توقيف قائد بالقنيطرة وإحالته على التحقيق

رجل السلطة حول مقر الملحقة الإدارية بـ"أولاد وجيه" إلى معتقل سري للجلد والاحتجاز توصل إدريس خزاني، والي ولاية جهة الغرب الشراردة بني احسن، نهاية الأسبوع الماضي، بمراسلة رسمية من وزارة الداخلية، تتضمن قرار الإدارة توقيف قائد الملحقة الإدارية الخامسة بـ"أولاد وجيه" بالقنيطرة نهائيا، مع إجراء تحقيق في الاتهامات المنسوبة إليه، وإطلاع الوزارة بالنتائج، على أساس اتخاذ التدبير القانوني المناسب. علمت «الصباح» من مصدر موثوق أن الوزارة أجرت أبحاثا ميدانية في التهم المنسوبة إلى رجل السلطة، وخلصت إلى أنه يرتكب أفعالا خطيرة بمناسبة أداء مهامه في حق المواطنين، نتيجة إصابته بمرض نفسي مزمن. وطالب سكان «أولاد وجيه»، الذين وجهوا رسائل شكر وتقدير إلى الجهات التي أمرت بتوقيف «القائد الظالم»، بإجراء البحث مع جميع أعوان السلطة والموظفين الذين تمادوا في انتهاك حقوق الأبرياء والاعتداء عليهم، قبل إحالة جميع المتورطين على العدالة.وعلم من المصدر ذاته أن القائد الموقوف سبق أن هاجم مسؤولا بولاية المدينة، وتجرد من ملابسه، ودعاه إلى الخروج من مكتبه والشجار معه في الشارع، الأمر الذي يؤشر على الطبيعة العقلية للقائد الموقوف، إلا أن المسؤولين لم يحركوا ساكنا، ولم يشعروا وزير الداخلية بأن القائد المذكور لا يصلح للعمل، لذلك فقد استمر في تصريف مرضه النفسي في المواطنين الراغبين في قضاء مصالحهم الإدارية، بل إنه حول مقر الملحقة الإدارية الخامسة إلى ما يشبه المعتقل السري، الذي ترتجف له أبدان المواطنين، وخصصه لجلد المحتجين على البطء في قضاء أغراضهم الإدارية، واحتجازهم تحكميا ضدا على القانون.وعلم أن العديد من الضحايا بدؤوا يتقاطرون على المصالح المعنية والنيابة العامة لتسجيل شكاياتهم ضد القائد. وقد توصل مكتب «الصباح» بالرباط بحوالي خمس شكايات في مواجهة القائد، آخرها شكاية من امرأة توصلنا بها أول أمس (الثلاثاء)، معززة بشهادة طبية تثبت مدة العجز في 30 يوما، والتي تكشف فيها تعنيفها بوحشية والاستيلاء على مبلغ مالي منها قدره 4500 درهم.وقالت الحقاوي خدوج، البالغة من العمر حوالي 56 سنة، إنها متزوجة من رئيس سابق لمصلحة المندوبية السامية للتخطيط، وأصيب زوجها بمرض الصرع، ونوبات مفاجئة وخطيرة، لتضطر إلى النهوض بجميع مهام المنزل، وعندما خول لها زوجها لكي تنوب عنه في إجراءات ملف تزويد المنزل بالماء والكهرباء، اتجهت إلى مقر الملحقة الإدارية الخامسة لتصحيح إمضائها، إلا أن موظفا اتهموها بأن الوكالة مزورة، وعندما دخلت في نقاش مع الموظف، فوجئت بالقائد يدخل هائجا ويدفعها بقوة إلى أن سقطت على الأرض، وقال لها «تتاجرون في المخدرات وتشترون الأراضي في القنيطرة»، فحاولت أن تشرح له أن زوجها إطار كبير في الدولة، واستفاد من المغادرة الطوعية قبل نحو 32 سنة بسبب المرض، ولا علاقة لهم بالاتجار في المخدرات، إلا أن القائد أمر أعوانه بالاعتداء عليها، ليشرعوا في تعذيبها بالضرب والجرح، ولما حضر ابنها ليستفسر عن سبب الاعتداء على والدته بتلك الطريقة الوحشية، أمر القائد باحتجازه وضربه ضربا مبرحا.وصرحت الضحية أن أعوان القائد نصحوها بعدم تقديم أي شكاية إلى النيابة العامة أو وزارة الداخلية، لأن القائد مدعوم من جهات نافذة بالإدارة المركزية، وأن لا أحد يمكنه أن يوجه استفسارا واحدا إلى هذا القائد. وذكرت الضحية أنها توجهت بشكايتها إلى النيابة العامة، إلا أن الوكيل لم يتخذ أي إجراء.وتعرض مهاجر مغربي بالديار الأوربية، قبل أيام، لعملية احتجاز واعتداء بالضرب واللكم من طرف القائد وأعوانه، دون أن يتخذ أي إجراء.وكشفت شكاية أخرى، مرفوعة ضد القائد من قبل محام والمسجلة لدى النيابة العامة بالقنيطرة بتاريخ 18 يونيو الجاري، أن المشتكي عندما حاول المرور إلى مقر سكناه، وتفاديا للإصابة بالسكين الذي كان يلوح به المشتكى به يمينا وشمالا، أمره القائد بالابتعاد من المكان، فأخبره بأنه ذاهب إلى مسكنه، إلا أن القائد دفعه بقوة إلى أن سقط على الأرض، مخاطبا إياه بكلام ناب. وأمام التصرف العدواني، طلب المشتكي، وهو كاتب ومدون مغربي معروف، من القائد احترامه، خصوصا أنه ليس هناك أي داع لسبه ودفعه، فتمادى المشتكى به، وانهال عليه بلكمة، آمرا أعوانه باعتقاله، ليتم نقله إلى سيارة القائد، سوداء اللون، ويقتاد إلى مكتبه بمقر الملحقة الإدارية الخامسة بحي «أولاد وجيه»، حيث ظل محتجزا يتعرض للضرب لأزيد من ساعة. محمد البودالي

توقيف قائد بالقنيطرة وإحالته على التحقيق

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الرميد يرسم صورة قاتمة عن وضع العدالة بالناظور

تفكيك عصابة تسرق الأسلاك الهاتفية بقلعة السراغنة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات