السبتي: التعليم الأولي العمومي تعوزه الإمكانيات

مدير مجموعة مدارس "النصر" قال إن أغلب المدرسين بمؤسسات التعليم الأولي العمومي بدون تكوين يشكل التعليم الأولي مرحلة حاسمة في مسار تعلم الأطفال، ومدخلا حقيقيا للنهوض بالمنظومة التعليمية الوطنية، ذلك أن هذه المرحلة، كما يؤكد الباحثون والمهتمون في حقل التربية، تعد استثمارا لا غنى عنه. وخلال السنوات الماضية برزت إلى جانب التعليم الأولي الخاص، مؤسسات عمومية أدمجت هي الأخرى أقساما خصصتها لاستقبال أطفال ما بين 4 و6 سنوات على أساس تلقينهم مبادئ التعليم الأولي بصبغة التعليم العمومي.«الصباح» زارت مؤسستين خاصة وعمومية للتعليم الأولي بنيابة الفداء درب سلطان بالدار البيضاء، كما تحدثت إلى مديريهما.التعليم الأولي العمومي فرصة للمعوزين «السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته»، هذه أول جملة يقولها أطفال لا تتعدى أعمارهم 6 سنوات بمدرسة «الأمل» بحي الأمل بمدينة الدار البيضاء لمن يطرق باب فصلهم المجهز بما يمكن أن يساعد مربيتهم في تلقينهم مبادئ ومهارات يستهدفها التعليم الأولي. فقد حرصت جمعية «بسمة الأمل» التي عملت على تجهيز حجرتين ليصيرا صالحين لاستقبال تلاميذ أقسام ما قبل التمدرس، بالمجان، ووضعت ألعابا وكتبا ليستفيد منها الأطفال، كما زينت الفضاءين برسوم وألوان تتماشى مع طبيعة الأطفال. الرؤية المعتمدة بمدرسة «الأمل» بالنسبة إلى أقسام التعليم الأولي، لا تختلف عن المنهجية التي تسلكها المؤسسات الخاصة، إذ أنها تعتمد أيضا على اللعب كمقاربة للتعلم، بالإضافة إلى أنشطة حسية حركية تجعل الطفل يكتشف جسمه ويتعلم القواعد العامة للصحة والنظافة. ومن جانبه، قال رضوان وسيمي، مدير المدرسة ذاتها، إن التعليم الأولي في حياة الطفل، له أثر بالغ في مدى نجاح التلميذ في المدرسة، موضحا أن هذا النوع من التعليم الذي ظل محدودا في القطاع الخاص قبل أن تشرع بعض المدارس العمومية في اعتماده أخيرا، يفتح طرق وسبل التعليم اللغوي للطفل وتنمية خياله وتحبيبه للتعلم ويسهم في تقليص نسبة الفشل الدراسي وبالتالي محاربة الهدر المدرسي.وأضاف وسيمي في حديثه مع «الصباح» أن الفريق التربوي المشرف على القسمين، مؤهل، إذ أنه يتكون من مربيتين استفادتا من تكوين تأهيلي متخصص في التعليم الأولي، يمكنهما من القيام بعمل تربوي ذي جودة والعمل على تنشيط مجالات التربية والتعلم والتفتح المناسبة لخصوصيات الطفل.وعند التوقف عند لغة التدريس والتواصل داخل التعليم الأولي بمدرسة «الأمل»، نجد اختلافا بينه وبين الخاص، باعتبار أن اللغة السائدة والمهيمنة هي الفرنسية في أغلب المؤسسات الخاصة، في حين أن مدرسة «الأمل» كباقي المدارس العمومية، تركز على اللغة العربية لاعتبارات متعددة، حددها رضوان وسيمي في الوسط الاجتماعي الذي يأتي منه التلميذ، إذ أن أغلب الوافدين على قسمي «الأمل» للتعليم الأولي من الأحياء الشعبية المجاورة للمدرسة.وأضاف المدير، أن اللغة الفرنسية لا تندرج في السنة الأولى من التعليم الابتدائي بالنسبة إلى المؤسسات العمومية، وتلقينها للأطفال في أقسام التعليم الأولي، لا يفيد الطفل، باعتبار أنه سيتوقف في تلك السنة عن تعلم اللغة، وهذا ما يراه المدير اختلافا بين الخاص والعمومي، بالإضافة إلى غياب بعض التجهيزات، و»رغم الإمكانيات التي تعتبر بسيطة، بالمقارنة بما تقدمه المدارس الخاصة، فالمدارس العمومية تستطيع تحقيق أهداف التعليم الأولي».مدير «النصر»: لا تستطيع المؤسسات العمومية منافستنا في حي شعبي بمدينة الدار البيضاء، تقع مجموعة مدارس «النصر» للتعليم الأولي والابتدائي وأيضا الإعدادي التي أنشئت قبل عشرين سنة. وعند تجاوز الباب الرئيسي، تبدأ أصوات الأطفال في الارتفاع شيئا فشيئا، وتبلغ ذروتها عند انطلاق جرس الاستراحة التي ستستمر ما يقارب 10 دقائق، قبل أن يلتحق التلاميذ من جديد لمقاعدهم، ويعود أطفال الأقسام الأولية، إلى الفصول المجهزة خصيصا لهم.عند دخول أحد الأقسام الأولية، قد تبدو مختلفة عن حجرات المدرسة العمومية، لكن التفاصيل متشابهة، فاللعب والأنشطة ذاتها، الاختلاف يكمن في عدد المربيات وأيضا في المرافق المصاحبة للأقسام والتي يستفيد منها التلاميذ.يقول محمد ناصر السبتي، مدير مجموعة مدارس «النصر»، إن البرنامج الأسبوعي لتلاميذ الأقسام الأولية، يتضمن عددا من الحصص كالموسيقى والرقص والمسرح، بالإضافة إلى الأعمال اليدوية والأنشطة الثقافية، مضيفا في حديثه مع «الصباح» أن المدرسة تحرص على أن يستفيد الطفل قدر الإمكان من البرنامج، بالإضافة إلى تمتع الطفل بحريته وعدم حرمانه من اللعب. وفي موضوع ذي صلة، قال السبتي إن التعليم الأولي كمرحلة تربوية تتكفل بها المؤسسات التي يقبل فيها الأطفال المتراوحة أعمارهم ما بين 4 سنوات وست سنوات، ويهدف إلى ضمان أقصى حد من تكافؤ الفرص لجميع الأطفال المغاربة قصد ولوج التعليم المدرسي وتيسير نموهم البدني والعقلي والوجداني وتحقيق استقلاليتهم وتنشئتهم الاجتماعية. وأوضح مدير مجموعة مدارس «النصر»، أن من الضروري الاعتراف بأن مؤسسات التعليم الأولي العمومية، التي استفادت من توقيع اتفاقية شراكة بين وزارة التربية الوطنية وبعض الجمعيات المهتمة في مجال التعليم، لا تتوفر على الإمكانيات الكافية، باعتبار أن تكاليف التعليم الأولي مكلفة بالمقارنة مع باقي الأقسام التعليمية، وأنها تعاني نقصا في التكوين المستمر لطاقم التدريس بهذه المؤسسات، لأن أغلبهم يدرسون بدون تكوين ولا شهادات. إيمان رضيف

السبتي: التعليم الأولي العمومي تعوزه الإمكانيات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تعدد مناهج التعليم الأولي يعوق تحقيق الأهداف المسطرة

التعليم الأولي واقع صعب وطموحات لتطويره

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات