اتهم عضو في الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية عبد الرحيم وطاس، الذي غادر الحزب إلى التجمع الوطني للأحرار، بالخيانة، وأضاف العضو ذاته، أن قيادة الحزب فوجئت بسلوك رئيس مقاطعة الصخور السوداء، الذي خان العهد، على حد تعبيره، لأنه أخل بالتزاماته تجاه حزبه الأم، الواردة في الوثيقة التي وقع عليها، وتفرض عليه احترام ضوابط وتوجهات الحزب الذي ترشح باسمه في الانتخابات الجماعية، وفاز برئاسة المقاطعة ونيابة رئاسة مجلس مدينة الدار البيضاء، مضيفا أن وطاس مطالب بتقديم استقالته من كل هذه المناصب التي نالها باسم الحزب.من جهة أخرى، ساد جو من التوتر في الاجتماع الأخير للكتابة الجهوية لحزب العدالة والتنمية بالدار البيضاء، الثلاثاء الماضي، الذي حضره بنكيران، وغاب عنه 8 من مستشاري الحزب بمجلس المدينة. وتؤكد مصادر ل" الصباح" أن مقربين من عبد الرحيم وطاس حاولوا التماس العذر له في قراره الرحيل عن الحزب والالتحاق بالتجمع الوطني للأحرار، فيما انبرى الجناح "المتشدد" الذي يتزعمه مصطفى الحيا، لانتقاد النائب الثاني لعمدة الدار البيضاء، وهو ما ساهم في تأجيج الوضع أكثر، خاصة أن هناك أخبارا متداولة عن نية ستة مستشارين جماعيين آخرين، مقربين من وطاس، الحذو حذوه والانضمام إلى أحزاب التحالف المسير لمدينة الدار البيضاء، والمكون من الأصالة والمعاصرة والاتحاد الدستوري والتجمع الوطني للأحرار.من جهة أخرى، اعتبرت مصادر من فريق العدالة والتنمية بمجلس المدينة أن قرار استقالة وطاس من الحزب، كان منتظرا بالنظر إلى أن الأخير كان دائما رجل توافقات، ومن أكثر المقربين من العمدة محمد ساجد، كما أن خلافاته المستمرة مع "الحيا"، ومن يدورون في فلك الأخير، كانت تؤشر على أن التعايش بين الطرفين أصبح مستحيلا.وفضل عضو في الأمانة العامة للحزب اعتبار الأمر إيجابيا، لأنه، على حد تعبيره، سيجعل الحزب يوضح مواقفه السياسية أكثر في تسيير المدن، خاصة الدار البيضاء، التي لم يكن من الجائز، على حد تعبير المصدر ذاته، أن يستمر العدالة والتنمية في تحمل تبعات تسييرها، وكان من الأفضل أن يقبل الحزب شغل دور المعارضة، ويلعب بورقة الفياضانات الأخيرة لرفع أسهمه السياسية في الانتخابات التشريعية المقبلة، إلا أن مصادر أخرى، تعتبر أن النزيف الذي أصاب الحزب في الدار البيضاء ينذر باندلاع مشاكل لا حصر لها من شأنها إضعافه في العاصمة الاقتصادية التي تعد قلعته الانتخابية بامتياز. رشيد باحة