3 أسئلة: الفقر والتفكك وراء أطفال الشوارع

هل هناك رقم محدد أو إحصائيات رسمية من الوزارة عن عدد أطفال الشوارع؟ تعتبر ظاهرة تشرد الأطفال أو الأطفال في وضعية الشارع ظاهرة معقدة ومركبة ذات ارتباط عضوي بقضايا مجتمعية كبرى من جهة، وظاهرة متحركة من جهة ثانية، بحيث إن الميزة الأساسية لهؤلاء الأطفال هي التنقل والترحال من حي لآخر، ومن مدينة لأخرى.لذلك، يصعب ضبط وإحصاء هذه الفئة من الأطفال، ليس فقط في المغرب، الذي تعتبر هذه الظاهرة حديثة العهد فيه، ولكن على الصعيد العالمي أيضا. وفي الغالب، نجد تقديرات تقريبية، وأحيانا متضاربة، بين الأرقام الرسمية وتقديرات الجمعيات والفاعلين العموميين. ونظرا لهذا النقص الحاصل في المعطيات المتعلقة بنسبة هؤلاء الأطفال، أنجزت وزارة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية دراسة حول الأطفال في وضعية الشارع بالدار البيضاء التي تهدف إلى إنتاج معلومات كمية وكيفية لتقدير حجم الظاهرة ومقاربتها في أبعادها المختلفة، وتحديد الأبعاد الديمغرافية والسوسيو اقتصادية لهؤلاء الأطفال ولآبائهم، إضافة إلى ضبط الأسباب الاجتماعية والاقتصادية والأسرية للظاهرة. وسيتم خلال هذه السنة تقديم النتائج النهائية لهذه الدراسة، والتي سبق تقديم نتائجها الأولية نونبر 2011، وتتلخص أهمها في ضبط 214 موقع/تجمع للأطفال في وضعية الشارع بالدار البيضاء، يرتكز بالأساس في أنفا وسيدي معروف والفداء وإحصاء ما يناهز 294 طفلا في وضعية الشارع، 262 منهم ذكور يشكلون 89 في المائة، فيما وصل عدد الإناث إلى 32 فتاة، بنسبة 11 في المائة؛ فضلا عن أن أكثر من 80 في المائة، تتراوح أعمارهم ما بين 15 و18 سنة و5 في المائة من هؤلاء الأطفال يلبون حاجياتهم عن طريق التسول، منهم 24 في المائة عن طريق مسح الأحذية وزجاج السيارات و68 في المائة يتحدرون من مدينة الدار البيضاء، فيما94 في المائة سبق لهم أن تمدرسوا مع انقطاعهم المبكر عن التمدرس. كما أن جل هؤلاء الأطفال تعاني أسرهم شكلا من أشكال التفكك الأسري والفقر المدقع. في رأيكم، ما هي الأسباب الكامنة وراء استمرار ظاهرة أطفال الشوارع رغم كل المجهودات المبذولة حكوميا، وعلى مستوى المجتمع المدني؟نلخص أهم أسباب استمرار هذه الظاهرة في الفقر والهشاشة والإقصاء الاجتماعي، وتفكك الأسر، إضافة إلى غياب مقاربة شمولية ومندمجة للتصدي للظاهرة في أبعادها المختلفة، يشترك فيها مختلف الفاعلين، حكومة ومجتمعا مدنيا، خاصة على المستوى الوقائي، ومواكبة الأسر التي تعيش أوضاعا صعبة، ناهيك عما تعانيه منظومتنا التربوية من تحديات الهدر المدرسي والانقطاع المبكر عن التمدرس. أين وصلتم في الخطة الوقائية التي سبق أن تحدثتم عنها للتغلب على الظاهرة؟بالفعل، أعدت وزارة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية برنامج «مدن بدون أطفال في وضعية الشارع»، والذي يهدف إلى الحد من هذه الظاهرة، وضمان تنسيق محكم بين كافة المتدخلين من أجل حماية وإعادة إدماج هؤلاء الأطفال، إضافة إلى تأهيل مراكز الاستقبال ومواردها البشرية، مع تعميق المعرفة بالظاهرة في كليتها وشموليتها، والمساهمة في خلق تعبئة مجتمعية لمواجهة الظاهرة.. كل هذا وفق مقاربة شمولية ومندمجة ذات بعد وقائي وعلاجي تتجاوز المقاربة الأمنية أو الإحسانية.ويوفر برنامج «مدن بدون أطفال شوارع» أرضية عمل مشتركة تضمن انخراط كافة الفاعلين، بما فيهم الأسر والقطاعات الحكومية المعنية، والمنتخبون المحليون، والقطاع الخاص، والجمعيات، والذي تشمل محاور عمله دعم قدرات الفاعلين المحليين عبر التكوين والتكوين المستمر، وكذا دعم الجمعيات المتخصصة وتشجيع الاحترافية في المجال من جهة، وتحسين خدمات هياكل الاستقبال ومؤسسات الرعاية الاجتماعية وفق مسار موحد للتكفل من جهة ثانية، مع مواكبة كل ذلك بالتوعية والتحسيس.خلاصة القول، نجدد التأكيد على أن ظاهرة الأطفال في وضعية الشارع تستدعي تضافر جهود الجميع، ونهج مقاربة شمولية تتحدد فيها الأدوار والمسؤوليات وفق إستراتيجية حمائية ووقائية متكاملة، تستهدف الأسرة في كليتها. أجرت الحوار: هجر المغليب بسيمة الحقاوي, سيمة الحقاوي: وزيرة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية

3 أسئلة: الفقر والتفكك وراء أطفال الشوارع

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

دعوة إلى التعجيل بالقانون التنظيمي للإضراب

طبيب بالرباط يمنح شهادات دون فحص

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات