أقدار خامس لاعب يودع الملاعب فجأة

التكرادي وبلخوجة وهشام الزروالي وزكرياء الزروالي لاعبون خطفهم الموت في أوج العطاء لم تكد تمر سنة و19 يوما على وفاة لاعب الرجاء الرياضي زكريا الزروالي، حتى صدم الشارع المغربي بوفاة جواد أقدار، مساء أول أمس (السبت)، بشكل مفاجئ. هذا الحدث أعاد إلى الذاكرة حالات بعض اللاعبين الذين قضوا نحبهم داخل الملاعب الوطنية، وخطفهم القدر في أوج عطائهم، وخلف موتهم حزنا عميقا في نفوس ذويهم وعشاقهم وأنديتهم.وجاءت وفاة جواد أقدار لتكرس الواقع المرير للاعب كرة القدم الوطنية، إذ من المنتظر أن تخلف، وهي خامس حالة وفاة للاعب مغربي، جدلا واسعا بالنظر إلى الصدمة الكبيرة التي خلفتها في نفوس وقلوب المتتبعين الرياضيين، الذين لم يستفيقوا بعد من صدمة وفاة الزروالي، في زمن ازدهار الطب، وتوفر المغرب على أحدث التجهيزات الطبية، ليلتحق بزملائه عادل التكرادي، لاعب أولمبيك خريبكة، ويوسف بلخوجة، لاعب الوداد الرياضي، وهشام الزروالي،لاعب الجيش الملكي، إذ رغم اختلاف حكاية وفاة كل واحد من هؤلاء اللاعبين، إلا أنها تلخص العلاقات الإنسانية التي كانت تجمعهم بذويهم وأصدقائهم، ومحيطهم في عالم المستديرة، الشيء الذي جعل مغادرتهم الإجبارية تستعصي على كل من يحبهم. التكرادي ... اللاعب النموذجي كان عادل التكرادي لاعبا متميزا، بدأ يلفت الأنظار منذ التحاقه بالفئات الصغرى لفريق أولمبيك خريبكة، إذ أبان مهارات كبيرة في الميادين الرياضية، بالمقابل لم يكن ليفرط في تعليمه من أجل الكرة، وكان يصر على أداء واجباته تجاه أسرته وزملائه قبل الدخول إلى الملعب، وكان نموذجيا في كل شيء، غير أن الموت خطفه في رابع نونبر 1997، عندما دخل مستودع الملابس وغير ملابسه وصلى ركعتين قبل أن يلتحق بالتداريب التي كان يشرف عليها المدرب الحالي لحسنية أكادير مصطفى مديح، فريق جواد أقدار، وبعد حركات تسخينية بسيطة سقط مغمى عليه، ولفظ أنفاسه الأخيرة قبل أن يصل إلى المستشفى، لتبدأ رحلة جديدة لأسرته مع المعاناة، بحكم أنه كان معيلها الوحيد.وأخضعت جثة التكرادي إلى التشريح الطبي، وأكدت أن الوفاة كانت نتيجة سكتة قلبية، وأنه لم يتعرض لإصابة من أحد زملائه.ورغبة منه في إتمام دراسته التحق التكرادي بفريق الفتح والجيش معارا، بعدما بدأ مساره بفئة الفتيان للأولمبيك في موسم 1990/1991، ولعب سنة 1995 للمنتخب الوطني، إذ كان يكمل دراسته بالمعهد الملكي لتكوين أطر وزارة الشباب والرياضة. وبالنظر إلى تألقه في تسجيل الأهداف أبدت مجموعة من الأندية الأجنبية رغبتها في الاستفادة من خدماته في مقدمتها انتراخت فرانكفورت الألماني، وكانت آخر مباراة لعبها أمام سبورتينغ سلا وفاز فيها أولمبيك خريبكة بثلاثة أهداف لواحد سجل منها عادل هدفين. وفاة بلخوجة ... عودة الفاجعة وجاءت وفاة بلخوجة - بعد أن فارق الحياة بسكتة قلبية خلال مباراة بين الغريمين التقليديين الوداد والرجاء لحساب نصف نهائي كأس العرش لموسم 2001، إذ سقط بشكل مفاجئ على أرضية المركب الرياضي محمد الخامس بالدار البيضاء- لتعيد فاجعة التكرادي إلى الواجهة، وتثير الجدل حول الإجراءات الطبية التي تعتمدها الجامعة والأندية قبل انتداب اللاعبين. ورغم أن الوداد الرياضي يتوفر على أكفأ الأطر في المجال الطبي، فإن أصابع الاتهام أشارت إلى أن التقصير في الفحوصات الطبية كان السبب في وفاة بلخوجة، علما أن المسؤول الطبي بالوداد الدكتور عبد الرزاق هيفتي، أكد آنذاك، أن بلخوجة كان يتمتع بصحة جيدة، ولم يسبق له أن عانى مرضا منذ التحاقه بفريق الوداد خلال موسم 1999-2000، بعدما ترعرع بفئات النادي القنيطري، مشددا على ضرورة اتخاذ الأندية الإجراءات اللازمة لتوفير ملفات طبية للاعبين، وإخضاعهم للتحليلات الدقيقة للقلب. هشام الزروالي... لاعب المواقف الانسانية من غير الممكن أن ينسى الجمهور العسكري يوما هشام الزروالي رغم وفاته منذ ثماني سنوات في حادثة سير قيل عنها الشيء الكثير، لأن اسمه يتردد في المدرجات في كل مباراة عجز فيها مهاجمو الجيش الملكي عن التهديف، "عسكري ... عسكري ... الله يرحم الزروالي".للزروالي مكانة كبيرة في قلوب جمهور الجيش بحكم الحي الذي نشأ فيه "دوار الكورة"، أحد أبرز الأحياء التي تدين بولائها للفريق العسكري، وبحكم الكرم الكبير الذي كان يغدقه على محيطه الاجتماعي سواء من أسرته أم أصدقائه، بل ساهم بماله في إسعاف العديد من المرضى من أبناء حيه من ماله الخاص، دون علم أحد، غير أن الصدمة دفعت العديد منهم إلى الحديث يوم وفاته عن المواقف الإنسانية التي كان يقفها معهم.ويتذكر جمهور الجيش آخر مباراة لعبها الزروالي للفريق العسكري، عندما قاده إلى الفوز على الكوكب المراكشي في إحدى مباريات البطولة الوطنية لموسم 2004 – 2005، يوم 4 دجنبر 2004، إذ كان وراء الهدفين اللذين فاز بهما قبل أن يطرد من طرف الحكم، علما أنه كان يعاني فراغا في التهديف قبل تلك المباراة، ما جعل كلمات الوداع بين الزروالي وجمهور الجيش تكتسي أهمية خاصة في قلوب محبيه، قبل أن يتلقوا خبر وفاته صباح اليوم الموالي، بعد اصطدام سيارته الرياضية التي اقتناها عندما كان محترفا بسكتلندا، بشجرة على الطريق الرابط بين تمارة والرباط. زكرياء الزروالي ...وفاة محيرة لم تكن وفاة زكرياء الزروالي لتمر، دون أن تثير نقاشا واسعا داخل الأوساط الرياضية الوطنية، من أجل تحديد المسؤول عن تدهور حالته، وسبب عدم تشخيص مرضه في الوقت المناسب، والانتظار إلى أن خطفه الموت من بين محبيه وعشاقه.كان الزروالي لاعبا نشيطا ومتحركا بشكل كبير، ووفاته "الغامضة" جعلت من الصعب نسيان هذا الحدث، بل إن حرقة فراقه دفعت العديد من المحبين إلى اتهام مسؤولين بالرجاء بالتقصير في علاجه، وتعددت الروايات في زمن أصبح فيه الطب يقطع الشك باليقين، إلا أن الحقيقة التي فتحت أعين جميع المهتمين بالحقل الرياضي، هو أن خضوع اللاعبين للفحوصات الطبية بشكل دوري أصبح ضرورة ملحة، وأن المراقبة الطبية المستمرة أضحت الحل الوحيد لتفادي مثل هذه الأحداث المفجعة.وتختلف وفاة الزروالي عن باقي زملائه، في المعاناة التي تكبدها في أيامه الأخيرة، بعد صراع مع مرض لم يتمكن الأطباء من تشخيصه، كما تحدث الكثير من المتتبعين عن إمكانية علاجه في الوقت المناسب، في الوقت الذي فاجأ الموت الباقين، ولم يترك لهم فرصة تلقي الإسعافات الضرورية. صلاح الدين محسن

أقدار خامس لاعب يودع الملاعب فجأة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

المجموعة الوطنية أعدت الملف الطبي والجامعة أغفلته

الزاهي: هناك أسباب عديدة للموت المفاجئ

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات