وفاة شخص واعتقال 80 بفاس لأجل السكر العلني

دوريات وحواجز أمنية وفرق انتشرت عبر أرجاء المدينة «الحالة عادية»، عبارة تكررت ليلة الجمعة/ السبت، في غالبية الرسائل الصوتية المنبعثة بين الفينة والأخرى، من الجهاز اللاسلكي للمسؤول الأمني، والواردة من مختلف النقط الأمنية المنتشرة بكل أحياء فاس الراقية منها والهامشية. جملة من كلمتين، اختصرت حقيقة الأجواء العامة التي مرت فيها ليلة «رأس» السنة الميلادية الجديدة بالمدينة، دون حوادث تذكر. السكارى «المعربدون» أو «المسلحون» بقنينات خمر أو ما تبقى منها، تساقطوا وسقطوا في أيدي دوريات الأمن، الواحد تلو الآخر. هم ضحية هذا الاحتفال، بعدما شكلوا أغلبية الموقوفين في تلك الليلة التي «مرت في سلام»، بعدما أحكم فيها الأمن «قبضته» على الوضع وفق خطة مدروسة جندت خلالها كل الوسائل والآليات والموارد البشرية، في استنفار أمني دام إلى ساعات الصباح. بداية «الغيث»ابتداء من السادسة والنصف، ومن أمام نادي اليهود بقلب المدينة الجديدة، المحروس من طرف رجلي أمن رغم فراغه، كانت انطلاقة تلك الجولة التي دامت عدة ساعات، رصدت خلالها "الصباح"، الأجواء العامة والتعزيزات الأمنية المشددة المرافقة للاحتفال ب"النويل" في كل الأحياء وداخل الفنادق والمطاعم السياحية والمصالح الأجنبية، وحيثما أقيمت طقوس الاحتفال. إيقاف شاب سرق حقيبة فتاة نقلت للمستشفى، بمنطقة نفوذ الدائرة الأمنية 11، بداية «غيث» إخباري تواصل ببرقية منبهة لوجود أشخاص في «وضعية مثيرة للانتباه» بالحي الحسني، قبل إعلان ضبط شاب في حالة سكر بحي البطحاء، وفرار آخر رمى بكمية مخدرات إلى داخل السجن، من خارج سوره الخارجي، لتتوالى الإخباريات المعكرة ل»هدوء» ذاك «الطولكي وولكي». حي الجنانات كان مسرح أول «صيد ثمين» في تلك الليلة. إيقاف بائع خمور دون رخصة. خبر قطع حديثا عن حملات وإجراءات استباقية قبل يومين، لاعتقال أمثال هذا «الكراب»، قبل إعلان ضبط سيارة مرسديس 240، «دون أوراق»، يستعملها صاحبها في النقل السري، الذي قدم للعدالة بسببه قبل 10 أيام. سيارة خضعت لتفتيش دقيق قبل إخلائها بعد إحضار وثائقها. إجراءات أمنيةخمسة حواجز أمنية ثابتة نصبت قبل أيام من انتهاء سنة 2010، عند مداخل مدينة فاس، قرب الطريق السيار وفي الطرق المؤدية إلى مدن إيموزار كندر وتازة ومكناس وصفرو. وعززت بما بين 5 و7 عناصر أمنية مسلحة ، وكلاب مدربة على المخدرات والمتفجرات، مع حرص شديد على تفتيش غالبية السيارات الوافدة على المدينة، خاصة المرقمة منها بالخارج. 68 سيارة 18 منها تابعة للقوات المساعدة، ثبتت في 25 نقطة اختيرت بعناية وسط المدينة، لتأمين الوضع في ظل الإجراءات الموازية لنشر العناصر الأمنية، والحرص على ارتداء الصدريات وبروزها في أماكن «منظورة» ومسهلة للتدخل، موازاة مع تأمين الفنادق والمطاعم والمؤسسات السياحية والكنيستين الكاثوليكية والبروتستانتية والمصالح الأجنبية ونادي الجالية اليهودية. 22 دائرة وكل المناطق والعناصر الأمنية، تجندت لإنجاح الخطة الأمنية المنتهجة في تلك الليلة، بما فيها فرق المرور وأقسام حوادث السير وأطقم المعاينين والأمن العمومي والاستعلامات العامة وفرق السياحة والشرطة القضائية، فيما تم تجهيز الحواجز المثبتة بحواسيب للتأكد في هوية المشتبه فيهم، بينما قدر الاحتياط العام بأكثر من 60 فردا للتدخل السريع، رابطوا بولاية الأمن. تقارير وتوجيهاتالمنع الكلي للشاحنات الصهريجية المزودة بالبنزين، من دخول وسط المدينة، من أول الإجراءات الاحتياطية التي توالت في برقيات صوتية من مسؤولي الأمن، الذين كانوا حريصين على إصدار التوجيهات وإبداء الملاحظات، والتنبيه لتعميم الصدريات واستعمال المنبه الضوئي للسيارات والدراجات النارية، والدعوة إلى بعض التعزيزات قرب الفنادق والأسواق الكبرى. الشرطة القضائية كانت حاضرة بمجموعتين في كل منطقة أمنية، شأنها شأن باقي الأجهزة المدعمة من متدربين مؤطرين من قبل الفرق المحلية، التي حرصت على تغطية كل أحياء المدينة وحماية منشآتها السياحية، في إطار «ترتيبات عادية ككل سنة، للتحقق من الهوية وتتبع الأنشطة وتأمين الوضع» برأي مسؤول أمني. في كل منطقة أمنية، قاعة للمواصلات. كل المعلومات والإفادات كانت تمركز في قاعة المواصلات بالولاية، بينما أشرف والي الأمن شخصيا على تتبع المستجدات، من خلال تقارير صوتية مختصرة لرؤساء المناطق، مؤكدة للحالة بالحواجز والشارع العام وفي الفنادق ودور الضيافة، التي عرفت إقبالا متفاوتا للزبناء، دون حضور شخصيات بارزة. قاصرون وطالبةقرب إقامة القنصل الفرنسي، كان شرطيان يسوقان ثلاثة قاصرين من حي الليدو المجاور، ضبطت بحوزتهم حقيبة يدوية بعد لحظات من نشلها من طالبة بجامعة الأخوين قرب فندق غير بعيد عن الموقع. عبثا حاولوا تبرئة أنفسهم، زاعمين عثورهم عليها، دون أن يجدوا تبريرا لفرارهم حين مباغتتهم، فيما توجهت الطالبة إلى شرطي حارس الإقامة، لإخباره بما تعرضت إليه. حينها كانت البرقيات تتقاطر و»الطلكي والكي» في كامل عافيته، مخبرة بإيقاف 3 أشخاص بالمنطقة الثالثة للسرقة والتهديد بالسلاح، ووقوع نزاع دام بين شابين في دوار ريافة، لهما سوابق عدلية، كان ضحيته «م. غ» المصاب في رأسه وجبينه ب»جروح لا تدعو للقلق»، فيما فر غريمه، في التوقيت نفسه، الذي كانت فيه الحفلات انطلقت في الفنادق وسط حضور أجنبي ضعيف. حصيلة وأحداثبلابيطة ظهر الخميس، اعتقل «ولد العطار» مروج الخمور دون رخصة، موضوع ثلاث مذكرات بحث. إيقاف شاب حاول سرقة قنينات خمر من سوق ممتاز بطريق إيموزار. فتاة تتملص من أداء واجب إقامتها بفندق. اعتقال خمسة أشخاص بالأطلس، ثلاثة منهم في حالة سكر ورابعهم حامل السلاح، والخامس «مقرقب». سكير يثير الضوضاء ببلخياط، ولص في قبضة الأمن بطريق صفرو. بعض من عناوين لأحداث تناسلت طيلة الليلة التي توفي خلالها شاب كان على متن دراجة نارية، بعدما داسته شاحنة ببنسودة. جهود أسفرت عن إيقاف 3 مروجين للخمور دون رخصة بلابيطة والجنانات وسهب الورد، و5 أشخاص متلبسين بالسرقة تحت التهديد بالسلاح الأبيض، و8 آخرين لأجل الحيازة واستهلاك المخدرات، و4 لحيازة السلاح الأبيض، وحالتي ضرب وجرح. ويبدو عدد الموقوفين لأجل السكر العلني، الأكبر ب80 شخصا اعتقلتهم قوات الأمن، التي «قضت ليلة بيضاء» نجحت خلالها في السيطرة على الوضع، وفق خطة واستراتيجية شارك الجميع في تنفيذها، واستقبلت خلالها فاس، السنة الميلادية الجديدة، ب»أمن وأمان»، وآمال كبيرة في التخلص مما تعرفه من فقر وأوضاع قد تكون سببا مباشرا في انحراف بعض أبنائها. حميد الأبيض (فاس)

وفاة شخص واعتقال 80 بفاس لأجل السكر العلني

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

اعتقالات وحواجز أمنية بأكادير

كوكايين ومخدرات وإجراءات احترازية بمراكش

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات