الوداد يكسر العقدة التونسية

النهيري عريس الليلة سجل ثنائية وقاد فريقه إلى تحقيق فوز مستحق كسر الوداد الرياضي العقدة التونسية، وحقق فوزا مريحا على نجم الساحل، بهدفين لصفر، مساء أول أمس (الأحد)، بملعب محمد الخامس، لحساب ذهاب ربع نهائي عصبة الأبطال الإفريقية، في مباراة تابعها أزيد من ثلاثين ألف متفرج. وكان محمد النهيري، العائد إلى صفوف الوداد، عريس الليلة، بعد أن تمكن من تسجيل هدفي الوداد، مانحا فريقه تقدما اعتبره المتتبعون مريحا، بالنظر إلى الصورة التي ظهر بها النجم، والتي خلفت استياء كبيرا بين جماهيره. وقدم الإسباني خوان كارلوس غاريدو أوراق اعتماده بشكل مثالي في أول ظهور رسمي له مع الوداد، ليقود الفريق لتجاوز هزائمه الأخيرة، من خلال تحقيق فوز بثنائية على نجم الساحل. وقاد غاريدو الوداد لتقديم أفضل مباراة له هذا الموسم، لينجح في فرض بصمته من خلال ثقته في اللاعب محمد النهيري المعاقب في عهد المدربين السابقين. وأجرى غاريدو العديد من التغييرات على التشكيلة الأساسية للوداد، وأعاد الثقة للاعبين تم تهميشهم في الآونة الأخيرة، في مقدمتهم النهيري، واستبعد الكونغولي كازادي كاسونغو، وعوضه بأيمن الحسوني في اختيار تكتيكي فاجأ الجميع. ورغم انتصار الوداد، إلا أن لاعبيه ومدربه الإسباني احتجوا كثيرا على قرارات الحكم الكامروني أليوم أليوم، بدعوى عدم إعلانه ضربتي جزاء. إعداد: نور الدين الكرف وتصوير: أحمد جرفي تصريحات غاريدو: حققنا المهم وينتظرنا الأهم أشاد خوان كارلوس غاريدو، مدرب الوداد، بالمستوى الذي قدمه لاعبوه في المباراة التي فازوا فيها على نجم الساحل التونسي بهدفين لصفر، في ذهاب ربع نهائي دوري أبطال إفريقيا. وأكد غاريدو، في ندوة بعد المباراة "كنا في حاجة لاستعادة الثقة، التي ستزيد من حماس اللاعبين، من أجل البحث عن انتصارات أخرى". وتابع "اللاعبون اشتغلوا بكل حماس وجدية طيلة هذا الأسبوع، وكانوا عازمين من أجل الفوز في المباراة". وأضاف غاريدو "قدمنا اليوم مستوى جيدا، وكنا في كامل تركيزنا، وهذا شيء جيد يؤكد حسن انطلاقتنا. علينا أن نشتغل بكل تفان وجدية وحماس، لضمان أفضل النتائج. أعرف أن للوداد مجموعة جيدة، ولاعبين لهم إمكانيات كبيرة". وختم "أنجزنا نصف المهمة، وهناك نصف ثان صعب ينتظرنا بتونس. أشكر الجمهور الودادي، على دعمه ومساندته. أعرف أن للفريــــــق جـمهورا عريضا ورائعا". الزواغي: الكرات الثابتة كانت حاسمة تأسف قيس الزواغي، مدرب نجم الساحل، على خسارة فريقه أمام الوداد في ذهـــــاب ربـــع نهائــــــــي دوري أبطــال إفريقيا. وأضاف في المؤتمر الصحافي بعد المباراة "استعددنا جيدا ودرسنا الخصم، لكننا لم نكن محظوظين، حيث واجهنا الوداد وهدفنا الفوز". وأكد أن فريقه لم يكن في كامل تركيزه، في الكرات الثابتة. وأفاد "تساهلنا مع لاعبي الوداد، على مستوى الحراسة اللصيقة في الكرات الثابتة، رغم أننا تدربنا على ذلك طيلة الأسبوع، خلقنا صعوبات للمنافس على مستوى اللعب". واستطرد "طبعا لست راضيا عن المستوى الذي ظهرنا به، صحيح أننا صنعنا فرصا في الشوط الأول، لكن النجاعة الهجومية خانتنا، ولم نتعامل مع الفرص". وختم "جمهور الوداد ساعد فريقه في المباراة، وكان له دور كبير". لقطات ضيوف خصصت اللجنة المنظمة المدخل رقم 3، لجمهور نجم الساحل، بالمدرجات الجنوبية ل"دونور»، تحت حراسة أمنية مشددة، وشهدت المباراة تنظيما محكما في جميع بوابات الملعب، إذ لم يجد الجمهور صعوبة في الولوج إلى المدرجات. صعوبات مازالت بعض الجماهير تجد صعوبة في الوصول إلى الكراسي المرقمة، في ظل إصرار فئة منها على الجلوس دون الاهتمام، برقم المقعد. عشب حافظ عشب "دونور» على طراوته، رغم ضغط المباريات. ورفضت "كازا إيفنت» الترخيص لنجم الساحل، بخوض الحصة التدريبية التي خولها له القانون، لولا تدخل أعضاء المكتب المسير للوداد. داري حضر أشرف داري، المصاب، المباراة وتابعها من المنصة الشرفية، وتابع المباراة من المدرجات الدوليان السابقان رشيد الداودي ومصطفى بيضوضان. خاليلوزيتش حل الناخب الوطني وحيد خاليلوزيتش، بالملعب دقائق قبل انطلاق المباراة، ووجد في انتظاره أنيني، المسؤول عن التنظيم بالمنصة الشرفية، الذي قاده إلى المكان المخصص له. منصة امتلأت المنصة الصحافية بغرباء وقاصرين، ما أثر على الإعلاميين في أداء واجبهم، خصوصا أن البعض منهم كان يتفاعل مع مجريات المباراة، ونسى أنه في فضاء عمل. النجم مهدد بعقوبات بات نجم الساحل التونسي مهددا بعقوبات صارمة من الكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم، بسبب استعمال الجماهير التي ساندته في مباراته أمام الوداد للشهب الاصطناعية ورميها في أرضية الميدان. واضطر مراقب المباراة إلى مغادرة مكانه أثناء المباراة، والتحول نحو المدرج الذي كان يحتضن جماهير النجم لتسجيل ملاحظاته. ورغم التفتيش الدقيق التي خضعت له الجماهير التونسية في المدخل 3 من قبل رجال الأمن، إلا أنها نجحت في إدخال الشهب الاصطناعية، وكادت أن تتسبب في إيقاف المباراة بسبب انعدام الرؤية. في حين التزمت الجماهير الودادية بالتشجيع ولم يسجل مراقب المباراة أي تجاوز، وهي نقطة حسنة تحسب للجماهير البيضاوية. "كازا إيفنت" تشعل الأسعار تستغل "كازا إيفنت»، الشركة المكلفة بالتنظيم داخل ملعب محمد الخامس، المباريات الكبيرة بهذا الفضاء، للرفع من أثمنة بعض المنتوجات التي يتم ترويجها في المدرجات. وضاعفت "كازا إيفنت" أثمنة بعض المشروبات الغازية والوجبات السريعة، أثناء مباراة الوداد ونجم الساحل. وتفاجأت الجماهير بهذا المستجد، ورفض بعضها تقبل هذا الوضع، في حين اضطر آخرون إلى الرضوخ إلى الأمر الواقع. واعترف أحد البائعين في حديث ل"الصباح"، أن أرباب هذه المتاجر، ينفذون تعليمات الشركة المنظمة، التي تصر على مضاعفة الأثمان في مثل هاته المناسبات. الإفراج عن جماهير الوداد بتونس أكدت سفارة المغرب بتونس، عبر بلاغ رسمي لها، أن القنصل العام للمملكة المغربية عمل على التنقل إلى مطار قرطاج، صباح أول أمس (السبت)، من أجل حل مشكلة جماهير الوداد الرياضي، إذ حرص على لقائهم للاطلاع على تفاصيل رحلتهم وإنهاء الأزمة بشكل سريع. وأضاف البلاغ "المصالح المغربية بتونس حريصة على مواكبة الجماهير الودادية وتأمين حاجياتها داخل المطار في انتظار المعالجة النهائية لهذا الملف، والتفاعل مع أسباب منع هؤلاء الشباب من استكمال رحلتهم، وهو ما سيتم الإعلان عنه في حينه". واحتجزت السلطات التونسية، عددا مهما من مناصري الوداد الرياضي في مطار "تونس قرطاج"، خلال رحلتهم لمساندة فريقهم في إياب ربع نهائي دوري أبطال إفريقيا أمام النجم الساحلي، المرتقب السبت المقبل بملعب "رادس". "دونور"... مقبرة الضيوف يرعب الزوار ونقط سوداء تحول دون أن يصبح قبلة عالمية للرياضة التأم الأخضر بالأحمر، ورسمت الجماهير البيضاوية لوحات جميلة بالمدرجات، أبهرت الضيوف وجل المتتبعين لمباراتي الرجاء والوداد في نهاية الأسبوع لحساب ربع نهائي عصبة الأبطال. وانتشت جماهير قطبي البيضاء بفوز فريقيها في ذهاب ربع النهائي للمسابقة الأغلى قاريا، ومارست ضغطا رهيبا على مازيمبي الكونغولي ونجم الساحل التونسي، وساهمت بنسبة كبيرة في تألق فريقي العاصمة الاقتصادية في مباراتي نهاية الأسبوع. وحج أزيد من مائة ألف متفرج ل"دونور" في نهاية الأسبوع، لمناسبة مباراتي ربع نهائي المنافسة القارية، رغم غلاء التذكرة واختفائها في بعض الأحيان، وشكلت الذرع الواقي لفريقي البيضاء، بشهادة المتتبعين والمحللين في القناة الناقلة. وبات "دونور»، يشكل مقبرة للضيوف، الذين يخشون هدير الجمهور في المدرجات أكثر من المنافسين على أرضية الميدان، وهذا ما عبر عنه مدربا النجم ومازيمبي خلال الندوة الصحافية، إذ أجمعا أن القوة الضاربة لفريقي العاصمة الاقتصادية تتجلى في جماهيرهما التي تشكل اللعب رقم واحد في صفوفهما... ومهما تأخر المضيف في افتتاح التسجيل، فإن ذلك لا يزيد جماهير "دونور» إلا حماسا وإصرارا من خلال أهازيج تجاوزت الحدود، وأصبح يتغنى بها خارج الوطن... للأسف هناك أمور بسيطة تشكل نقطة سوداء، داخل هذه المعلمة الرياضية، وتحول دون أن يصبح قبلة للرياضة العالمية، في مقدمتها قاعة الندوات والمرافق العمومية، في ملعب مرشح لاحتضان نهائي أغلى المنافسات القارية... نجوم من المباراة النقاش كان نجم المباراة بامتياز، بشهادة جل المتتبعين، إذ قدم واحدة من أفضل مبارياته هذا الموسم، وساهم في بناء بعض العمليات، وكسر هجومات المنافس، دون أن يرتكب أخطاء مؤثرة. ولجأ إليه المدرب غاريدو في العديد من المناسبات لإيصال بعض الملاحظات لزملائه داخل رقعة الميدان. وبفضل لياقته البدنية العالية، تمكن النقاش من إتمام المباراة في ظروف جيدة، تلقى بعدها الثناء من قبل غاريدو. النهيري كان محمد النهيري، في مستوى الثقة التي وضعها فيه غاريدو، وسجل هدفي المباراة، رغم لعبه في الجهة اليمنى من خط الدفاع. ورغم غياب التنافسية، إلى أن النهيري شكل أحد مفاتيح اللعب بالنسبة للمدرب الجديد، في الوقت الذي تعذر على اللاعبين اقتحام دفاع المنافس. وظهر بعض العياء على النهيري في نهاية المباراة، وهذا أمر طبيعي، بالنظر إلى غياب التنافسية، لكنه يشكل إحدى المعادلات الصعبة داخل المنظومة الودادية. كومارا استعاد الإيفواري الشيخ كومارا إمكانياته البدنية والتقنية، بعد الظهور الباهت في مباراة يوسفية برشيد لحساب منافسة البطولة. وشكل كومارا، إلى جانب النهيري، أحد مفاتيح اللعب، ونجح في جميع تدخلاته، كما مد المهاجمين بكرات دقيقة، خصوصا الجناح بديع أووك. واختارت الكنفدرالية الإفريقية المدافع الإيفواري، ضمن التشكيلة المثالية لربع نهائي عصبة الأبطال، إلى جانب زملائه التكناوتي والنهيري والحداد. الحسوني رغم عدم تسجيله لأي هدف، وشغله لمركز قلب الهجوم، إلا أن الحسوني قدم واحدة من أفضل مبارياته هذا الموسم، وخلق العديد من المساحات لزملائه، بسبب قوة اقتحاماته داخل مربع العمليات ولعبه بدون كرة. وتفطن غاريدو إلى قوة الحسوني، وقدرته على اللعب بدون كرة، ما حدا به إلى منحه الفرصة في هذه المباراة، بدل الهداف كازادي، ويبدو أنه نجح في مهمته بنسبة كبيرة، في انتظار باقي المباريات. التكناوتي عاد الهدوء إلى أداء رضا التكناوتي، وكان حاسما في تدخلين، لكن المتتبعين وقفوا على عودة التركيز إلى الحارس الدولي. كان التكناوتي حاسما في بعض المرتدات السريعة، بتمريراته الحاسمة للمهاجمين، ومنح طمأنينة لخط الدفاع، بعد مرحلة فراغ لم تعمر طويلا. واختارت "كاف" الدولي المحلي ضمن تشكيلة الأسبوع المحلية، الأمر الذي سيمنحه المزيد من الثقة، في طريق استعادته للدولية. 3 أسئلة العسري: "الكرينتا" وراء فوز الوداد كيف تقيم نتيجة الوداد أمام النجم الساحلي؟ إنها طبيعية، بالنظر إلى قوة الوداد، ومكانته على الصعيد الإفريقي، لهذا ففوزه بهدفين لصفر نتيجة متوقعة في نظري، وأكثر من ذلك كان بإمكانه إضافة أهداف أخرى، لو استغل مهاجموه بعض الفرص السانحة للتسجيل. وأعتقد أن بصمة خوان كارلوس غاريدو كانت واضحة، وتجلت ذلك في طريقة لعب الوداد والشحنة النفسية، التي منحها للاعبين، ما جعلهم يفتتحون التسجيل مبكرا نتيجة ثقتهم في أنفسهم. منح المدرب الإسباني الثقة للاعبين أكثر من خلال تركيزه على الجانب الذهني، كما اعتمد على نظام لعب ارتكز على بناء العمليات من الخلف والضغط المتقدم، الشيء الذي أربك حسابات النجم الساحلي منذ انطلاق المباراة، وهو ما نجح فيه الفريق الأحمر بعد تسجيل الهدف الأول مبكرا، زد على ذلك «الكرينتا»، التي أظهرها اللاعبون، والتي أكدت رغبتهم في العودة إلى سكة الانتصارات من جديد والتصالح مع الجمهور الودادي. باختصار فغاريدو نجح في أول محك حقيقي له مع الوداد. ماذا عن عودة نجم المباراة النهيري؟ جاءت في توقيت مناسب، بعد تسجيله هدفين، وكان أداؤه رائعا، وهو الذي غاب عن الفريق منذ فترة طويلة، ومما لا شك فيه فإن وجود النهيري في تشكيلة الوداد ضرورة ملحة. جودة الأداء لم تقتصر على النهيري فقط، بقدر ما أظهر اللاعبون مستوى رائعا في هذه المباراة، بدليل أنه كان بالإمكان تسجيل أكثر من هدفين لو استغلت الفرص المتاحة. باختصار كانت الفعالية والنجاعة في جميع خطوط الوداد، بدءا بحراسة المرمى مرورا بالدفاع والوسط ثم خط الهجوم، دون نسيان الدور الكبير، الذي لعبه الجمهور في تشجيعاته المتواصلة، ووقوفه إلى جانب اللاعبين في ظروفهم الصعبة. هل ترى أن النتيجة كافية لحسم بطاقة التأهل؟ صحيح أن الوداد خطا خطوة مهمة، لانتزاع التأهل إلى نصف نهائي، إلا أن الإياب لن يكون سهلا، لأن النجم الساحلي ليس لديه ما يخسره، وبالتالي سيلعب الكل للكل من أجل تدارك فارق الهدفين، وربما يشكل ذلك عاملا مساعدا للوداد، الذي سيحاول استغلال فراغات بالفريق التونسي، إضافة إلى معرفة المدرب غاريدو بطريقة لعب النجم الساحلي ومكامن القوة والضعف في صفوفه. ينبغي اتخاذ الحيطة والحذر في الإياب، من أجل تفادي أي مفاجأة محتملة. (إطار وطني) أجرى الحوار: عيسى الكامحي

الوداد يكسر العقدة التونسية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

لجنة مؤقتة لتسيير بني ملال

رسالة رياضية: الرجاء والوداد

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات