حكاية مباراة انتصر فيها الجمهور والطاوسي

غضب بلهندة وفرحة التأهل في الملعب وشوارع المدينة أبرز أحداث المباراة عمت الفرحة شوارع مراكش بتأهل المنتخب الوطني إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا 2013، للمرة 15 في تاريخه، إذ لم يتوان الجمهور في التعبير عن ابتهاجه وسعادته، وهو يجوب شوارع المدينة الحمراء بعد نهاية المباراة، طالقا العنان لأهازيج ومنبهات السيارات.ولم تختلف مباراة موزمبيق عن سابقاتها، إذ أن الحضور الجماهيري كان بارزا ومؤثرا، وأعد الجميع لها انطلاقا من بيع قمصان المنتخب الوطني في شوارع مراكش، التي اتخذت سلطاتها الأمنية احتياطات احترازية بعدما جندت أزيد من سبعة آلاف رجل أمن، للحفاظ على النظام العام. فتور في البداية فتح منظمو المباراة أبواب الملعب في حدود الثانية ظهرا، لتأمين دخول الجمهور، بيد أن حضوره كان فاترا، وتسرب التخوف والترقب، لكنهما سيتبددان قبل انطلاق المباراة ب 30 دقيقة، إذ امتلأت المدرجات عن آخرها، وارتفع عدد الجمهور أكثر بمجرد انطلاقتها، ليظل وفيا لدعمه ومساندته المطلقة لأسود الأطلس. دخل اللاعبون أرضية الميدان في السادسة والنصف مساء، ثم حكام المباراة، فلاعبو موزمبيق، الذين استقبلهم الجمهور بالصفير، أما الفرقة الجوية النحاسية التابعة للقوات الجوية الملكية فشرعت في التحضير لعزف النشيدين الوطنيين مبكرا.لم يمهل الجمهور لاعبي المنتخب الوطني طويلا، إذ سرعان ما طالبهم بالضغط أكثر من أجل تسجيل الأهداف، وهو يصيح ”الشعب يريد ثلاثة لزيرو”، تماما كما فعل في مباراتي الجزائر وتنزانيا في الموسم الماضي. بدت المباراة صعبة مع انطلاقتها بسبب التنظيم المحكم لمنتخب موزمبيق، الذي أغلق جميع الممرات وأحسن الانتشار داخل الميدان، مع مراهنته على الهجومات الخاطفة، التي لم تنل من تركيز الحارس نادر المياغري والمدافعين. ووجد أشبال المدرب رشيد الطاوسي صعوبة في فرض نظام لعبهم في النصف ساعة الأولى، لترتفع حدة غضب الجمهور بعد إهدار المهاجم يوسف العربي فرصة حقيقية، لكن الغضب سينقلب إلى فرحة بعد إحراز عبد العزيز برادة الهدف الأول في الدقيقة 38، وهو الهدف الذي سيحرر اللاعبين أكثر ويجعلهم مصرين على تسجيل المزيد. السعيدي يقلب الطاولة أدرك المدرب رشيد الطاوسي أن هناك خللا ما في الجهة اليسرى، وأن الحاجة ماسة إلى مهاجم يجيد الاختراق والتمريرات الحاسمة، ولم يكن هذا المهاجم سوى أسامة السعيدي، الذي أربك مدافعي موزمبيق بتمريراته المحكمة وسرعته، ما جعل المنتخب الوطني يفرض سيطرة مطلقة ليتمكن من إضافة ثلاثة أهداف أخرى في الشوط الثاني. ولعب السعيدي دورا كبيرا في النتيجة المسجلة، قبل أن يغادر الملعب محمولا على كتفي الطبيب عبد الرزاق هفتي، كما فعل عندما أحرز هدفا رائعا في مرمى المنتخب الجزائري. غضب بلهندة وفرحة هيستيرية لم يستسغ يونس بلهندة تغييره في الجولة الثانية من طرف المدرب رشيد الطاوسي فثارت ثائرته، ليتدخل المدرب المساعد وليد الركراكي لتهدئته.انتظر الجمهور إعلان نهاية المباراة، ليطلق العنان لفرحة هيستيرية لم يتذوق طعمها منذ الفوز على الجزائر بأربعة أهداف لصفر. هتف باسم اللاعبين والمدرب رشيد الطاوسي، ورمى أرضية الميدان بالشهب الاصطناعية، فيما هرع المدرب الطاوسي نحو اللاعبين والجمهور وتسابق باقي أعضاء المنتخب نحو الجمهور لتحيته ورد الجميل إليه.وشكر الطاوسي الجمهور عبر ميكروفون منشط المباراة، قائلا ”أنتم الفائزون شكرا لكم على تشجيعاتهم والله أكبر”، ليغادر الملعب تحت التصفيقات والهتاف. لكن أعدادا من الجماهير لم تغادر الملعب، بل أصر بعضها على لقاء اللاعبين والتحدث إليهم والتقاط الصور التذكارية معهم، رغم الحراسة المشددة من قبل رجال الأمن.استمرت احتفالات المشجعين بتأهل المنتخب الوطني بمراكش إلى الساعات الأولى من صباح أمس (الأحد)، حاملين الرايات الوطنية وشعارات المنتخب، فمنهم من يركب الدراجات الهوائية والنارية، وآخرون يمشون ويركضون في الطرقات، فيما أصحاب السيارات يطلقون العنان للمنبهات. أما رجال الأمن فلم يهدأ لهم بال، إذ ظلوا حريصين على تأمين حركة المرور، خاصة في الطرق المؤدية إلى وسط المدينة، كما تدخلوا لفض اشتباكات بين الجمهور. إنجاز: عيسى الكامحي (موفد الصباح إلى مراكش)

حكاية مباراة انتصر فيها الجمهور والطاوسي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مباراة موزمبيق تعيد الجمع العام إلى الواجهة

مشاكل التنظيم تمنع المئات من حضور مباراة موزمبيق

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات