احتفالات رأس السنة بطنجة تستنفر المصالح الأمنية

إيقاف 20 شخصا من أجل جنح السكر العلني وحيازة واستهلاك المخدرات لم تمنع برودة الطقس والأمطار الغزيرة، التي تساقطت على مدينة طنجة ليلة الجمعة الماضية، آلاف المواطنين والسياح من الخروج إلى الشارع للتعبير عن فرحتهم بحلول السنة الجديدة 2011، إذ شوهد سيل من البشر، وهم يتزاحمون أمام المراكز التجارية ومحلات بيع الحلويات لاقتناء هدايا تحمل عبارات التهنئة بالسنة الجديدة، فيما توجه آخرون، رفقة أبنائهم إلى بعض الساحات العمومية لأخذ صور تذكارية مع شباب يتقمصون دور «بابا نويل» بارتدائهم قبعات ولباسا ملونا بالأحمر والأبيض. كما غصت كل الفنادق المصنفة والعلب الليلية، سواء الممتدة على الشريط الساحلي «الكورنيش» أو المتمركزة بداخل المدينة، بأشخاص وشباب لم يتحملوا الجلوس في البيت والاكتفاء بمتابعة البرامج التلفزيونية والفنية، وفضلوا انتظار ساعة الصفر على إيقاع النبيذ والموسيقى الصاخبة، التي امتدت إلى الساعات الأولى من السنة الجديدة.ومهما اختلفت طقوس ووسائل الاحتفال بالعام الجديد، التزم سكان المدينة، سواء الذين يفضلون قضاء الليلة في منازلهم وبين عائلاتهم، أو الذين يختارون السهر في الخارج، (التزموا) بقاعدة الخروج إلى الشوارع الرئيسية، خاصة بعد أن أعلنت عقارب الساعة منتصف الليل، إذ انخرط الجميع في موكب ضخم للسيارات، وعمدوا إلى إطلاق المنبهات للإعلان عن بداية السنة الجديدة. ارتفاع في حجوزات الفنادقكما هو الحال في كل المناسبات والأعياد، استقبلت مدينة طنجة سياحا من مختلف الجنسيات، جاؤوا من أجل قضاء إجازاتهم وإحياء احتفالات رأس السنة الجديدة، التي اعتادت المدينة تنظيمها لفائدة الوافدين عليها من مشاهير الفن والسياسة والرياضة.وعرفت كل الفنادق المصنفة والمرافق السياحية بمدينة البوغاز، خلال الأيام العشرة الأخيرة من دجنبر، وأول أيام يناير الجاري، ارتفاعا محسوسا في عدد الحجوزات وليالي المبيت، إذ تقدر أوساط في القطاع نسبة الحجوزات في ليلة رأس السنة الميلادية بين 80 و90 في المائة في بعض الفنادق كأنتيركونتنتال والمنزه، أي بزيادة تتراوح بين 10 و15 في المائة، مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي، فيما لم ترق نسبة الملء إلى معدلاتها المعتادة في البعض الآخر، ولم تتعد 65 في المائة في موفنبيك وسيزار وأندلسيا وغيرهم من الفنادق المصنفة... وذلك لأسباب يعتقد أنها تعود إلى أحوال الطقس السيئة، التي تسود حاليا منطقة الشمال وكل البلدان الأوربية.منشآت سياحية قدمت المتعة لزبنائهاعرفت كل الفنادق والملاهي الليلية والكاباريهات والمطاعم ذات الصبغة السياحية، إقبالا كبيرا من السياح المغاربة والأجانب، وفي مقدمتهم الإسبان والفرنسيون والإنجليز، الذين اعتادوا على زيارة المدينة في مثل هذه المناسبات، حيث قدمت لهم باقات من العروض المتنوعة عبر برامج فنية وأخرى ترفيهية تهدف إلى إضفاء مزيد من المتعة والبهجة على أجواء الاحتفالات بالعام الجديد.وأكد عدد من أصحاب المرافق السياحية بالمدينة، أن حجوزات هذا العام فاقت حجوزات العام الماضي، نظرا للإغراءات التي قدمت للزبناء عبر توفير مطاعم مجهزة بصنوف شتى من المأكولات وأطباق من الحلويات العربية والغربية، فضلا عن أجواء احتفالية ممتعة، شارك فيها العديد من المطربين والفرق الشعبية، التي رقص على أنغامها الجمهور واحتفل حتى الساعات الأولى من فجر اليوم الموالي، إذ بلغت نسبة الملء ببعض الوحدات الفندقية مائة في المائة.وتراوحت كلفة تذكرة السهرة، التي تضمنت حفلة «دي جي» دون وجبة العشاء، بين 500 درهم و1000 درهم للشخص الواحد، فيما فاقت التكلفة في بعض الفنادق 1500 درهم، وتخللت الحفل وجبة عشاء فاخرة، مع المشاركة في سحب يانصيب، الذي خصصت له جوائز قيمة.سهرة رأس السنة استنفرت كل المصالح الأمنيةإذا كانت ليلة رأس السنة الميلادية، ليلة للاحتفال بحلول عام جديد، ومناسبة للتجمع والسهر حتى مطلع الفجر، فإنها كذلك ليلة لبعض المظاهر والممارسات السلبية، التي تنتج عنها أخطار وأحداث تخلف، في كثير الأحيان، عددا من الجرحى والقتلى واعتقالات بالجملة، وذلك نتيجة تهور بعض الأشخاص والشباب، الذين يتعاطون الكحول والمخدرات بشكل كبير وزائد.ولتأمين أداء أمني احترافي في المستوى، طبقت السلطات الأمنية بالمدينة، بناء على تعليمات صارمة نصت عليها المذكرة الأمنية الخاصة باحتفالات رأس السنة الميلادية 2010، مجموعة من التدابير والإجراءات الأمنية الاستثنائية، واستهلتها بحملة تطهيرية استباقية، تم التركيز فيها على الأشخاص المبحوث عنه، والمطلوبين للعدالة، وعاينت «الصباح» من خلال مرافقتها لمجموعة من الفرق الأمنية، حواجز قضائية نصبت بالمحاور الثلاثة المؤدية إلى المدينة، (طريق الرباط وطريق تطوان وطريق قصر الصغير)، تحت إشراف ضابط للشرطة القضائية تكمن مهامه في عملية المراقبة المستمرة للعربات العابرة للسد، خصوصا المشتبه في سلامتها القانونية سواء تعلق الأمر بها أو بسائقها أو بالركاب. كما زودت كل السدود المقامة، بأرقام عشرات السيارات المسروقة بالخارج، التي يشتبه في دخولها إلى المغرب بطريقة سرية، وهو الأمر الذي ساهم في ضبط 950 كيلوغراما من الشيرا، عثر عليها مخبأة بسيارة كانت موضوع شكاية سرقة مصرح بها بإسبانيا.أما بخصوص عشية الاحتفالات برأس السنة الميلادية، فرفعت المصالح الأمنية مستوى جاهزيتها الى نسبة مائة في المائة، وبادرت إلى تشكيل حواجز أمنية متنقلة حتى تكون أكثر عطاء ومردودية، كما نصبت دوريات راجلة بمختلف النقط والمراكز الحساسة، وشملت كل المنشآت السياحية والتجارية والقنصليات الأجنبية والكنائس والمعابد اليهودية، بالإضافة إلى الفنادق الفاخرة، التي عادة ما تنظم حفلات تحضرها جماهير غفيرة وشخصيات مشهورة. المختار الرمشي (طنجة)

احتفالات رأس السنة بطنجة تستنفر المصالح الأمنية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

نشاط مكثف للفرقة السياحية بمراكش

احـتـفـالات "هـاي كـلاس" فـي عـيـن الـذيـاب

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات