سحب الثقة من روس يخيم على زيارته إلى المغرب

يبدأ الوسيط الأممي المكلف بملف الصحراء، كريستوفر روس، جولته إلى الدول المعنية بالنزاع، خلال الفترة ما بين 27 أكتوبر الجاري ومنتصف نونبر المقبل. وسيزور المبعوث الأممي، كلا من المغرب والجزائر ومخيمات تندوف، على أن تشمل زيارته لاحقا دولا أوربية، ضمن ما يطلق عليه مجموعة أصدقاء الصحراء. وأعلن الناطق الرسمي للأمين العام للأمم المتحدة، مارتين مسيركي، أنه خلال المهمة المقبلة لروس في شمال إفريقيا وأوربا «سيتم التركيز على تبادل وجهات النظر مع المحاورين الأساسيين، حول طريقة تسريع التطورات نحو الهدف الرئيسي المتضمن في لوائح مجلس الأمن المتتالية وحل سياسي يقبله الطرفان»، مضيفا أن الوسيط الأممي بعد هذه الجولة، التي تدوم ثلاثة أسابيع، سيقدم تقريرا حول نتائج مهمته إلى مجلس الأمن. وستكون تحركات الوسيط الأممي، كريستوفر روس، محددة ضمن إطار الالتزام الذي قطعه الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، في اتصال بالملك، يقضي بعدم إدخال أي تغييرات على مهام الوساطة الرامية إلى إيجاد حل سياسي لنزاع الصحراء مقبول من لدن الأطراف، ما يقطع مع التوجه الذي كان يدفع إليه روس نحو توسيع مهام بعثة المينورسو. كما أكد الأمين العام أن مبعوثه الشخصي وممثله الخاص «سيضطلعان بمهامهما ضمن إطارها المحدد من قبل مجلس الأمن الدولي من أجل تحقيق تقدم في مسلسل تسوية نزاع الصحراء»، بالمقابل، أكد الملك أن الحل الواقعي يتأسس على مقترح الحكم الذاتي المتقدم الذي أشادت به المجموعة الدولية، وهو ما يقيد تحركات الوسيط الأممي بمقترح الإطار المغربي، بعد أن ظل روس يروج لمقترحين طيلة إدارته لملف النزاع.وتتزامن الزيارة التي سيقوم بها الوسيط الأممي كريستوفر روس إلى المنطقة، مع تصويت اللجنة الرابعة على قرار يدعم مسلسل المفاوضات لتسوية النزع المفتعل في الصحراء، وهو القرار الذي اعتبره المغرب «انتصارا» دبلوماسيا، بالنظر إلى أن مسلسل المفاوضات يستند إلى قرارات مجلس الأمن، التي تدعم خيار الحكم الذاتي وتعتبره «جادا وذا مصداقية». وفجرت أجندة زيارة الوسيط الأممي إلى الصحراء، في ماي الماضي، الخلاف مع الرباط، كما أن الزيارة تلقى رفضا من داخل جهات قيادية داخل بوليساريو نفسها. وجوبه طلب روس برفض رسمي بعد أن اتضح أنه يسعى إلى توريط المغرب بزيارته إلى العيون لعلمه مسبقا بمخطط الانفصاليين، كما نجح في إعادة النقاش بشأن قضية الصحراء إلى نقطة البداية، بالعودة إلى مربع الأزمة التي حملت الوسيط الأممي السابق، جيمس بيكر، على الاستقالة من مهمة الإشراف على المفاوضات بين أطراف النزاع في الصحراء. وكان المغرب سحب ثقته من الوسيط الأممي، كريستوفر روس، متهما إياه بالانحياز عن الحياد، وخدمة أجندة بوليساريو، بالعودة بالمفاوضات إلى نقطة الصفر، غير أن الأمين العام للأمم المتحدة، تدخل لإعادة الوسيط إلى مهامه، وهو ما قبل به المغرب، ويشكل نقطة ضعف بالنسبة إلى روس تحد من صلاحياته وحدود تحركاته، بالنظر إلى أن قرار سحب الثقة سيؤثر على عمله رغم التراجع عنه من طرف الرباط. إحسان الحافظي

سحب الثقة من روس يخيم على زيارته إلى المغرب

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

متابع في ملف "كوماناف" هدد بشل ميناء طنجة

مفاوضات مغربية أوربية سرية حول الصيد البحري

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات