برشيد: أنتظر نهج سياسة ثقافية مسرحية واضحة

قال الكاتب المسرحي عبد الكريم برشيد عن انتظاراته في المجال المسرحي للسنة الجارية إن "ما ينقصنا ليس شيئا كثيرا لأن الإرادة موجودة والمواهب الفنية متوفرة وكذلك البنيات التحتية في طريقها إلى التغيير...، بينما ما ينقصنا سياسة ثقافية واضحة تعتمد إستراتيجية واضحة لها أبعاد وأفق ومخططات معينة وهذا ما ننتظره سنة 2011".ويرى برشيد أن عزوف الجمهور عن ارتياد المسارح من المعضلات التي تعيق تطور المجال، إلى جانب أنه يعيش نوعا من المنافسة غير المتكافئة مع ما يقدمه التلفزيون من أعمال، وكذلك مع انتشار القنوات الفضائية واستقطابها عددا كبيرا من المشاهدين.واعتبر الكاتب المسرحي أن المجال التلفزيوني حاول أن يأخذ من المسرح باشتغاله على برامج الواقع، مؤكدا أنه سرعان ما سيمل الجمهور من الجلوس في البيت وسيضطر للخروج إلى المسارح، باعتبارها طقسا يوميا مماثلا لباقي الطقوس.ودعا برشيد إلى ضرورة التأسيس لثقافة مسرحية، موضحا أن ما يحتاج إليه المجال هو العادة المسرحية أوما يسميه الاحتفال المسرحي."وما دمنا شعبا نحب المواسم والذهاب إلى الأعراس والاحتفال، فلابد أن تكون فضاءات مسرحية يرتادها الجمهور تماما مثلما يحب البعض ارتياد الأسواق الأسبوعية لإيجاد الطقس المسرحي والتقاليد المسرحية" يقول برشيد.وأضاف الكاتب المسرحي أن المسرح المغربي يجتاز اليوم مرحلة انتقالية، ذلك أنه في سنوات السبعينات كان الهاجس الأساسي في الحقل المسرحي الأمن السياسي بينما اليوم تغيرت الخرائط الثقافية والاجتماعية بعد أن أصبح له دعم من وزارة الثقافة وأصبحت له مصادر للإنتاج والترويج، وكذلك بنيات تحتية ومهرجان وطني للمسرح وموسم مسرحي.وواصل برشيد قائلا "ومع ذلك هناك نوع من الخصاص يتجلى في عدم الاهتمام بالكتابة المسرحية لأن اليوم أغلب الكتاب المسرحيين يعتمدون على الاقتباس ولم يعد هناك اهتمام بمجال التأليف"، مضيفا أنه بعد أن كان لكل مدينة كاتبها المسرحي مثلا محمد مسكين بوجدة ومحمد شهرمان بمراكش ورضوان حدادو بتطوان وكتاب آخرين بمدن أخرى....، اليوم أصبح المسرح في حاجة ملحة إلى كتابة مسرحية وإلى ثقافة خاصة به تطبعه، وبالتالي لابد من التفكير في الكاتب المسرحي عبر النصوص والدراسات.واسترسل الكاتب المسرحي أنه حتى المجلة الفنية التي كانت تصدرها وزارة الثقافة في السبعينات وتعنى بعدد من الفنون ومن جملتها الفن المسرحي توقفت عن الصدور، معبرا، في هذا الصدد، عن أمله في أن تفكر وزارة الثقافة في التوثيق للمجال المسرحي، ومد المسرحيين بالمادة المسرحية بهدف الدفع نحو تألق المسرح المغربي.أما في ما يخص الدعم المسرحي فاعتبره بادرة طيبة ولكن تطبيقه كان فيه نوع من الاختلالات، بما أن كل الفاعلين في المجال يطالبون اليوم بمراجعة نظامه سواء من خلال اللجان أو نظامه بشكل عام.وإلى حدود الآن يتم نظام الدعم المسرحي، حسب عبد الكريم برشيد، وفق مشاريع مكتوبة على الورق لا تراعي جودة العمل ولا تأخذ بعين الاعتبار عنصر الإبداع، علما أن الميدان في حاجة إلى توثيق وإلى تأريخ خاصة أن المغرب له تجارب رائدة، إضافة إلى الحضور القوي لعدة أعمال مسرحية، لها سمعتها وقيمتها، في كثير من المهرجانات العربية.و"اهتمام وزارة الثقافة بالمسرح المغربي مسؤولية لابد أن تشارك فيها وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر"، يقول برشيد، مشيرا إلى أنه ينبغي أن يمر الاهتمام به عن طريق الاهتمام بالمسرح المدرسي والجامعي. أمينة كندي

برشيد: أنتظر نهج سياسة ثقافية مسرحية واضحة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

2011... انتظارات بحجم الحاجيات والإخفاقات

الرامي: يجب التفكير في قنوات تلفزيونية خاصة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات