“ديان” المغربي…المنع بالتقسيط المريح

الوزارة ترخص باستعمال دواء "خطير" ثلاثة أشهر وتطلب من مستعمليه إخطارها بآثاره بالمغرب وحده، قد يصل أجل منع بيع وتسويق دواء خطير يتسبب في تخثر الدم في الأوعية الدموية وإصابات بجلطة دماغية مؤدية حتما إلى الموت، إلى ثلاثة أشهر كاملة.بمعنى أوضح: إن وزارة الصحة تقول لجميع الصيدليات والموردين وأصحاب التراخيص الذين مازالوا يتوفرون على دواء اسمه «ديان 35»: «استمروا عزائي في بيع هذا الدواء الخطير، لمدة 90 يوما أخرى، إلى كل من يطلب شراءه شرط توفره على وصفة طبية».أما هؤلاء الذين لا يتوفرون، لا قدر الله، على وصفة طبية، فبإمكانهم التوجه إلى أقرب طبيب للتأشير على اسم دواء قد يكون قاتلا باعتراف اللجنة الوطنية الاستشارية لليقظة الدوائية بوزارة الصحة التي اعتمدت في خلاصاتها على البيانات الحديثة لنظام اليقظة الدوائية ودراسات السلامة الدوائية المعتمدة من قبل السلطات الصحية الفرنسية.إن الأمر يشبه منعا بالتقسيط المريح، وهو نصف الحل، بالتأكيد، الذي انتهت إليه وزارة الصحة بعد الضجة التي أحدثها قرار هيأة للمراقبة الطبية في فرنسا فتح تحقيق، بشأن عقار «ديان - 35»، الذي يستخدم لعلاج حب الشباب، كما يستعمل وسيلة لمنع الحمل، بعد أربع حالات وفاة، تم الربط بينها وبين الدواء نفسه في السنوات الخمس والعشرين الماضية.ومؤكد أن وزارة الصحة وجدت نفسها في موقف مغرق في الحرج:- فمن جهة هناك «ماما فرنسا» التي قررت، دون تردد، وضع حد لمخاطر عقار تشك، مجرد الشك، أنه تسبب في وفاة 4 نساء في 25 سنة، بالتالي على بعض المغاربة واجب الاقتداء الأعمى.- ومن جهة أخرى لوبي الدواء وبعض الموردين وأصحاب الرخص الذين يضعون أموالهم في أنواع مربحة من الأدوية وينتظرون موسم الحصاد، ولا يسمحون أن تمس مصالحهم بقرار أو إجراء من طرف وزير مهما كان انتـــــماؤه.ربما بسبب ذلك، جاء قرار الوزارة، على تأخره، مرتبكا لا يجيب المغاربة على المخاطر الحقيقية لهذا الدواء، كما يوسع مساحة الغموض حين يشير إلى خلاصات أعلى هيأة استشارية لليقظة الدوائية بالمغرب التي أكدت احتمالات تخثر الدماء في عروق مستعملات هذا الدواء، وفي الوقت نفسه يسمح ببيع وشراء الدواء نفسه لمدة أخرى تزيد عن ثلاثة أشهر «شرط» التوفر على وصفة من طبيب. لكن "أجمل" ما تضمنه قرار المنع بالتقسيط المريح، أنه يضع رهن إشارة مستعملي الدواء رقما اقتصاديا مجانيا، وخلية دائمة بمركز محاربة التسمم واليقظة الدوائية للتبليغ عن الآثار الجانبية للعقار نفسه، بمعنى أن الوزارة تطلب من المواطنين أن يتحولوا إلى فئران تجارب بإرادتهم المطلقة وأن يبلغوها على الحالات الطارئة لدواء تقول عنه الوزارة نفسها إنه يتسبب في ارتفاع احتمالات وقوع تخثر الدم في الأوعية الدموية عند النساء اللواتي يستعملن هذا الدواء لمدة طويلة كمانع للحمل.إذا فهمتم أي شي، رجاء الاتصال بأرقام الجريدة، لكن على حسابكم هذه المرة. يوسف الساكت

“ديان” المغربي…المنع بالتقسيط المريح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الحق في الصمت يطيح بمحاضر الشرطة

المفتشية العامة تستدعي مصور شريط قاضي استئنافية الجديدة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات