برلمانيون يشكون ضعف التأطير

دورة برلمانية جديدة وأجندة ثقيلة وضعف أداء البرلمانيين يفتتح جلالة الملك محمد السادس الجمعة المقبل البرلمان بغرفتيه، ويتوقع أن يلقي جلالته خطابا يرسم فيه معالم المرحلة المقبلة للمؤسسة التشريعية، التي لم تتخلص بعد من بعض الأمراض التي تنخرها، أبرزها الغياب المتواصل للنواب والوزراء على حد السواء، وضعف التشريع، وتحول فضاء المؤسسة إلى ما يشبه "السيرك"، خصوصا عندما يحضر بنكيران، رئيس الحكومة إلى البرلمان، ويخضع للمساءلة.ورغم أن بعض المحللين كانوا يطمحون في أن تتحول مؤسسة البرلمان في ظل الدستور الجديد، ورئيس مجلس نواب جديد، ونواب جدد، إلى مؤسسة قوية وفاعلة، تجلب الأنظار، وتعيد للعمل السياسي والانتخابي إشعاعه وقوته، فإن شيئا من ذلك لم يحدث، رغم مرور ما يزيد عن عدة شهور عن إجراء الانتخابات التشريعية التي أفرزت نخبة برلمانية جديدة· ويعلل برلمانيون جدد وصلوا لأول مرة إلى قبة البرلمان، سبب ضعف المردودية والمشاركة في الإنتاج البرلماني، إلى ضعف التأطير وعدم توفر وسائل العمل، ورفض بعض الفرق النيابية الانخراط في عملية التأطير، وذلك بالتعاقد من أستاذة مختصين، فضلا عن غياب المبادرات السياسية من قبل بعض رؤساء الفرق، الذين أظهروا ضعفا واضحا، ويرتقب أن يعصف بهم الدخول البرلماني الجديد· ويقول مصدر مطلع له دراية بشؤون البرلمان، عندما افتتح مجلس النواب في وقت سابق، أشغال دورته الربيعية وسط أجواء فاترة، بسبب المعرفة المسبقة لكل النواب، لاسم الرئيس الجديد كريم غلاب للغرفة الأولى، استبشر أغلب النواب خيرا في انتخابه، وراهنوا عليه لإعطاء دفعة قوية لمجلس النواب، وذلك من خلال سن مجموعة من الأجراءات التي تخدم مصلحة تسريع وتيرة العمل، بيد أن ذلك لم يحدث بالشكل المطلوب، إذ مازال عمل مجلس النواب يتسم بالبطء والتردد والاتكالية· وفي الوقت الذي كان فيه بعض المتتبعين للشؤون البرلمانية، ينتظرون أن "ينتفض" غلاب، ويحرق كل الأوراق التي كان يشتغل عليها الرئيس السابق عبدالواحد الراضي، تفادى ذلك بدبلوماسيته المعهودة، وترك كل الأشياء في مكانها، ولم يمسس أو يقترب من أي شخص محسوب على المرحلة السابقة، وفي ذلك حكمة كبيرة، إذ أبقى على أغلب العناصر التي كانت تشتغل مع الراضي، وجزء آخر مع مصطفى المنصوري في مواقعها، باستثناء استقطاب مدير ديوانه، وصديقه المخلص الذي اشتغل معه أيضا عندما كان يقود وزارة التجهيز والنقل· ومن الواضح أن الدورة الخريفية للبرلمان التي تقترب من افتتاحها، ستتميز ببروز قوة سياسية جديدة ممثلة في التحالف الذي من المتوقع أن يبرمه حزبا التجمع الوطني للأحرار والأصالة والمعاصرة، الذي سينتج عنه تشكيل أكبر فريقين في تاريخ المؤسسة التشريعية· وفي أول خطوة عملية تترجم أهداف التنسيق، من المرتقب أن تعقد قيادة الحزبين في الصخيرات، أول اجتماع مع برلمانيي الحزبين، لرسم خريطة طريق عملهما في المستقبل، بيد أن الطريق ذاتها، ستتخللها بعض المنعرجات· وتتوقع مصادر متطابقة مهتمة بشؤون البرلمان، أن تكون الدورة الخريفية، مليئة بالمفاجآت، خصوصا بعد بروز ثقــافة التحالفات والأقطاب الكبرى داخل البرلمان التي يقـــودها حزب الأصالة والمعاصرة، إذ أصبح الأخير يهدد حكومة بنكيران، بسحب البساط من تحتها في أي وقت وحين، خصوصا بعد الخرجات المتواصلة لحميد شباط، الأمين العام الجديد لحزب الاستقلال الذي زرع "الوسواس الخناس" في قلب بنكيران، رئيس الحكومة الذي يتتبع تطورات الدخول البرلماني في دورة الخريف، بالكثير من الحيطة والحذر، رغم "التطمينات" التي بعثهـــا حلفـــاؤه في الكتلة الديمقراطية والأغلبية الحكومية، فــي اللقـــاءات التشـــاورية التي جمعتهم، وفي مقـــدمتهم امحمد العنصر، الأمين العام للحركة الشعبية ونبيل بن عبدالله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية· عبدالله الكوزي

برلمانيون يشكون ضعف التأطير

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

سنة تشريعية جديدة بأعطاب قديمة

البرلمان... دور تشريعي بطيء وكلفة مالية باهظة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات