التفاصيل الكاملة لملف الإبراهيمي ومن معه

الصباحتنشر مضمون 13 مكالمة بين الإبراهيمي والمتهمين وتكشف الخلاف بين الأخير وعبد المولى "منطلعوش لهذيك طنجة نفركعوها"، ونريبوها نريبوها...نشعلو العوافي تما" ونطلعو نقلبو ذاك شي راه خدامين تما"، عبارات وردت في محادثات بين المتهمين في ملف الإبراهيمي ومن معه، وكانت سببا مباشرا في توجيه العديد من التهم الثقيلة إلى المتهمين من قبيل تكوين عصابة إجرامية للإعداد للمس بسلامة الدولة الداخلية، ولتخريب منشآت موانئ وبواخر، والمشاركة في عرقلة حرية العمل والمشاركة في إفشاء السر المهني. فما الذي ارتكبه الإبراهيمي ومن معه حتى يواجهوا بهذه التهم الثقيلة التي يصل الحكم في بعضها إلى الإعدام؟ وعلى ماذا استندت النيابة العامة في توجيه هذه الاتهامات؟ وما حقيقة المشكل الذي حرك الملف؟ وما مصلحة الإبراهيمي في بقاء العاملين بميناء سات الفرنسي وتنسيقه مع نقابيين لعدم مغادرة البواخر؟ بدأ الملف بسيطا بعد أن تلقى الوكيل العام للملك بالرباط رسالة من مجهول يؤكد فيها أن الإبراهيمي ومن معه يضرون بمصالح البلد من خلال التخابر مع أجانب، وعرقلة جميع الحلول التي من شأنها أن تخرج شركة كوماناف من الأزمة التي كانت تعيشها بعد الحجز على بواخرها بمدينة سات الفرنسية. بحث ضد مجهول أمر الوكيل العام للملك في 16 ماي من السنة الجارية بإجراء بحث ضد مجهول، وأعطيت أوامر بالتقاط المكالمات الهاتفية لتوفيق الإبراهيمي وبعض من ورد اسمهم في الرسالة، وكلفت عناصر مراقبة التراب الوطني بهذه المهمة التي استمرت من 15 ماي إلى 13 يونيو لتفرز التقاط مجموعة من المكالمات. وقرر الوكيل العام للملك الاستماع إلى أصحاب المكالمات إذ تبين بعد الاطلاع على مضمونها أنهم "عمدوا إلى القيام بأعمال إجرامية من شأنها زرع الفتنة وخلق البلبلة والفوضى من أجل إطالة الصراع القائم بميناء طنجة المتوسطي، بالإضافة إلى تحريضهم للبحارة المضربين بالبواخر المغربية والموجودين على متن بواخر "مراكش" وبني انصار وبلادي التي كانت ترسو بميناء سات، وبذل قصارى الجهد لإجهاض كل الحلول التي اتخذت من أجل وضع حد لمشكل هؤلاء البحارة". 13 مكالمة هاتفية ومجموعة من الرسائل النصية كانت بداية التحقيق مع توفيق الإبراهيمي، واستفسرته عناصر الفرقة الوطنية في البداية عن طبيعة علاقته بكل من المتهمين عبد الرحيم منظور، المسؤول السابق بكوماناف ومحمد رامي المدير السابق بمديرية الصيد والمستشار السابق في الوزارة الأولى في عهد عبد الرحمان اليوسفي والنقاببين سعيد الحيرش ومحمد شمشاطي والبحار محمد بنعبد الله ، ليسرد طبيعة علاقته بكل واحد منهم والظروف التي التقاهم فيها.بعد هذه المقدمة انتقلت عناصر الفرقة الوطنية مباشرة إلى مضمون الرسائل 13 التي أجراها الإبراهيمي مع المتهمين خلال المدة سالفة الذكر، وكانت البداية بالرسائل التي اتهم فيها الإبراهيمي بالعمل رفقة نقابيين على تحريض عمال ميناء سرت للبقاء في البواخر وعدم مغادرتها، إذ اعترف الإبراهيمي أنه بالفعل استشير في أمر مغادرة البحارة للبواخر، فاخبرهم أنهم إن غادروا البواخر فسيعتبر الأمر منتهيا، وأن عليهم أن يبقوا هناك إلى أن يجدوا حلا لمشاكلهم مع الشركة.وانتقلت عناصر الفرقة القضائية إلى نوع ثان من المكالمات، ويتعلق الأمر بتجسس الإبراهيمي من خلال المسمى محمد رامي، الذي كان مستشارا سابقا في الوزارة الأولى، على الاجتماعات التي كان يعقدها بعض وزراء الحكومة المغربية من أجل إيجاد حل لمشكل شركة كوماناف والبواخر المحجوزة. اعترف الإبراهيمي بذلك، وأكد أنه توصل من رامي بمجموعة من المعلومات في هذا الصدد من بينها تدخل مستثمرين من دبي يريدون اقتناء حصة من شركة كوماريت، وكذا مستثمر إيطالي يرغب في ذلك، وأنه يعتزم تقليص عدد المستخدمين إلى 50 في المائة، كما أقر الإبراهيمي بتوصله بمكالمة أخرى من رامي أكد له فيها أن الكاتب العام للاتحاد المغربي للشغل التقى بعبد الإله بنكيران ووزير النقل والتجهيز واتفقوا على أن تتكلف الدولة بشركتي كوماناف وكوماريت.ولم ينف الإبراهيمي، حسب ما كشفت إحدى مكالماته مع عبد الرحيم منضور، غضبه بعد أن علم أنه سيتم فتح خط بحــــــري رابــــط بيـــن مينــاءي طنــجة وســــــــات الفرنسي، معتبرا أن ذلك كان سيشكل ضربة لاستمرار شركة كوماريت في النقل البحري ما دفعه إلى أن يطلب من عبد الرحيم منضور حث المستخدمين والبحارة على مواصلة نضالهم وتحقيق مطالبهم المشروعة مؤكدا من خلال هذه المكالمة أن دخول الشركة الإيطالية هو إعلان حرب على استمرارية الشركة ومصالح المستخدمين.بعد عرض جميع المكالمات على مسامع الإبراهيمي وتأكيد أن هدفه من ورائها هو الاطلاع على أحوال البحارة المضربين بميناء سرت ومساعدتهم لإيجاد حلول اجتماعية يمكن بواسطتها إنقاذ شركة كوماريت التي كان على رأس إدارتها، (بعد ذلك) انتقلت عناصر الفرقة الوطنية إلى الرسائل النصية التي كان يتبادلها الإبراهيمي مع مواطن اسباني يدعى راوول، وقد أكد الإبراهيمي أنه تبادلها معه بالفعل، وأن الهدف كان هو اطلاعه على مشاكل كوماريت والصعوبات التي تجدها في تسديد مجموعة من المبالغ المالية التي ما زالت في ذمتها. حديث عن "تفركيع" و"ترياب" وإشعال نار منطلعوش لهذيك طنجة نفركعوها"، و نريبوها نريبوها...نشعلو العوافي تما"، و راه خص العافية تشعل تما "الفتنة...الفتنة..." ونطلعو نقلبو ذاك شي راه خدامين تما" عبارات وردت في محادثات بين المتهم محمد بنعبد الله (بحري) والنقابي محمد شمشاطي، وجلها صدرت عن الأول الذي كان يتحدث وهو في حالة غضب مع النقابي بعد أن طالت فترة رسو السفن بميناء سرت وتوقفت الحركة، وقد اقر خلال الاستماع إليه بقولها، لكنه أضاف أنه لم يكن يقصد العمل على تنفيذها أو تفعيل مضمونها سواء بمفرده أو بتنسيق مع أي شخص آخر، أو لصالح أي جهة مؤكدا أنه سبب قول هذا الكلام هو الوضعية المادية المزرية التي يعيشها وانعدام دخل مادي قار بعد توقف شركة كوماناف التي كان يعمل بها ملاحا.النقابي شمشاطي كان له رأي آخر، إذ أكد أنه لم يسبق أن تحدث مع البحار محمد بنعبد الله، وانه لا يعرفه اصلا، قبل أن يستدرك ويضيف أن العديد من البحارة يتصلون به، بحكم منصبه، ويتحدث معهم دون ان يكون على معرفة بهم، كما نفى معرفته بتوفيق الإبراهيمي وباقي المتهمين في الملف باستثناء عبد الرحيم منضور وسعيد الحيرش.خلاصة أولية وصل إليها التحقيق هي حرص الإبراهيمي بشكل كبير على بقاء العمال داخل البواخر بميناء سرت، وجمع كل المعلومات التي كانت تدور في أروقة الحكومة حول أزمة كوماريت والحلول المقترحة بشأنها، وهنا يطرح سؤال مهم والإجابة عنه ستفك العديد من الألغاز، ما سبب حرص الإبراهيمي على استمرار الاعتصام؟السؤال طرح على الإبراهيمي، وأكد الرجل أنه بحكم منصبه مديرا عاما لكوماريت فقد كان يتابع ما يجري في منطقة سات من أجل إيجاد حل للعمال وخطة لإنقاذ الشركة، لكن التحقيق وتصريحات المتهمين كشفت معطيات أخرى من بينها تصريحاتعبد الرحيم منضور الذي أكد أن التعليمات التي كان يوجهها له توفيق الإبراهيمي كانت تهدف إلى إنجاح مشروع شركة MORROCO FERRIES الذي أعده توفيق الإبراهيمي بمعية عدنان.ف وعبد العزيز.ع وعبد العالي عبد المولى، ومجموعة من البنوك وذلك من خلال حث البحارة على عدم مغادرة البواخر الراسية بميناء سات الفرنسية لعرقلة عمل البواخر التابعة لشركة GNV التي اختيرت من طرف وزارة النقل في إطار طلب عروض لكي تتكلف بعملية نقل المغاربة المهاجرين خلال هذه المرحلة بعدما تعذر ذلك على بواخر شركة كوماريت وبالتالي توجيه مسؤولين لقبول المشروع المذكور المقدم من طرف توفيق الإبراهيمي.محاولة إفشال جهود الحكومة ومقترحاتها ستظهر من خلال كلام المتهم محمد رامي الذي أكد من جهته أنه أجرى مكالمة مع الإبراهيمي وعلم منها أن عبد الرحيم منضور عمل على تحريك العمال جيدا وأنهم نظموا مظاهرات وسوف يستثمرون في هذه المظاهرات لليوم الموالي، حيث كان يقصد المسمى عبد الرحيم منضور من ذلك تحريضهم على القيام بمظاهرة ترمي إلى عرقلة وإفشال الحلول التي جاءت بها الحكومة المغربية من قبل الترخيص للبواخر الإيطالية بنقل المسافرين بين ميناءي طنجة المتوسطي وسات وبين هذا الأخير والناظور. اللعب مع الكبار... حتى اللحظة كانت العلاقة بين توفيق الإبراهيمي وعبد العالي عبد المولى سمنا على عسل، لكن خطأ ارتكبه الأخير سيجعل عبد العالي عبد المولى يتخذ الحذر منه، يلمس ذلك من خلال شهادة عبد المولى نفسه أمام المحكمة والتي أكد فيها أنه تناول الغذاء سنة 2001مع توفيق الإبراهيمي، الذي كان ساعتها عين مدير عاما لشركة كوماناف المملوكة للدولة، وطلب منه الإبراهيمي أن يقدم له بعض النصائح بحكم خبرته، حتى ينجح في مهمته، فاقترح عليه عبد المولى أن يفتح خطا ما بين مدينة جينوا الإيطالية وطنجة، وخط ثانيا ما بين "بوفاندر" وطنجة وقدم له دراسة مفصلة على أساس أن تدخل شركة كوماريت وهي شركة خاصة في العملية قبل أن يفاجأ بأن الإبراهيمي فتح الخطين دون العودة إليه، كما أن الإبراهيمي بدأ يتقرب من شركات إسبانية واتفق معها على تخفيض الثمن لمحاربة كوماريت.العداوة القديمة ستزداد بعد أن طمع الإبراهيمي في اقتناء كوماريت من عبد المولى وشركائه النرويجيين، لكن الأخير رفض فحاول الإبراهيمي اقتناء نسبة 50 في المائة من الأسهم المملوكة للنرويجيين، غير أن الأخيرين اتصلوا بعبد المولى واخبروه بالأمر.الخلاف بين عبد العالي والإبراهيمي سيظهر في مرحلة لاحقة، بعد أن طلب الأخير من الأول تسليمه مبلغ 30 مليون سنتيم مقابلا للخدمات التي أسداه له لاقتناء شركة كوماناف فيري سنة 2009، غير أن الأخير رفض بداعي أنه لا يتوفر على صندوق أسود لتسديد المبلغ.تدخل بعض المديرون العامون على بعض البنوك وأذابوا الجليد بين الإبراهيمي وعبد العالي بعد أن طلبوا من الأخير تعيينه على رأس كوماناف فيري وكوماريت، واستجاب عبد العالي للطلب قبل أن يفاجأ باختلاسات قام بها ياسين اللواح ومن معه، وهنا طفا الخلاف على السطح من جديد، بعد أن تقدم عبد المولى بشكاية إلى النيابة العامة دون الأخذ بعين الاعتبار رغبة الإبراهيمي في طي الملف وعدم متابعة المتهمين أمام القضاء.استمر الوضع على هذا الحال إلى أن دخلت الشركة في أزمة بعد الحجز على بواخرها، فاقترح الإبراهيمي حلا للمشكلة يتمثل في تدخل مستتمر للبناني "ج.س" الذي تدين له شركتا كوماناف وكوماريت بمبلغ 17 مليار سنتيم في حين أن الحكومة اقترحت حلا آخر يتمثل في تكليف شركة إيطالية بنقل المسافرين، وهنا سيعمل الإبراهيمي حسب ما جاء في تصريحات بعض المتهمين بتجنيد نقابيين للاستمرار في الاعتصام داخل البواخر وقد كان هدفه كما أكد أحد المتهمين هو إفشال مقترح الحكومة ونجاح مقترحه، حتى يعين من قبل المستثمر اللبناني مديرا عاما على الشركتين بعد أن لفظه عبد المولى، فيما كان هدف محمد رامي هو الاشتغال مع الإبراهيمي بعد الحصول على التقاعد، ليطرح سؤال عريض ما هو المكسب الذي حققه النقابيين المتابعين في الملف؟ وألم يستعملوا حطب تدفئة من قبل الإبراهيمي ومن معه؟ الصديق بوكزول

التفاصيل الكاملة لملف الإبراهيمي ومن معه

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مدونة أخلاقية للرقي بعمل البرلمان

رئيس جماعة بوجدة أمام جنايات فاس بتهمة تبديد أموال

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات