التحقيق مع قاصر قتل زوجة والده بآسفي

المتهم عاش طفولة بئيسة والبحث عن وثائقه الثبوتية وراء الجريمة ساهمت الحياة الصعبة التي عاشها القاصر «رضوان.س»، والتي من علاماتها عدم توثيق عقد زواج والديه، في ارتكابه جريمة قتل كانت ضحيتها زوجة والده، التي وقفت سدا منيعا أمام حصوله على وثائق إثبات هويته.أحال الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بآسفي، قاصرا على أنظار قاضي التحقيق لتعميق البحث معه بعد متابعته من أجل جناية القتل العمد مع سبق الإصرار، وفقا لفصول المتابعة من القانون الجنائي. وجاءت إحالة المتهم على قاضي التحقيق، بعد أن تم خلال الأسبوع الماضي، استنطاقه من قبل الوكيل العام للملك، واعترف بالمنسوب إليه، موضحا ظروف وحيثيات القضية، قبل أن تتم إحالته على التحقيق. وأرجأ قاضي التحقيق النظر في ملف المتهم إلى غاية 15 نونبر المقبل.وتعود وقائع القضية، إلى اتصال هاتفي تلقته قاعة المواصلات السلكية واللاسلكية، مفاده ضرورة تدخل المصالح الأمنية لنجدة امرأة تصرخ من داخل منزلها الكائن بدوار اكميلة بحي قرية الشمس الهامشي، لتنتقل عناصر الدائرة الأمنية الرابعة بالجريفات وعناصر الشرطة القضائية للأمن الإقليمي إلى مكان الحادث. وبمجرد طرق الباب من طرف عناصر الشرطة، استجاب الجاني الذي كان بالداخل، وفتح الباب وهو في حالة هستيرية والدموع تنهمر من مقلتيه، ودلّ عناصر الشرطة على جثة الهالك، التي لم تكن سوى زوجة والده، المزدادة سنة 1967 بخميس نكا ضواحي آسفي.كما دل المتهم عناصر الشرطة على السكين أداة الجريمة، والذي يبغ طوله 19 سنتمترا.وعاينت عناصر الشرطة القضائية جثة الضحية، التي كانت ممدة على ظهرها، وسط بركة من الدماء، وعليها أزيد من 25 طعنة في أنحاء متفرقة من جسدها، ليتم التقاط صور فوتوغرافية لها، شكلت لوحات صور لجثة الضحية، التي تم نقلها إلى مصلحة الطب الشرعي بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس بآسفي، من أجل تشريحها وتحديد الأسباب المباشرة التي أدت إلى الوفاة، بناء على تعليمات نائب الوكيل العام المداوم بمحكمة الاستئناف بآسفي. وتم نقل المتهم إلى مقر الشرطة القضائية من أجل البحث معه، وبدا منهارا وهو يروي تفاصيل طفولة مليئة بالاضطرابات والمعاناة النفسية التي كانت تكبر معه يوما بعد يوم. المتهم «رضوان.س» حكى لعناصر الشرطة، كيف ابتدأت طفولته في وسط أسري فقير جدا، وكيف خرج منذ سن مبكرة للبحث عن شغل يعيل من خلاله والدته ووالده وشقيقه الأصغر، إذ عوض أن تكون وجهته نحو أقرب مدرسة ليتمدرس بها، كانت وجهته محلات الجزارة أو الأفرنة من أجل الاشتغال فيها.ونظرا للمشاكل الأسرية فقد انفصل والده عن والدته، أو بالأحرى غادرت والدته إلى وجهة مجهولة وتركت الضحية وشقيقه مع والدهما، الذي لم يكن يربطه أي عقد زواج بوالدتهما، إذ أن زواجهما كان عرفيا وتم بطريقة تقليدية صرفة (الفاتحة).ورغم ذلك، حاول الضحية التأقلم مع هذا الوضع، وقبول رحيل أو اختفاء والدته على مضض، غير أن زواج والده من امرأة ثانية وبشكل عرفي كذلك، سيوقظ نار المعاناة النفسية في حياة المتهم، الذي أصبح يطالب والده بإنجاز وثائق تعريفه، حتى يتمكن من إنجاز بطاقة التعريف الوطنية، والانتقال إلى البيضاء للاشتغال هناك، غير أن والده كان يبدي عدم استعداده.وأصبحت علاقة المتهم بوالده متوترة للغاية، وأضحى لا يتوجه إلى منزل أسرته إلا لماما، بعدما صار يقيم بمحل للجزارة يشتغل به مساعدا لأحد الجزارين بحي سيدي عبد الكريم.وخلال يوم الحادث، كانت الساعة تشير إلى التاسعة والنصف ليلا، بعدما قرر المتهم التوجه نحو منزل أسرته، من أجل مطالبة والده بضرورة إنجاز وثائق إثبات هويته، غير أنه لم يجده في المنزل، في حين طلبت منه زوجته الرحيل عن المنزل، وأن لا يعود إليه مرة ثانية، غير أنه أصر على البقاء في المنزل، مؤكدا لها أن والدته هي الأجدر بالوجود به، وهو ما لم يرق الضحية التي عمدت إلى ضرب المتهم بكوب به سائل ساخن، ليقوم بحمل سكين من المطبخ، ووجه إليها عدة طعنات أودت بحياتها.ولم تمنع طرقات الجيران المتهم من وقف مسلسل الطعنات الموجه لجسد الضحية، إلى أن أيقن أنها فارقت الحياة، وانتظر إلى حين قدوم عناصر الشرطة القضائية.وبعد انتهاء مسطرة البحث التمهيدي، أحيل المتهم ـ الذي تم الاحتفاظ به بمصلحة الشرطة القضائية إلى حين انتهاء البحث ـ على الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بآسفي، من أجل المنسوب إليه. محمد العوال (آسفي)

التحقيق مع قاصر قتل زوجة والده بآسفي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

كهربائي ضمن عصابة لسرقة النحاس بسلا

مقتل مسن وزوجته على يد ابنه بالصويرة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات