واجهت الجيش بصفتي سفيرا له

حسين أوشلا مدرب جمعية سلا قال إنه لم يطلب من حمودي تنفيذ الضربة الترجيحية قال حسين أوشلا، مدرب جمعية سلا، إن الأخير خسر أمام الجيش الملكي في نصف نهائي كأس العرش بشرف، بالنظر إلى العرض القوي الذي قدمه لاعبوه في المباراة. وأضاف أوشلا في حوار مع "الصباح الرياضي"، أن اللاعبين السلاويين أظهروا نضجا تكتيكيا، ما أهلهم لانتزاع التقدير والاحترام من قبل المتتبعين الرياضيين. إلى ذلك، أكد أوشلا أنه لم يأمر الحارس حمودي بتنفيذ الضربة الترجيحية، بقدر ما ترك للاعبين فرصة اختيار الأكثر جاهزية، قبل أن يتابع "كنت سأمنع الحمودي من تنفيذها، ليس لعدم ثقتي في مؤهلاته، بل لأنه لم يتمرن على تنفيذ الضربات الترجيحية أثناء التداريب. وربما أراد الحمودي أن يتوج بطلا للمباراة دون منازع، بعدما وقف سدا منيعا أمام هجومات العسكريين. كما لا يمكن أن ألومه على ضياعها". وكشف أوشلا أنه طوى نصف نهائي كأس العرش في أول حصة تدريبية، مؤكدا أنه تحول إلى طبيب نفساني ومعد ذهني للاعبين من أجل تجاوز تأثير الإقصاء، ومضى يقول "تنتظرنا مباراة صعبة أمام الكوكب المراكشي، ويلزم الفوز فيها من أجل مواصلة صدارة بطولة القسم الثاني". ودافع أوشلا عن اختيارات المدرب رشيد الطاوسي بشأن لائحة مباراة التوغو، مشيرا إلى أن المدرب له علم باللاعبين الأكثر جاهزية للدفاع عن القميص الوطني. وفي ما يلي نص الحوار: بداية، هل يمكن اعتبار إقصاء جمعية سلا في نصف نهائي كأس العرش تحصيل حاصل؟ هناك مقولة رددتها أكثر من مرة قبل مواجهة الجيش الملكي في نصف نهائي كأس العرش، وهي «إذا كان عدوك نملة فلا تنم له»، بمعنى أننا خضنا المباراة دون مركب نقص، وحضرنا لها بجدية كبيرة، لمعرفتنا اليقينية أن المباراة لن تكون سهلة على الإطلاق بالنسبة إلى الفريقين معا، لهذا كنت مؤمنا بقدراتي التقنية كمدرب من خلال الأسلحة التي هيأتها وكذا بمؤهلات اللاعبين الفنية والبدنية. والنتيجة أننا ظهرنا بمستوى مشرف للغاية، وكنا قاب قوسين أو أدنى من التأهل إلى المباراة النهائية. هل كنت واثقا من هزم الجيش؟ قلت في الندوة الصحافية إن جمعية سلا لن يكون لقمة سائغة، وأنه سيقف ندا للند في حال آمن اللاعبون بقدراتهم الفنية، وتجنبوا الثقة الزائدة. وهو ما أثبته اللاعبون، إذ كانوا على درجة عالية من الانضباط التكتيكي والانسجام. أدركت جيدا أن مباراة في كرة القدم تلعب على جزئيات بسيطة، لهذا درست جيدا الجيش الملكي ووقفت على مكامن قوته وضعفه، وحذرت اللاعبين من مغبة الرجوع إلى الوراء، لمعرفتي الجيدة بنظام لعب الفريق العسكري، الذي يملك لاعبين يجيدون الاختراق والسرعة والحملات المرتدة بقيادة صلاح الدين عقال ويوسف قديوي، إضافة إلى وسط ميدان جيد. حاولنا اللعب في منتصف ملعب المنافس، والسعي إلى ملء وسط الميدان في محاولة لإجباره على التركيز على التمريرات الطويلة، التي منحتنا التفوق بحكم طول قامة مدافعينا، ما سهل مأمورية تحكمنا في أطوار المباراة. أثار تنفيذ الحمودي ضربة ترجيحية جدلا بعد المباراة؟ (مقاطعا) أريد توضيح هذه النقطة بالذات، عندما انتهت المباراة بالتعادل هدفين لمثلهما، قلت للاعبين أنتم من ستختارون الأكثر جاهزية بينكم من الناحية الذهنية لتنفيذ الضربات الترجيحية، خاصة أن ثلاثة لاعبين عبروا عن عدم استعدادهم للمغامرة. ولم أكن أعلم أن الحارس حمودي سينفذ ضربة ترجيحية، إذ كنت سأمنعه من ذلك، ليس لعدم ثقتي في إمكانياته، بل لأنه لم يتمرن على تنفيذ الضربات الترجيحية أثناء التداريب. وربما أراد أن يتوج بطلا للمباراة دون منازع، بعدما وقف سدا منيعا أمام هجومات العسكريين. كما لا يمكن أن ألومه على ضياعها، لأن ذلك يدخل في صميم اللعبة، وسأواصل تشجيعه، إذ سيكون له شأن كبير في المباريات المقبلة، ولا يمكن أن أحمله مسؤولية الإقصاء. عموما، فأنا راض عن أداء جميع اللاعبين طيلة فترات المباراة، التي تميزت بالإثارة والتشويق إلى نهايتها. كيف كان إحساسك وأنت تحاول الإطاحة بفريقك السابق؟ قلت مرارا إنه لا أحد يستطيع أن ينتزع من قلبي حبي للجيش الملكي، لأنه رباني أحسن تربية، وسهر على تكويني، إلى أن بات لي اسم في الساحة الوطنية، ونلت معه العديد من الألقاب الوطنية والقارية. ولولاه لما التحقت بالمنتخب الوطني. لهذا أعتبر نفسي سفيرا للجيش الملكي وابنا له، وسأظل سفيرا لفريقي الأم. وحتى أبرهن أنني خير سفير لفريقي لا بد من الانتصار عليه في مباراة حاسمة ومصيرية، لأن في ذلك احتراما للجيش، الذي علمني قيم الإخلاص والتضحية وعدم التهاون. والأكيد أن الأب يتمنى دائما أن يكون ابنه أفضل منه، وما أظن أن الجيش يرضى أن أكون يوما أقل منه احتراما ونزاهة. ألا تتخوف من أن يؤثر الإقصاء على أداء الفريق في المباريات المقبلة؟ لا أخفيك، أنني أعمل حاليا طبيبا نفسانيا ومعدا ذهنيا، حتى يستعيد اللاعبون ثقتهم في أنفسهم. وأستغل هذه الفرصة لأشكر جزيل الشكر طبيب الفريق بلال على عمله الجيد، بعدما أهل اللاعب حمادة العشير في ظرف أسبوع رغم خطورة إصابته، إذ لعب الأخير 120 دقيقة رغم أنه لم يتدرب قبل المباراة، ولم تظهر عليه أثار العياء أو الإرهاق. وأكثر من ذلك كانت لديه الشجاعة في تنفيذ ضربة جزاء لكن دون تسجيلها، وأعاد الكرة في الضربات الترجيحية، بعدما رفض زملاؤه تنفيذها. ويبقى حمادة العشير في نظيري عنصرا هاما في التشكيلة الأساسية، وبالتالي لا بد من دعمه أكثر. عموما طوينا نصف نهائي كأس العرش، وتنتظرنا مباراة صعبة أمام الكوكب المراكشي الأحد المقبل، لحساب منافسات بطولة القسم الثاني، وهي بمثابة محك حقيقي، لأن الفوز فيها سيمنحنا فرصة مواصلة صدارة الترتيب العام للبطولة. كيف تتوقع المنافسة على حجز بطاقة الصعود إلى القسم الأول؟ ستكون المنافسة قوية بين خمسة فرق على الأقل، وأعني بذلك فرق جمعية سلا والكوكب المراكشي وشباب المسيرة واتحاد الخميسات ومولودية وجدة، كما يمكن أن يظهر فريق أو فريقان في آخر المطاف للمنافسة على المراكز المتقدمة، إذ يصعب التكهن الآن بالأوفر حظا للصعود، بدليل أن الموسم الماضي لم يكن أحد يرشح نهضة بركان ورجاء بني ملال للصعود إلى القسم الأول. نتمنى أن تكون المنافسة شريفة، وأن يكون الصعود حليف الفريق الأكثر تألقا، والأفضل على رقعة الميدان. ما هي الأشياء التي ساعدت جمعية سلا على التألق في بطولة الموسم الجاري؟ هناك طموح كبير لإعادة جمعية سلا إلى سابق تألقها من قبل كافة مكونات النادي، إذ يحاول الرئيس الحالي عادل التويجر توفير كل الظروف حتى يكون الفريق على أفضل حال، نظير صرف منح اللاعبين في حينها، دون أن أنسى الدور الكبير الذي يقدمه الحاج عبد الرحمن شكري، إذ لا يبخل على مساعدة اللاعبين معنويا وماديا. ما هو انطباعك حول لائحة الأسود لمباراة التوغو؟ أظن أن المدرب رشيد الطاوسي يملك معلومات كافية عن اللاعبين الذين يمكن أن يقدموا الإضافة المطلوبة للمنتخب الوطني في هذه الظرفية بالذات، إضافة إلى معرفته المسبقة باللاعبين الجاهزين من خلال تتبعه المستمر لهم. وأعتقد أن هناك أسبابا موضوعية دفعته إلى إبعاد حسين خرجة وبعض المحترفين الآخرين، واستدعاء لاعبين لأول مرة إلى المنتخب الوطني. ما نتمناه هو أن ينجح الطاوسي في تكوين منتخب قوي قادر على المنافسة في نهائيات كأس إفريقيا بجنوب إفريقيا. أجرى الحوار: عيسى الكامحي

واجهت الجيش بصفتي سفيرا له

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بورتري: أوشلا..."الجلاد" المروض

جمعية بآسفي تحتج على الرجاء وتدين تصرف متولي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات