دعوة الجزائر وإسبانيا إلى الخروج من الانعزال

خلص المشاركون في الندوة التي نظمت في مدينة سلا حول «رهانات الدبلوماسية الثقافية في خدمة القضية الوطنية» إلى توجيه نداء إلى الجزائريين والإسباني للخروج من واقع الانعزال والنظر إلى ما فيه خدمة شعوب المنطقة. كما حاول المشاركون في اللقاء الذي نظمته مؤسسة الفقيه التطواني للعلم والأدب بتعاون مع المركز المغربي للدبلوماسية الموازية وحوار الحضارات، الوقوف على تشخيص دقيق لدور الدبلوماسية الثقافية في ملف الصحراء. وفي هذا الصدد، أكد أبو بكر التطواني، رئيس مؤسسة الفقيه التطواني للعلم والأدب، أن معاكسة الجزائر للحقوق التاريخية للمغرب، لا تخدم مصلحة المنطقة ككل، وأن دور المثقف كان على الدوام إنارة الطريق ومد الجسور والتشجيع على قيم الإخاء والتعاون، موضحا الدور البارز للدبلوماسية الثقافية إلى جانب الدبلوماسية الرسمية في تبليغ رسالة المغرب الحقيقية المبنية على أسس علمية وتاريخية حول قضية وحدته الترابية.من جهته، أكد عبد الفتاح البلعمشي، مدير المركز المغربي للدبلوماسية الموازية وحوار الحضارات، أن الدبلوماسية الثقافية لابد أن تتأسس على بعدين أساسيين، أولهما إستراتيجية الإشعاع والترويج لثقافة البلد وحضارته، وهو البعد الذي يمكن أن تضطلع به المراكز الثقافية والحضور القوي في منتديات الفكر المختلفة، وهذا النوع من الدبلوماسية الثقافية يمكن بلورته في كافة أنحاء العالم بمشاركة المثقفين والنخب الأكاديمية والفنانين وغيرهم سواء بالمغرب أو مغاربة العالم. فيما يتعلق، بالبعد الثاني في منهجية تعزيز نفوذ البلاد في محيطها، وهو ما أسماه البلعمشي إستراتيجية العمق لحفاظ المغرب على موقعه وارتباطاته كقطب إشعاع بالمنطقة، وهذا النوع يجب أن يركز على دول الجوار في شمال إفريقيا ودول جنوب الصحراء وذلك باستثمار ودعم القيم والعادات الموجودة بأقاليمنا الجنوبية بما فيها اللباس والفن والأدب لما لها من تشابه كبير مع مجتمع «البيظان» جنوب الجزائر وموريتانيا والسنغال، وحتى شمال مالي وصولا إلى بوركينا فاصو.كما أبرز البلعمشي أن حملة مشعل معاكسة الحقوق الوطنية ببساطة هم الجزائر واسبانيا وجنوب إفريقيا، وهم يستثمرون هذا النوع من الدبلوماسية، خصوصا في اسبانيا وجنوب إفريقيا، الأولى تؤثر في عمقها الثقافي وامتدادها الإعلامي في أمريكا اللاتينية، وفي مواقع أخرى لها ارتباط بالثقافة الإسبانية، والثانية تؤثر في الدول الأنجلوسكسونية التي تشكل امتدادا لها داخل إفريقيا، مشيرا إلى أن مواجهة الجزائر مفروض أن تتم بدعم دبلوماسية ثقافية تعزز العمق الثقافي للمغرب بالمنطقة، ومواجهة الأطراف الأخرى باعتماد دبلوماسية الإشعاع الثقافي.أما محمد عامر، الوزير المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج، فقال صراحة «علينا أن نعتبر أن قضيتنا الوطنية تحتاج إلى تعبئة جديدة، لأننا كقوى سياسية واجتماعية مقصرون، مؤكدا أن اللقاء حول «رهانات الدبلوماسية الثقافية في خدمة القضية الوطنية، يفهم منه إشارة وترجمة للرسالة التي بعثها الشعب المغربي في مسيرة الدار البيضاء الوطنية».وأوضح الوزير في عرضه حول التنمية الثقافية وإشكالية الهوية والاندماج لمغاربة العالم، أن أغلبية الطلبة المغاربة بالخارج وغيرهم من طليعة مغاربة العالم يدافعون عن القضية الوطنية، لكنهم بالمقابل، يجهلون عددا من خباياها، مبرزا أن الرهان اليوم هو المزاوجة بين اندماج مغاربة العالم داخل البلدان التي يقيمون بها، والحفاظ في الآن نفسه على تقوية ارتباطهم مع الوطن، مؤكدا أن هذه المعادلة ليست متناقضة، لكنها متكاملة، وأن الوزارة تعمل على صياغتها وفق بلورة سياسة ثقافية جديدة ومتجددة، من خلال مساعدة الأجيال الجديدة على النجاح في الاندماج، ثم تقريب المغرب من المغاربة. كما شكل عرض عبد الحفيظ ولعلو حول «الدبلوماسية الموازية ودور المجتمع المدني في الدفاع عن القضية الوطنية» شهادة حول ما يتعرض له الفاعل في مجال الدبلوماسية الموازية، مؤكدا ضرورة دعم الهيآت المعنية بهذا المجال ومنتقدا تعاطي بعض المؤسسات مع المبادرات المختلفة. نادية البوكيلي

دعوة الجزائر وإسبانيا إلى الخروج من الانعزال

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

التبرعات لـ"سيداكسيون2010" مازالت مستمرة

فاعلون ينتقدون دعم وزارة الفلاحة للشعير

مقالات ذات صلة