نساء متمردات… الاحتجاج بصدور عارية

انتشرت قاعدتهن في دول العالم والرجال يدعمون حقوقهن باتت الدعوة إلى الاحتفال بالأنوثة منذ شهر يوليوز الماضي، حركة عالمية تهم مليار امرأة عبر مختلف أنحاء العالم، اعتبرته الداعيات إليها بـ"المنطقي"، لمواجهة النتيجة السلبية التي تتعرض إليها المرأة، إذ أن النتائج خلصت إلى أن امرأة واحدة من بين ثلاث نساء تغتصب أو تعنف كل سنة. ودفعت هذه العوامل، الناشطة الأمريكية إيف إنسلر ، إلى دعوة النساء إلى الاحتجاج يوم عيد الحب الأخير (14 فبراير الجاري)، إذ لبى نداءها عشرات آلاف النساء، من بينها الهنديات اللواتي يطالبن بحقوق أكثر. وخصصت صحيفة "لوكوريي أنترناسيونال" الأسبوعية الفرنسية، في عددها 1161، ملفا عن "النساء المتمردات" تقدم "الصباح" مجموعة من جوانبه. تعود قضية "النساء المتمردات" إلى شهر يناير الماضي، في العاصمة الهندية نيودلهي، عندما صعدت إيف إنسلر صاحبة "المونولوغ" الشهير "المهبل"، على المنصة، لتلقي كلمة لها تضمنت مايلي: "كفانا من البيانات المليئة بالفاحشة، لقد حان الوقت لتمر قضية المرأة من موقف الضحية إلى موقف المحتفل به"، مقدمة مقتطف من مسرحيتها "أنا مخلوق عاطفي.. لا تقولوا لي لا تبكي، هدئي نفسك، لا تكوني متشددة، تعقلي، أنا مخلوق عاطفي، هكذا تعمر الأرض نحن لا نطلب من المحيط أن يتراجع ويتجمد".وكانت مجموعة من النساء الهنديات، تعرضن إلى اغتصاب جماعي، ما دفع بالهند تصدر لائحة الدول المتزعمة لحركة "النساء المتمردات"، حيث بدؤوا بدعوتهن إلى التعبئة، إلى غاية عيد الحب الأخير الذي اعتبر "عيد النصر" أو "عيد مكافحة العنف ضد النساء".دعوة إنسلر للتغلب على ما اعتبرته النظام الأبوي والحمائي، قوبلت بالرضى في حوالي 180 دولة، إذ اعتبرت بـ"القضية" التي احتفل بها من خلال الأنوثة بالمهبل، بصوت عال وواضح، وأن ذلك قوي وجذاب، ومصدر لكل المتع والشهوات.اشتغلت النساء يوم عيد الحب (14 فبراير الماضي) لإحياء المبادرات والحملات القائمة لتحقيق تغيير حقيقي تشريعيا وسياسيا، وإحداث تغييرا من الداخل، "إنها الحرب"، تقول روكيميني باندا، عضو التحالف الوطني للمرأة في الهند، في الوقت الذي خططت فيه الرابطة المسيحية للمرأة الشابة إلى تنظيم مسيرة على الأقدام مع العائلات في مجال الجنس، حيث يرتدين جميعا نفس اللباس تضامنا مع العاملات، كما أن رئيس الوزراء الهندي قبل طلب هذه المنظمات، بعد أن استطاعت جمع الآلاف من الرجال والنساء، إذ يتمثل الطلب الأول في إعادة تشغيل الخدمة رقم 1081 المحلية في الهند، والثاني يتمثل في إنشاء خلية خاصة لتحليل ودراسة الميزانية العامة للدولة لتحديد الجزء المخصص لتحسين حياة النساء.واعتبر العديد من المشاركين في الحركة، أن النشاط الجنسي هو هدف ثانوي، وأن عيد الحب الأخير هو بمثابة انتصار على الصمت كما أنه أتاح الفرصة إلى الانتقال من السخط إلى العمل المباشر والملموس. أرض جديدة... معركة عالميةيظل الأمر بين معسكرين متعارضين، واحد يعتبر جسد المرأة رمزا للشرف، والآخر يفضل الحريات الفردية والخاصة. إذ يعتبر الجسد الأنثوي أرضا جديدة لمعارك عالمية، وهو ما خلف ردود أفعال قوية على اغتصاب الفتاة في العاصمة الهندية نيودلهي، إذ اعتبر مجرد مثال واحد.ويرى الدكتور جاكوبسون دافيد من جامعة فلوريدا الأمريكية، أنه بدء من تعليم الفتيات في أفغانستان، ووصولا إلى وضع الحجاب في فرنسا، تعتبر الحرية والجنس عن المرأة رمزا للصراع العالمي حول الطبيعة والهوية، مقدما شهر فبراير الجاري كتابه المعنون بـ"العذارى والشهداء"، الذي تحدث عن الفجوة بين الشرف وتقرير المصير، كما يثير موضوع "العذرية"، ومسيرة العاهرات التي نظمت للمرة الأولى، في تورونتو بكندا في أبريل 2011، وبعدها في العديد من الدول العالمية، إلى جانب تناول قضية "الزواج الأحادي". علياء المصرية... عارية ضد الجميع اختارت المصرية المقيمة بالسويد علياء ماجدة المهدي أن تعبر برأيها عن الوضع في مصر، بالوقوف عارية تحمل علم وطنها أمام السفارة المصرية في العاصمة السويدية ستوكهولم ضمن مسيرة احتجاجية، في 21 دجنبر الماضي، نظمها مجموعة من الناشطين في الحركة الأوكرانية «فامن».خرجة المصرية علياء، جاءت تزامنا مع انقسام الشارع المصري، آنذاك، حول مشروع الدستور الجديد الذي اقترحه الرئيس المصري الإخواني محمد مرسي.وقفت المحتجة المصرية حاملة نسخة من القرآن الكريم تغطي بها عورتها، كما حملت المحتجات إلى جوارها، وهن ينتمين إلى مجموعة من الأديان السماوية الأخرى، أوراقا كتبت عليها عبارات «لا للإسلامية.. نعم للعلمانية»، و»نهاية العالم حسب مرسي»، و»الشريعة ليست هي الدستور»، لتواجه هذه الحركة، موجة الغضب التي تعرفها بلادها منذ ثورة 25 يناير 2010، التي أطاحت بنظام الرئيس السابق محمد حسني مبارك.لم تقف احتجاجات علياء ماجدة المهدي، عند هذا الحد، بل انتقلت إلى صفحات الأنترنت، عندما، نشرت على حائط صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، صورها وهي عارية مرتدية جواربها وحذاءها، واضعة إكليل زهور على شعرها، وهو ما اعتبره الملف الذي نشرته صحيفة «لوكوريي أنترناسيونال» الفرنسية، مجموعة من ملخصات لأفكارها، في الوقت الذي تعيش فيه مصر منذ 23 أكتوبر 2011، بين النار والدم، بينما يتداعى النظام.وساعات بعد نشرها الصور سالفة الذكر على شبكة الأنترنت، سارعت مجموعة من الحسابات الإلكترونية في تلقي مجموعة من ردود الأفعال، توزعت بين التعاطف معها، وبين من أثارته قوة الغضب والكراهية، في الوقت الذي قالت فيه علياء، تضيف الصحيفة الفرنسية نقلا عن مجلة مغربية "أنا امرأة ليس لديها خوف ولا عار من إظهار جسدها في مجتمع يهيمن عليه الرجال، الذين لا يعرفون شيئا عن الجنس ويضايقون النساء يوميا، ولا يرون فيهن إلا أداة جنسية".منذ أن ظهرت صورها عارية أمام سفارة بلادها في العاصمة السويدية ستوكهولم، سادت صدمة قوية المجتمع المصري، حيث سارعت مجموعة من القوى إلى التعبير عن سخطها عن ذلك، واعتبرته مساسا بالهوية المصرية، في الوقت الذي أظهر المسؤولين المصريين، تضيف الصحيفة، برودة دمهم التي أدت إلى الاستغراب عن تجاهلهم للحدث، وهو ما اعتبر أنه يندرج في سياق رغبة حكومة الرئيس المصري محمد مرسي عدم إحداث موجة من التفاعلات خصوصا أنه كان يتوجب على الناخبين التوجه إلى صناديق الاقتراع للتصويت على أول دستور بعد ثورة 25 يناير 2010، التي خلص إلى تأييد 63 في المائة من الناخبين لدستور محمد مرسي. ثدي سياسي !اختارت ناشطات حركة "فامن" الأوكرانية، التظاهر بصدور عارية ضد الدعارة والفساد السياسي، مما أحدث موجة اعتبرت بـ"الفريدة" في العالم بأسره. وتعرضت الناشطة الأوكرانية أوسكانا شاتشكو، إلى عقوبة حبسية بلغت 5 سنوات، إثر تظاهرها بصدر عار، وعند حضورها إلى قاعة المحكمة، بوجهها الملائكي، مرتدية حذاءها الطويل، ومعطفها الجلدي، إلى جانب محاميها. وقبيل افتتاح الجلسة التي عقدت في وزارة الداخلية، كان الطرفان يبحثان عن إيجاد طريقة لتقديم أو الإدلاء بطريقة إيجابية لعبارة قدحية، كانت وجهتها في وقت سابق إلى السفير الهندي، على اعتبار أنها طريقة من بين طرق الاحتجاج لصالح حقوق النساء الأوكرانيات، كما أبرزت في معرض مداخلتها أمام وزارة الداخلية.وأشارت شاتشكو، إلى أنها تطالب بالحرية، وأنها سلاحها هو نصفي التفاحة المعلقتين على صدرها الأفطح، مضيفة أن سلاحها هو الأنوثة والجنس، وهما ركائز السلاح الذي يستعمله السينمائيون ومخرجو الوصلات الإشهارية لبيع كل شيء، وهو ما دفع بها إلى إبراز قضيتها أمام الرأي العام، ما دفع بالعديد من المنابر الإعلامية خصوصا المكتوبة منها إلى تسليط الضوء على ثديها وثدي زميلاتها في الحركات الاحتجاجية.ووصفت هذه الظاهرة في الأوساط الاجتماعية والعالمية، بـ"الثدي السياسي"، نظرا لسيل ردود الأفعال التي أعقبت ظهورها على صفحات المجلات والجرائد.ويشكل هذا النوع من الاحتجاج، "موضة" تسير عليها مجموعة من نساء العالم، حسب ما أشارت إليه مجموعة من التقارير التي تداولتها المواقع الإلكترونية العالمية، نقلا عن مجموعة من مناهضي هذه الطريقة في الاحتجاج. الطوغو... إضراب عن معاشرة الأزواج حالة استثنائية، عاشتها الطوغو" في 26 غشت الماضي، عندما قررت إيزابيل أمجانفي، رئيسة جناح الحقوق المدنية المعارضة في الطوغو، خوض إضراب نساء الطوغو عن معاشرة أزواجهن، بهدف الضغط عليهم للمطالبة بإقالة رئيس الدولة فوري جناسينجبي من منصبه والاحتجاج على اعتقال متظاهرين قبيل الانتخابات البرلمانية التي عاشتها هذه الدولة الإفريقية، وتابعت أمجانفي، موجهة خطابها إلى نساء بلادها: "عليكن صد أحضانكن في وجه جميع الرجال من يوم الاثنين وحتى يوم الأحد المقبل".ودعت إيزابيل أمجانفي، وهي محامية، أن الغرض من هذا الإضراب هو دفع الرجال إلى الخروج لإسقاط نظام الرئيس جناسينجبي ودفعه إلى الاستقالة من منصبه، وأن نساء الطوغو، سيسرن وفق نهج نظيراتهن في ليبيريا اللواتي رفضن معاشرة أزواجهن سنة 2003، من أجل الدعوة إلى نشر السلام في ربوع ليبيريا.اليابان... ذهن الجسد بحليب الثديخرجت مجموعة من المعارضين، أو المعروفين بـ"العصابة الوردية"، إلى الوجود سنة 2003، إبان الحرب على العراق، وتتكون من فنانات شابات ترتدين "بيكينات وردية"، والهدف كان واضحا متمثلا في عبارة "أنشر الحب لا الحرب"، وكان الهدف هو جذب اهتمام وسائل الإعلام وفتح مسيرات سلمية للوصول إلى جمهور واسع، إذ وصلت هؤلاء الفتيات النصف عاريات أثناء الاحتجاجات على إرسال اليابان لقوات عسكرية إلى العراق.وخلفت هذه الحركة صدمة في الشارع الياباني، خاصة أنهن لطخن أجسادهن بحليب الثدي، في الوقت الذي انضم إلى هذا التجمع 150 رجلا، على خلفية بحثها عن أعضاء جدد. الصين... فستان العبوديةقامت فتيات يرتدين فساتين زفاف بيضاء بتلطيخ أنفسهن باللون الأحمر، مستعملات الماكياج لإظهار الكدمات والإصابات بهذا التدخل على الطريق العام، ملوحات بلافتات. إذ تحاول تلك الشابات الصينيات تنبيه المارة إلى العنف الزوجي داخل الأسرة.واعتبرت المشاركات في هذا الاستعراض، الذي أقيم في مدينة شيان الصينية يوم 3 دجنبر الماضي، أنه يجب عدم الخلط بين هذا الأداء الفني ومظاهرة أو مسيرة، على اعتبار أن هذه الأخيرة محظورة وممنوعة بشكل كلي. مبرزات في الآن ذاته، أن العنف المنزلي ليس مسألة خاصة، بل هو جريمة ومعظم الناس يفكرون في الاعتداء الجنسي، ولكن هناك أيضا التعنيف اللفظي تقول الفنانة شين ون. إقبال على مشاهدة علياء بمصر فاق عدد زوار صفحة علياء ماجدة المهدي، على موقع "فيسبوك"، 8 ملايين زائر في بضعة أيام بعد نشرها لصورها عارية أمام السفارة المصرية في ستوكهولهم. وخلفت هذه الصور ردود أفعال متباينة، من بينها تهديدات بالقتل، وتخلي أسرتها عليها وتبرئها منها، كما قررت إثرها مغادرة مصر نهائيا رفقة صديقها كريم أمين في اتجاه أوربا الشمالية. بالمقابل، طالبت مجموعة من الفعاليات المصرية، سحب الجنسية منها، ووضعها على قائمة المطلوبين على الحدود المصرية. ترجمة: ياسين الريخ

نساء متمردات… الاحتجاج بصدور عارية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

زكرياء لحلو يقدم "ليكرونيك ساتيريك" على "أصوات"

وفاة ناشط جمعوي في لقاء بدار الشباب ببوجدور

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات