بوغابة: نتمنى إعادة النظر في وضعية القاعات السينمائية

الناقد السينمائي دعا إلى ضرورة تحديد سقف زمني محدد لإصلاحها وترميمها دعا الصحافي والناقد السينمائي أحمد بوغابة، إلى أن تكون سنة 2011 خاصة بإعادة النظر في القاعات السينمائية من خلال سن قانون جديد يلزم أصحابها، بإصلاحها وترميمها في سقف زمني محدد. وقال بوغابة، إنه "لا يمكن الحديث عن المستقبل في مختلف المجالات بدون الوقوف عند الماضي، ولو بسرعة خاطفة، إذ يشكل الأساس الذي عليه ينبني كل تطور حتى لا تتكرر الأخطاء، وفي آن واحد الحفاظ على المكتسبات التي تحققت. وهذه من البديهيات العلمية. إذ لا يمكن القفز على الواقع واعتبار أن البداية تكون مع حلول السنة الميلادية الجديدة وما بعدها مثل الذين يعتبرون أن كل شيء يبدأ منهم، فهم المبتدأ وكل ما سبق ينبغي حذفه وما سيأتي هم أولياؤه".وأضاف الناقد السينمائي، "تشاء الصدفة أن تكون سنة 2011 ذات خصوصية في مسار السينما بالمغرب، إذ احتفل المهرجان الدولي للفيلم بمراكش بعقده الأول وترسخ كتظاهرة قائمة الذات من جهة، ومن جهة أخرى تكون الدورة المقبلة للمهرجان الوطني للفيلم أتمت عقدها الثالث. تظاهرتان لهما بعدهما الوطني والدولي لاحتضان إنتاج مغربي في تطور من حيث الكم. فمن فيلم كل سنتين قبل 20 سنة إلى أزيد من 15 فيلما في السنة حاليا، فنجد فيها فيلما أو إثنين في مستوى متقدم جدا تجر قاطرة الإبداع. وهي نسبة مهمة إذا اعتمدنا على القياس نفسه الموجود في أقطار أجنبية (قياس الكم بالنوع). نتمنى أن يجتهد السينمائيون المغاربة أكثر في إبداع أعمالهم وعدم الاكتفاء بإنجاز أفلام برؤية تقليدية وبتقنية متخلفة، إذ لا يأخذون وقتهم الكافي، بقدر ما يتسرعون في إنزالها إلى "السوق" معوقة وكأنها ولدت بعملية قيصرية رغم أن بعضها به أفكار مهمة تستحق معالجتها بفنية دقيقة".ونبه بوغابة إلى أنه "كثُر الحديث كثيرا في السنوات الأخيرة عن القاعات السينمائية واضمحلالها، وكأن ذلك حصل خلال ليلة واحدة بينما نبهت شخصيا إلى ذلك قبل 20 سنة في مقالات عدة، خاصة حين سمح المدير العام السابق للمركز السينمائي المغربي سهيل بنبركة بترخيص بعضها لتتحول إلى مآرب أخرى بعيدة عن السينما بحجة أنها ملكية خاصة حسب قوله. إذ لم يكن يفرق بين ما هو خاص فعلا وبين التي تحظى ببعد تاريخي وثقافي وفني يشترك معه فيها محيطه الاجتماعي. كما كانت مداخيل تلك القاعات تُصرف وتُوظف في مشاريع عقارية وشركات مختلفة. معنى أن المال السينمائي ذهب إلى وجهات أخرى وبذلك قتلوا القاعات ليبكوا عليها الآن. ليس حبا فيها وإنما لاستنزاف المال العام بطلب الدعم بحجة أن أصحابها يعانون الأزمة التي هم سببها في واقع الأمر".وطالب بوغابة بنوع من المحاسبة قائلا، "ينبغي محاسبتهم على الوضعية التي وصلتها قاعاتنا بأثر رجعي بعد أن امتلكوا جلها برمزية في إطار سياسة المغربة في السبعينات، لذا ينبغي نزعها منهم الآن بعد أن فشلوا في إدارتها وأبانوا عجزهم، ثم إسناد مهمة تسييرها إلى جمعيات ومؤسسات في إطار عقد برنامج واضح ومحدود التاريخ وقابل للتجديد في حالة تفوقهم في إعادة الحياة إليها. ويمكن أن نسوق تجربة الخزانة السينمائية بطنجة التي يمكن أن تكون النموذج الأمثل تطبيقه في المغرب وتعميمه على قاعات كثيرة تنتظر من يعيد إليها الحياة. ولا بد أن نشير بأن تجربة الخزانة السينمائية بطنجة يحاربها أصحاب القاعات خوفا من أن تنتشر التجربة فيعصف بهم التاريخ على هامشه".وأضاف الناقد السينمائي، "أريد في السنة الجديدة التركيز على إعادة تنظيم سوق التوزيع بالمغرب أولا، لأن الموزع المغربي غير محترف إطلاقا. والشيء نفسه يسري على أصحاب القاعات. إننا في حاجة إلى موزع محترف يعلم كيف يصل فيلمه إلى الجمهور في قاعة يدرك صاحبها كيف يجلب المشاهد ويخرج راضيا منها للعودة إليها مرارا عن طيب خاطر. وعليه فإنني أدعو لتكون سنة 2011 سنة خاصة بإعادة النظر في القاعات السينمائية من خلال سن قانون جديد يلزم أصحابها، في سقف زمني محدد، بإصلاحها وترميمها وتعديل تقنياتها (الصورة والصوت) لمواكبة التطور التقني العالمي، أو سحبها منهم بتصنيفها تراثا وطنيا لتمريرها إلى مقاول شاب يحب السينما ويعشقها ويدرك محتوياتها، وهم كُثر من المتخرجين من شعبة التنشيط الثقافي بالمعهد العالي للمسرح والتنشيط الثقافي بالرباط. وإلا سنبقى دائما نسمع بكاء ديناصورات القاعات وتسولهم للمال العام إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. وفي الوقت ذاته ضرورة فتح نقاش في المؤسسات الإعلامية المختلفة لاصطحاب التطور السينمائي حتى تكون في مقدمة الحدث عوض أن تترك صفحاتها الفنية والثقافية عرضة للسمسرة لا تنضبط لخطها التحريري وتسيء إليه". جمال الخنوسي

بوغابة: نتمنى إعادة النظر في وضعية القاعات السينمائية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بغداد: خوصصة مجال الإنتاج ستسهم في ازدهار الأغنية

تغيير مدونة السير أهم انتظارات مهنيي النقل

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات