فنانون اختاروا الفن بدل الاستقرار الوظيفي

الخياري ضحى بـ5 ملايين سنتيم شهريا بدخوله مجال التمثيل لم يغر كثير من الفنانين المغاربة الاستقرار الوظيفي وعدد من الامتيازات، وفي مقدمتها التغطية الصحية والتقاعد وتقاضي أجر قار نهاية كل شهر. فكل تلك الأمور لم تثنهم عن قرار توقيع استقالاتهم ودخول عالم الفن بحثا عن الشهرة والانتشار.ولم تكن كل القرارات صائبة فبعض الفنانين نجحوا في تحقيق الشهرة وضمان العيش الكريم لهم ولعائلاتهم، فيما تجرع آخرون مرارة وندما شديدا خاصة بسبب محنهم الصحية وظروفهم العائلية المزرية. ومحمد الغاوي واحد من الفنانين الذي تعامل بذكاء، على حد قوله، مع قرار الانتقال للعمل في مجال الغناء، إذ لم يتخل بشكل نهائي عن العمل بالحقل التعليمي.وقال محمد الغاوي في تصريح ل"الصباح" إنه مارس مهنة تدريس اللغة العربية للسلك الأول لمدة خمس سنوات بعد تخرجه من مدرسة المعلمين، قبل أن يقرر الالتحاق بالقسم الإداري، ثم يعمل ملحقا بجمعية أبي رقراق.واعتبر الغاوي قراره صائبا، إذ جمع بين الفن وظل محافظا على استقراره الوظيفي، مضيفا أن الفضل يرجع إلى محمد عواد، مستشار الراحل الحسن الثاني ومؤسس جمعية أبي رقراق، الذي كان دعمه له قويا.وواصل الغاوي أن اشتغاله إلى غاية اليوم بجمعية أبي رقراق مدرسا للموسيقى أمر ساهم في ضمانه استقرارا اجتماعيا له ولعائلته، الأمر الذي لم يكن ليتحقق في حال اعتماده على العمل في الحقل الفني فقط."إن دخول الفنانين الرجال المجال الفني يعتبر مغامرة حقيقية" يقول الغاوي، "خاصة في الفترة التي انطلقت فيها، لأنه لم يكن سهلا التنافس مع أسماء بارزة في مجال الغناء مثل الفنان عبد الهادي بلخياط".ويرى الغاوي أنه من الصعب في الوقت الراهن التخلي عن المهنة لدخول المجال الفني، فمن الضروري أولا ضمان استقرار مالي للعائلة بدل التفكير بتهور، سيما أن المجال يعرف زخما وبات من الصعب تحقيق انتشار وشهرة.وفي هذا الصدد، وجه الغاوي نداء إلى الفنانين الصاعدين الذين ينبغي أن يأخذوا العبرة من حالات بعض الفنانين الذين كلما واجهوا أزمة صحية لا يتوانون عن التشكي والتعبير عن تذمرهم، مشيرا إلى أنه ينبغي عليهم أولا التفكير في مستقبلهم ومستقبل عائلاتهم بضمان مهنة تخول لهم أجرا قارا.وتضم لائحة الفنانين المغاربة الذين غيروا مهنهم أسماء كثيرة منهم نعيمة سميح، التي مارست في بدايتها مهنة مصففة شعر وسعيد الناصري، الذي كان يعمل إطار في إحدى المؤسسات البنكية.وقال محمد الخياري في تصريح ل"الصباح" إنه لا يشعر بأي ندم لأنه لم يزاول مهنة "معشر جمركي"، التي تلقى دروسا فيها لمدة ثلاث سنوات ضمن الفوج الأول لمدرسة خاصة بالدار البيضاء."زملائي ضمن الفوج الأول الذين اشتغلوا بعد تخرجهم يتقاضون حاليا أجرا شهريا قيمته خمسة ملايين سنتيم" يقول الخياري، "أما أنا فيكفيني حبي للجمهور وحبهم لي".وأكد الخياري أن هناك عددا من الفنانين الذين أدوا ثمن تضحيتهم بوظائفهم لدخول مجال التمثيل والغناء باهظا يتمثل في قساوة الظروف الاجتماعية التي يعانونها، كما هو الشأن بالنسبة إلى الممثل إبراهيم خاي، الذي كان يعمل جابيا في حافلات النقل الحضري ويتقاضى أجرا قيمته ألفي درهم شهريا، ويعيش في الوقت الراهن ظروف مزرية.وأوضح الخياري أن مجموعة من الموظفين الأشباح بوزارة الثقافة وعدد من المؤسسات العمومية لابد أن يقفوا إجلالا لإبراهيم خاي، لأنه يعاني في صمت ولا يفوت مثلهم أي فرصة لتقديم شكايات أو احتجاجات رغم أنهم يعيشون ظروفا أفضل منه بكثير.وطالب الخياري الحكومة بضرورة العمل على تحسين أوضاع الفنانين على كافة المستويات، لأن ممارسة التمثيل أو الغناء حرم كثيرا ممن ضحوا من الاستفادة من امتيازات في مقدمتها التغطية الصحية. أمينة كندي

فنانون اختاروا الفن بدل الاستقرار الوظيفي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

لم أندم على اختيار طريق الفن

مهنــة الـفــن... "يا ربـحـة يـا ذبحـة"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات