرا قرار إغلاق قسم الغزل وتسريح عماله ب"غير الصحيح" و"الضرورة كانت تفرض التقليص من عدد العمال وأن يتم ذلك من كل الأقسام". وقال "مباشرة بعد إغلاق القسم، لم تتمكن الشركة من تلبية حاجياتها من الخيوط في السوق"، إذ "ظل باقي العمال خاصة بقسم النسيج عاطلين عن العمل يتقاضون أجورهم دون القيام بأي مهام"، مشيرا إلى أنه من خلال قراءة الوقائع والمعطيات، يتضح أن قرار الإغلاق النهائي للمؤسسة تزامن مع إغلاق قسم الغزل.واعتبر ما تم بعد ذلك من إجراءات، "مجرد تسويف ومماطلة لتهييئ الشروط لتنفيذ قرار الإغلاق النهائي، "وهو ما كان واضحا من خلال مواقف المدير العام" يقول هذا البرلماني في سؤاله، مؤكدا أن ما زاد الطين بلة بقاء المعمل دون حراسة منذ 2010، بعدما لم تتوصل الشركة المكلفة بذلك بمستحقاتها المادية. وفوت مسار معمل النسيج والغزل "كوطيف"، على مدينة فاس، فرصة لا تعوض لتعزيز قطاع النسيج والصناعة، لكن "من حق هذه المدينة، أن تستفيد من آخر ما تبقى منها، خاصة رصيدها العقاري الممتد على 16 هكتارا، يقول الرماح في سؤاله باسم الفريق الفيدرالي بالغرفة الثانية. البرلماني ساءل الوزيرين، حول كيفية تغطية الديون المتراكمة وحقوق صندوق الضمان الاجتماعي والضرائب والأبناك وبعض الممونين، و"بدون ذلك سيتم بيع عقار ومنقولات الشركة وبضائعها عن طريق المزاد العلني، بعد أن صدرت أحكام قضائية في الموضوع على إثرها يوجد عقار ومنقولات الشركة تحت الحجز القضائي".وقبل اتخاذ أي إجراء وتحويل الأوضاع السلبية الحالية للمعمل إلى أوضاع إيجابية من خلال تخصيص عقاره إلى معرض صناعي وتجاري وإحداث تيكنوبارك، تساء البرلماني عن كيفية توفير الحراسة الأمنية الضرورية لتوقيف مسلسل السرقة والحرائق الذي تتعرض إليه المؤسسة. حميد الأبيض (فاس)

كوطيف… معمل ينسج اللصوص خيوط إقباره

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

اعتقال المُبلغ عن قاضي الجديدة

نقابة "البيجيدي" تشكو الكانوني إلى بنكيران

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات