“تجليات السمعي البصري في الصحافة” لهشام لمغاري

صدر أخيرا للكاتب المغربي هشام لمغاري كتاب جديد بعنوان «تجليات المشهد السمعي البصري في الصحافة المغربية.. سؤال النقد في الصحافة المكتوبة» وهو من الكتب النادرة التي تتناول العلاقة بين جهازين كبيرين مثل الإذاعة والتلفزيون وبين الطرف المتلقي في المغرب. انطلق كتاب لمغاري من المشهد الاعتيادي لنعت عموم المتلقين للمشهد السمعي البصري، بالعجز والفشل، وعدم القدرة على منافسة اكتساح القنوات الأجنبية للمتلقي المغربي بفعل تطور الأجهزة المخصصة لذلك.وفضل المؤلف التركيز في رصده لعملية التواصل التي تربط المتلقي بوسائل الإعلام، بالتركيز على الإذاعة والتلفزة، من منطلق اعتبارهما ركيزتين أساسيتين للاتصال في مجتمع الحداثة ، وأيضا من منطلق أن الطرف المتلقي له الحق في التوصل بصورة حقيقية عن الواقع الذي يعيشه طبقا لما تقتضيه مهنة الصحافة، وطبقا لشروط الاتصال. وركز الكتاب كذلك على العلاقة التي تربط الصحافة المكتوبة بالإعلام السمعي البصري سيما أن الأولى خصصت منذ عقد الثمانينات صفحات وملاحف ترصد هذه العلاقة، إذ حاول المؤلف تجميع جل عناصرها ومكوناتها، مع التركيز على خصوصياتها ومميزاتها، وأيضا الإجابة عن مجموعة من التساؤلات الإعلامية والأدبية. وقد خصص هشام المغاري الفصل الأول من كتابه «تجليات المشهد السمعي البصري في الصحافة المكتوبة» لتقديم معلومات عامة عن الجهازين المسموع والمرئي، وبدايات البث التلفزيوني بالمغرب والدول الأخرى السباقة لإنشاء مؤسسات قائمة الذات.وانتقل المؤلف بعد ذلك إلى البحث في علاقة المواطن بالتلفزيون، ثم رصد الأدوار الإعلامية التي تلعبها القنوات الفضائية وعلاقة المواطن بجهاز «البارابول».وفي الفصل الثاني تناول بعض أوجه العلاقة بين المشهد السمعي البصري والصحافة المكتوبة، وهي علاقة اعتبرها المؤلف حساسة جدا تفرض شروطا معينة، قبل أن ينتقل إلى رصد هذه العلاقة وتحليل مكونات الخطاب النقدي للمقاولات الصحافية في ضوء الإمكانيات المتاحة، مشيرا إلى أن الخطاب النقدي في المغرب لم يرسم بعد قواعده الرئيسية بالمفهوم الأكاديمي للكلمة، وبالشكل الذي يجعله مستقلا. وأرجع المؤلف هذا إلى حداثة عهد المغاربة بالمشهد الفرجوي والسمعي بشكل عام. ولعل هذه المسألة، يقول لمغاري، هي التي جعلت أواصر العلاقة تشتد في معظم الأحيان بين الفاعلين في مجال الصوت والصورة، وبين الأقلام الصحافية التي تتناول برامج الإذاعة والتلفزيون أو المشهد السمعي البصري عامة، برؤية قد تكون لاذعة في بعض الأحيان. أما في الفصل الثالث فقد اعتمد المؤلف على قراءة موضوعاتية تنبني أساسا على المادة الصحافية التي جمعها لهذا الغرض، محاولة منه للغوص في ثنايا الموضوعات التي كرست في مجملها نظرة «استهلاكية» للمنتوج الفرجوي، ونظرة أخرى، أقرب إلى السلبية، لمشهدنا السمعي البصري الذي يسير محو التجديد والتطور رغم بعض العوائق. بينما خصص المؤلف الفصل الرابع لقراءة موضوعاتية للمنتوج الصحافي الخاص بالإذاعة والتلفزيون، انطلاقا من الموضوعات التي انصبت إليها اهتمامات المقالات النقدية، وفرزها وتبويبها والتعليق عليها.وأشار هشام لمغاري أن من بين أهم العوائق التي واجهت بحثه هو غياب دراسات وتحاليل مستفيضة عن المشهد السمعي البصري بالمغرب، مع استثناءات قليلة مستعرضا بعض النماذج منها مثل البحث الذي قام به الباحث إدريس الزهوري الذي أنجز أطروحة تقدم بها إلى كلية الآداب والعلوم الإنسانية التابعة لجامعة محمد الخامس بالرباط سنة 1997، وأحمد القصوار في السنة تلتها ونشر فصولا منها بجريدة المنعطف، فضلا عن الإعلامي سعيد كوبريت الذي ناقش موضوعا في هذا السياق في بحثه لنيل شهادة الدكتوراه.ع . م

“تجليات السمعي البصري في الصحافة” لهشام لمغاري

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إدريس لكريني : التعديل سيحد من الاحتقان داخل الأغلبية

خلدون يمثل المغرب في مهرجان دولي للفنون التشكيلية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات