“إمبريال توباكو” تحذر من تراجع الاستثمار

المنافسون يؤكدون أن الشركة سرحت عددا من مستخدميها رغم القوانين الحمائية ويلتزمون بإنشاء مصانع تواصل «إمبريال توباكو المغرب» حملتها التواصلية من أجل إقناع الحكومة بضرورة تعديل المقتضيات المتضمنة في مشروع قانون المالية 2013، المتعلقة بقطاع السجائر، إذ بعد لقاءات مع المسؤولين الحكوميين والبرلمانيين، عقد مسؤولو الشركة أول أمس (الثلاثاء) ندوة صحافية من أجل التعريف بالشركة ونشاطاتها وتسليط الضوء على الإجراءات التي تضمنها المشروع، التي تعتزم الحكومة من خلالها إلغاء السعر الأدنى الذي يمنع تسويق السجائر المستوردة بأسعار تقل عنه، وكذا فرض نظام جبائي جديد على الشجائر. وأوضح جايما جيل روبلي (Jaima Gil-Robbles)، مسؤول المجموعة والشؤون العامة، أن الدولة لن تتمكن من تحصيل الموارد المتوقعة من الإصلاح التي تعتزم إقراره، ، إذ أن فرض ضريبة خاصة على كل أنواع السجائر دون تمييز، سيساهم في رفع أسعارها ويقلص الطلب عليها، كما سيتراجع الإنتاج نظرا لارتفاع واردات السجائر مع ما يعني ذلك من تبعات على المقاولات والمزارعين المرتبطين بالشركة.وأكد، في هذا الصدد، أن مقتضيات المشروع تعتبر تهديدا للتشغيل وستكون لها انعكاسات سلبية على خلق القيمة المضافة على الصعيد الوطني، مضيفا أن فرض ضريبة خاصة إضافية سيترتب عنه انخفاض ملموس في العبء الضريبي على ماركات السجائر الفاخرة، وزيادة على ماركات السجائر الشعبية، بالنظر إلى أنه يتعين أداء 6 دراهم عن كل علبة من السجائر بغض النظر عن نوعها. وهكذا سينخفض العبء الضريبي على السجائر الفاخرة المستوردة من 21.6 درهما، خلال السنة الجارية إلى 18.7 درهما في أفق 2015، في حين سيرتفع على المنتوجات الاقتصادية المصنعة محليا، خلال ثلاث سنوات المقبلة، من 11.8 إلى 14.7 درهما. إضافة إلى ذلك ستضيع الإجراءات الجبائية الجديدة على خزينة الدولة مداخيل جبائية إضافية تتجاوز، حسب الوضعية الراهنة للسوق، 950 مليون درهم.وأكد مسؤول «إمبريال توباكو المغرب» أن الشركة تشيد بالأهداف الرامية إلى المحافظة على العائدات الضريبية ومطابقة المقتضيات القانونية المغربية مع ما هو معمول به في بلدان الاتحاد الأوربي، لكنها ترى أن من الضروري اعتماد فترة انتقالية. وأوضح أن مقترح تخصيص فترة انتقالية يستند إلى التدابير المعتمدة من طرف الاتحاد الأوربي في القضايا المماثلة، إذ يمنح أعضاءه الجدد فترة انتقالية لاستغلالها في مواءمة تشريعات الاتحاد الأوربي بصفة تدريجية دون الإخلال بتوازن أسواقهم. واعتبر المسؤول، في هذا السياق، أنه من الضروري إقرار تنظيم تدريجي لتحرير قطاع التبغ بالكامل يمتد على مدى خمس سنوات المقبلة، وذلك للحفاظ على القيمة المضافة على الصعيد الوطني، من خلال مراعاة مصالح زراعة التبغ والأنشطة المرتبطة بها. كما طالب بالاستمرار، خلال الفترة الانتقالية، من الاستفادة من النظام الضريبي حسب القيمة. وأشار، في هذا الصدد، إلى أن الشركة أدت خلال 2011 ما يناهز 11.4 مليار درهم لفائدة الدولة على شكل رسوم جمركية وضرائب على الشركات ورسوم أخرى، إضافة إلى مساهمتها في جلب مداخل ضريبية أخرى للدولة من خلال المشتريات المحلية والهوامش التي يستفيد منها باعة التبغ. من جهة أخرى، أكد «بول لاغات»، المدير العام للشركة، إلى أن «إمبريال توباكو المغرب» توفر مداخيل لحوالي 400 مقاولة صغرى ومتوسطة، من خلال طلبياتها، إذ وصلت مقتنيات الشركة من هذه الوحدات، خلال 2011، حوالي 3.6 ملايير درهم، وتمثل مقتنيات الشركة من المقاولات المغربية 78 في المائة من إجمالي مشرترياتها. ورصدت الدولة 20 مليون درهم للدعم التقني للمزارعين، أي ما يناهز 6300 درهم لكل مزارع، وأحدثت مراكز تجارية بالمناطق الفلاحية التي تزاول زراعة التبغ، وتمنح الشركة مزارعي التبغ سلفات وتسبيقات لدعمهم طيلة دورة الإنتاج.لكن الجهات المنافسة ل»إمبريال توباكو»، الممثلين في تجار التبغ لا يرون الأمور بهذا المنظار، إذ تؤكد، بخصوص فقدان مناصب الشغل جراء تطبيق المقتضيات القانونية الجديدة، أن «إمبريال توباكو المغرب» أقدمت على تخفيض عدد العاملين بها، إذ تقلص العدد بحوالي 21 في المائة، علما أنها كانت تستفيد من حماية وتخضع للنظام الضريبي الحالي. وأكد بعض الفاعلين أنهم على استعداد للاستثمار في إنشاء مصانع لإنتاج التبغ وتخصيص استثمارات هامة في القطاع، لكن يتعين أولا فتح القطاع أمام منافسة حقيقية، قبل المخاطرة بأغلفة استثمارية هامة دون ضمانات حقيقية للتنافس بين كافة المتدخلين. وأكدت المصادر ذاتها أن «إمبريال توباكو المغرب» تحتل الرتبة الخامسة على مستوى المردودية بين كافة الشركات التابعة للمجموعة في مختلف أنحاء العالم. وبخصوص المردودية الجبائية للمقتضيات الجبائية الجديدة، أكدت المصادر ذاتها أن توقعات إدارة الضرائب تشير إلى ارتفاع مرتقب للموارد الضريبية بما يعادل مليار درهم. وحول مساهمة هذه الإجراءات في رفع واردات السجائر وانعكاسها على ميزان الأداءات، أكدت المصادر ذاتها أن «إمبريال توباكو» وزعت ما لا يقل عن مليار درهم من الأرباح على المساهمين خارج المغرب، مايعني خروج عملة صعبة وتفاقم عجز ميزان الأداءات الذي يوجد، أصلا، في وضعية صعبة. في السياق ذاته، أوضحالفاعلون في قطاع التبغ المنافسين أن فتح القطاع أمام المنافسة سيساهم في خلق ديناميكية جديدة كما ستكون له انعكاسات اجتماعية، إذ أن مداخيل أصحاب مكاتب بيع التبغ سترتفع بحوالي 30 في المائة، مقارنة مع مداخيلهم حاليا. عبد الواحد كنفاوي

“إمبريال توباكو” تحذر من تراجع الاستثمار

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

عمارة: حصيلة إستراتيجية "المغرب الرقمي" مشجعة

الدعم لرفع مستوى الأغنية وليس مجاملة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات