الرياضة العالمية تودع سنة الأحداث التاريخية

جنوب إفريقيا وقطر تدخلان التاريخ وإسبانيا بطل مونديال بلا منشطات يمكن أن نطلق على سنة 2010 أنها عام رياضي بامتياز، نظراً لكثرة الأحداث الرياضية التي شهدتها من جهة، وبسبب تحول العديد من تلك الأحداث إلى أحداث تاريخية وعلامات بارزة يصعب نسيانها مهما مرت عليها السنون وتتابعت. فيمكن القول إن جميع أحداث العام الحالي كانت محطات فارقة وعلامات بارزة، توقف الجميع أمامها متأملين ومتابعين، بل ومبهورين في كثير من الأحيان. فليس هناك من ينس الاعتداء المسلح الذي تعرض له لاعبو منتخب التوغو قبل انطلاق كأس الأمم الأفريقية، والتي انتهت بفوز الفراعنة للمرة الثالثة على التوالي بلقبها، وهو إنجاز يصعب أن يتكرر في جميع البطولات العالمية والقارية المقبلة.ورغم أن بطولة كأس العالم لكرة القدم حدث يتكرر مرة كل أربع سنوات، فسنظل نتذكر أول مونديال إفريقي في التاريخ، وما شهده من أحداث هامة يصعب أن تنمحي من الذاكرة بسهولة. ينايرإنجاز الفراعنة ومأساة توغواستهل عام 2010 أحداثه الرياضية بكأس الأمم الإفريقية التي استضافتها أنغولا في يناير الماضي، ولم تكن بداية البطولة مبشرة على الإطلاق، ففي ثامن الشهر ذاته تعرضت بعثة المنتخب التوغولي إلى اعتداء بالأسلحة النارية من جانب جماعات مسلحة معارضة في أنغولا، وسقط قتيل إضافة إلى عدد من الجرحى داخل المنتخب التوغولي وتعرض العالم أجمع وقتها لصدمة مدوّية، فقد كانت المرة الأولى التي يلطخ فيها العنف والدماء البطولات الرياضية بهذا الشكل المخيف وهو ما دفع الجميع إلى التعاطف مع المنتخب التوغولي.وبعيداً عن أحداث الاعتداء على لاعبي توغو، أقيمت البطولة في موعدها وشهدت مباراة الافتتاح تعادلاً تاريخياً بين أنغولا الدولة المضيفة ومالي (4-4)، ويمكن القول إن المنتخب المصري ومدربه حسن شحاته كانا ظاهرة البطولة بحق.وسيطر المنتخب المصري على ألقاب البطولة في النهاية إذ حصل أحمد حسن على لقب أحسن لاعب ومحمد ناجي على لقب الهداف برصيد خمسة أهداف رغم مشاركته بديلا في معظم مباريات منتخب بلاده في البطولة إضافة إلى ذلك فقد حافظ الحضري على لقب أفضل حارس في البطولة والتي كان قد حصل عليها في بطولة «غانا 2008». فبرايرالألعاب الشتوية وفضية تيريأبرز أحداث هذا الشهر الرياضية كانت إقامة دورة الألعاب الأولمبية الشتوية التي استضافتها مدينة فانكوفر الكندية، ورغم البداية الحزينة التي شهدتها المنافسات عقب مصرع المتسابق الجورجي نودار كوماريتاشفيلي، فإن المسابقات أقيمت في موعدها.وفي خامس فبراير تم سحب شارة قائد المنتخب الإنجليزي من مدافع تشلسي جون تيري على خلفية فضيحة علاقته غير المشروعة بصديقة زميله في المنتخب واين بريدج، كذلك فقد شهد الشهر ذاته فوز المنتخب الصيني ببطولة كرة القدم لمنتخبات شرق آسيا متفوقاً على منتخبي اليابان وكوريا الجنوبية المتأهلين لكأس العالم. مارسالأهلي ووفاة إيداهورافتتح الأهلي المصري الأحداث الهامة في هذا الشهر بعد أن توّج ببطولة الأندية العربية لكرة اليد بفوزه على الهلال السعودي في المباراة النهائية في رابع الشهر ذاته بثلاثة أشواط مقابل شوط واحد.وشهد سادس هذا الشهر صدمة كبيرة في الملاعب السودانية عقب وفاة النيجيري إيداهور لاعب المريخ خلال مباراة فريقه أمام الأمل وأحدثت هذه الوفاة حالة شديدة من الجدل على مسرح الكرة السودانية بسبب اعتقاد جماهير المريخ أن أيداهور تعرض لضربة قاتلة في المباراة أدت إلى وفاته وهو ما نفاه تماماً التقرير الطبي الذي قال إن اللاعب توفي بعد إصابته بسكتة قلبية مميتة، لتظهر على السطح مرة أخرى قضية الموت المفاجئ للاعبي كرة القدم في الملاعب وأثناء المباريات. أبريلوداعا سامارانشورغم البداية الهادئة للشهر الرابع من بداية العام الحالي، إلا أنه شهد أحداثاً بالغة الأهمية في الثلث الأخير منه، لعل أهمها على الإطلاق وفاة الإسباني الشهير خوان أنطونيو سامارانش الرئيس السابق للجنة الأولمبية الدولية.وشغل سامارانش منصب رئيس اللجنة الأولمبية الدولية على مدار 21 عاما (1980 إلى 2001)، وسيتذكر عالم الرياضة الرجل بأنه كان أهم رئيس للجنة الأولمبية الدولية منذ عهد البارون بيير دي كويبرتان (1863 - 1937 ) والذي شغل هذا المنصب في الفترة بين عامي 1896 و1925 ، كما أنه مؤسس الحركة الأولمبية الحديثة أواخر القرن التاسع عشر.بيد أن سامارانش يشتهر أكثر بأنه أول من فتح الطريق أمام مشاركة الرياضيين المحترفين في الدورات الأولمبية، فجعل منها أحد أكثر الأعمال تحقيقاً للربح.وعلى صعيد كرة القدم وقعت العديد من الأحداث الرياضية الهامة في هذا الشهر بدأت بإعلان التوغولي إيمانويل أديبايور اعتزاله اللعب الدولي بسبب الصدمة التي مازال يشعر بها منذ حادث الاعتداء على منتخب بلاده.وشهد هذا الشهر أيضاً البداية الحقيقية لقصة نهاية العلاقة بين فريق ليفربول الإنجليزي ومالكيه الأمريكيين توم هيكس وجورج جيليت اللذين أعلنا رسمياً في شهر ابريل من العام الحالي أنهما سيعرضان النادي العريق للبيع. مايالأنتر وأتلتيكو قاد المهاجم الأرجنتيني دييغو ميليتو فريقه أنتير ميلانو إلى التتويج بلقب الدوري الإيطالي لكرة القدم بعد أن سجل هدف الفوز لفريقه في مرمى سيينا (1-0) في المرحلة الأخيرة من المسابقة فرفع إنتر رصيده إلى 82 نقطة بفارق نقطتين عن أقرب ملاحقيه روما صاحب المركز الثاني.ولم تمض خمسة أيام على هذا الإنجاز حتى حقق الإنجاز الآخر الأهم له هذا العام بفوزه بلقب دوري أبطال أوربا لكرة القدم عقب تغلبه على بايرن ميونيخ بهدفين لصفر في المباراة النهائية التي أقيمت في ملعب «سنتياغو برنابيو» في العاصمة الإسبانية مدريد.وكان أتلتيكو مدريد فاز في الثاني عشر من الشهر ذاته بلقب النسخة الأولى من مسابقة الدوري الأوربي عقب تغلبه على فولهام الإنجليزي في المباراة النهائية بهدفين مقابل هدف واحد على إستاد نورد بانك أرينا في مدينة هامبورغ الألمانية.بينما احتفظ برشلونة بلقب الدوري الإسباني لكرة القدم بصعوبة بالغة وبرصيد 99 نقطة، بفارق ثلاث نقاط فقط عن ريال مدريد الوصيف وصاحب المركز الثاني، فيما توّج إشبيلية بطلاً لكأس ملك إسبانيا بعد فوزه على أتلتيكو مدريد في النهائي بهدفين لصفر.وعلى صعيد الكرة العربية انتهت رسمياً في الثامن عشر من هذا الشهر الأزمة الشهيرة بين مصر والجزائر والتي اندلعت عقب الاعتداء على حافلة المنتخب الجزائري في القاهرة في ثاني عشر نونبر عام 2009، وذلك بعد أن أصدر الاتحاد الدولي لكرة القدم قراره الشهير في زيوريخ والذي يقضي بتوقيع عقوبة بحق منتخب مصر بنقل مباراتين للفريق في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2014 خارج القاهرة. كما فرضت اللجنة غرامة مالية على الاتحاد المصري لكرة القدم قدرها 100 ألف فرنك سويسري ( 87 ألف دولار) واشترطت إقامة المباراتين في التصفيات المؤهلة لمونديال 2014 على مسافة لا تقل عن 100 كيلومتر خارج نطاق العاصمة القاهرة. يونيوإسبانيا بطلة العالموبالتأكيد سيطر مونديال جنوب إفريقيا تماماً على هذا الشهر حيث نجح المنتخب الإسباني في التتوّيج بلقب كأس العالم للمرة الأولى في تاريخه بعد فوزه الصعب على نظيره الهولندي بهدف لصفر في المباراة النهائية، واستطاع المنتخب الإسباني أن يفرض نظرية اللعب الجماعي والتمريرات السريعة القصيرة في وسط الملعب والاختراق من العمق على كرة القدم العالمية وأصبح المنتخب الملقب بـ»لافوريا روخا» هو حديث العالم بعد أن أصبح المنتخب الأول في التاريخ الذي يتوج بلقب كأس الأمم الأوربية ثم يحرز لقب كأس العالم بعد ذلك بعامين. وفي الحساب الختامي للبطولة فاز الأوروغواياني دييغو فورلان بلقب أفضل لاعب في المونديال بينما توّج الألماني الشاب توماس مولر لاعب بايرن ميونيخ بلقبي هداف البطولة وأفضل لاعب ناشئ، أما إيكر كاسياس فحصل على لقب أفضل حارس مرمى.وأعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم أن جميع اختبارات الكشف عن تعاطي المنشطات، التي يزيد عددها عن 500 اختبار، والتي أجريت قبل، وخلال بطولة كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا، جاءت نتائجها سلبية. أكتوبرتراجع عرب إفريقياعلى صعيد كرة القدم الإفريقية تواصلت النتائج السيئة لمنتخبات عرب إفريقيا في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس الأمم الأفريقية عام 2012 فخسر منتخب مصر بطل القارة لثلاث دورات متتالية أمام مضيفه منتخب النيجر المتواضع بهدف دون رد بينما سقط المنتخب الجزائري أمام أفريقيا الوسطى فيما فاز المنتخب المغربي بشق الأنفس على مضيفه التانزاني بهدف دون رد، وحقق المنتخب السوداني نتيجة تاريخية بعد تعادله بدون أهداف مع منتخب غانا على أرضه وبين جمهوره.وشهد اليوم الأخير من هذا الشهر سقوطا مدويا للترجي التونسي أمام مضيفه مازيمبي بطل الكونغو الديمقراطية بخمسة أهداف لصفر في ذهاب الدور النهائي من بطولة دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم.دجنبرقطر تكتب التاريخوسيظل اختيار الدولتين المنظمتين لاستضافة مونديالي 2018 و2022 من قبل أعضاء اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم والذي تم في ثاني دجنبر الحالي هو الحدث الرياضي الأهم والأبرز في العام الحالي بسبب الاهتمام الكبير من كافة وسائل الإعلام العالمية بهذا الحدث واهتمام حكومات الدول الكبرى بنيل شرف التنظيم الأمر الذي جعل الأضواء مسلطة على الفيفا طيلة الأشهر القليلة الماضية التي سبقت عملية التصويت، وهو ما أدى إلى الكشف عن قضية الفساد الشهيرة داخل الفيفا والتي راح ضحيتها عضوان في اللجنة التنفيذية هما رينالد تيماري رئيس اتحاد أوقيانوسيا والنيجيري أدامو عضو اللجنة التنفيذية عن أفريقيا.وبعد صراع طويل وتنافس شرس بين الدول المتقدمة لاستضافة البطولتين حُسم الأمر واختارت اللجنة التنفيذية بـ»قرارين تاريخيين» روسيا لاستضافة مونديال 2018 وقطر لاستضافة كأس العالم عام 2022 ليتمكن الملف القطري من حسم الأمور في النهاية لصالحه بعد صراع طويل وشرس مع ملفات استراليا وأمريكا وكوريا الجنوبية واليابان، إلا أن الملف القطري اثبت تكامله وقوته لتنال دولة قطر في النهاية شرف تنظيم أول كأس عالم لكرة القدم في الشرق الأوسط.وفي منتصف الشهر أقيمت بطولة كأس العالم للأندية لكرة القدم في مدينة أبوظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة ونجح إنتر ميلان الإيطالي في الفوز بلقب البطولة بعد تغلبه بهدفين دون رد في المباراة النهائية على مازيمبي الكونغولي بطل أفريقيا والذي دخل التاريخ هو الآخر باعتباره أول فريق من خارج أوربا وأمريكا الجنوبية يتأهل إلى نهائي البطولة.ومن جانب آخر وفي عاشر الشهر ذاته أعلنت إدارة نادي برشلونة بطل الدوري الإسباني لكرة القدم رسمياً عن اتفاقية الشراكة مع مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع لرعاية قميص الفريق الأول للنادي، في صفقة قياسية.وعقد خافيير فاوس نائب رئيس نادي برشلونة للشؤون الاقتصادية والمالية مؤتمراً صحافياً في ملعب كامب نو لإعلان تفاصيل الاتفاقية، التي بلغت 30 مليون يورو للموسم الواحد ولمدة ست سنوات، أي حتى نهاية عام 2016، وكانت إذاعة «كاتالونيا راديو» قد ذكرت أن المبلغ سيتجاوز ذلك ليصل إلى 33 مليون أورو. الجزيرة الرياضية

الرياضة العالمية تودع سنة الأحداث التاريخية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بلخضر خارج لائحة الرجاء

المنتخب يؤجل أربع مباريات في البطولة النسوية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات