القرقوبي يغزو المؤسسات التعليمية بطنجة

أزيد من 25 في المائة من المدمنين مراهقون وأطفال لا تتجاوز أعمارهم 15 سنة تحولت طنجة في العقود الأخيرة، من مدينة هادئة يقصدها مئات المشاهير والسياح، إلى سوق دولية للمخدرات وعاصمة لعدد من الشبكات الإجرامية المتخصصة في تصدير واستيراد كل السموم المخدرة بشتى أنواعها.فكل متفحص للتقارير المنجزة من قبل مختلف الأجهزة الأمنية سواء على مستوى المدينة أو بالنقط الحدودية، يتبين له بالملموس مدى ضخامة القضايا المتعلقة بالتهريب والاتجار الدولي في المخدرات، ما يؤكد أن طنجة أضحت سوقا رائجا ومحطة عبور لأنواع مختلفة من المخدرات، بما فيها الشيرا والكوكايين والهروين وغيرها... التي تدير تجارتها دوليا مافيات عالمية بتنسيق مع بارونات مغاربة. فرغم كل المجهودات المبذولة من قبل المصالح الأمنية المختصة، التي ضاعفت أنشطتها في إطار حربها ضد المخدرات، واستطاعت تفكيك العديد من الشبكات المنظمة وحجزت أطنانا من المخدرات المختلفة، ما زالت المدينة تعيش تحت وطأة هذه الآفة، لحد أصبحت معه كل الأحياء والساحات والمدارس مرتعا خصبا للتعاطي وبيع مختلف هذه السموم، التي غدت أنواعها شائعة بين الرجال والنساء والصغار والكبار...الخطير في الأمر، أن عقاقير جديدة بدأت تكتسح سوق المخدرات شيئا فشيئا، ومن بينها الأقراص المهلوسة ذات التأثير القوي، التي استطاعت أن تغزو جل المؤسسات التعليمية بالمدينة، نظرا لانخفاض ثمنها الذي لا يتعدى بضعة دراهم للحبة الواحدة، وكذا سهولة الحصول عليها، فضلا عن إمكانية تعاطيها في أي ظروف وداخل مختلف الفضاءات الخاصة والعامة. وتفيد المعطيات التي حصلت عليها «الصباح»، أن هذا النوع من المخدرات، التي يطلق عليها اسم «القرقوبي» أصبحت لها شعبية كبيرة وسط شريحة واسعة من الشباب والمراهقين، وأضحت تهدد المجال التربوي والناشئة عموما، نظرا لتعدد أسواقها وطرق ترويجها التي تتم في الغالب من قبل بائعي المخدرات وعدد من بائعي السجائر بالتقسيط ولدى بعض الأكشاك والمحلات التجارية البسيطة... ومن بين هذه العقاقير المخدرة، التي تروج على نطاق واسع داخل المدينة، نجد أغلبها أدوية تستعمل في الأصل لمعالجة أمراض نفسية عصية، مثل «فاليوم» و»روش» و»لاروكسيل» و»تميستا» و»ريفوتريل» و»كاردينال» بصنفيه 5 و10 ميليغرامات، وكذا عقار يسمى «ريبلوم» وهو دواء لأمراض الصرع، بالإضافة إلى أنواع من المنشطات التي يستعملها الرياضيون، إذ يتم تهريب بعضها من دول مثل الجزائر وإيطاليا وفرنسا عن طريق مافيات تنشط في هذا النوع من المخدرات، أو يتم الحصول عليها بطرق غير شرعية من مستشفيات وصيدليات عبر تزوير الأوراق الطبية. من جهتها، أكدت مصادر أمنية بالمدينة، أن الأقراص المهلوسة أصبحت في السنوات الأخيرة تمثل عبئا ثقيلا على عاتق الأجهزة الأمنية بكل أصنافها وتخصصاتها، إذ أضحت تعتبر من بين أهم أسباب ارتفاع جرائم السرقة والاعتداء بالسلاح الأبيض والقتل والاغتصاب، مبرزة أن إقبال التلاميذ والمراهقين على تعاطي الأقراص المخدرة يكون سببا رئيسيا وراء انحرافهم وانضمامهم إلى عصابات إجرامية وشبكات مختصة في ترويج المخدرات.كما أكدت أن أزيد من 25 في المائة من المدمنين مراهقين وأطفال لا تتجاوز أعمارهم 15 سنة، مشددة على ضرورة تدخل جميع الأطراف، كل من موقعه، سواء الأجهزة الأمنية والآباء والجمعيات والأحزاب والمجالس المنتخبة، لاجتثاث وتجفيف منابع هذه الآفة التي تهدد مستقبل الناشئة، والضرب بقوة على يد المتسببين فيه.وكانت المصالح الأمنية بمدينة طنجة، اعتقلت منذ بداية السنة الجارية (2012) أزيد من مائة متورط في الاتجار وترويج هذه السموم الخطيرة، من بينهم امرأتان وقاصر، وذلك في 90 عملية متفرقة حجزت خلالها حوالي 1200 من الأقراص الطبية المهلوسة، وعملت على تقديم كل المتورطين إلى العدالة، التي أصدرت أحكاما مختلفة في حقهم.وتعتبر العملية التي تم خلالها حجز أزيد من ألف قرص طبي مهلوس، وتفكيك شبكة إجرامية تتكون من عناصر ذوي الحنكة والتجربة في ترويج هذه السموم الخطيرة، هي الأكبر من نوعها على مستوى جهة طنجة تطوان، إذ اعترف زعيم هذه العصابة (محمد.ع)، وهو أحد أكبر المزودين للسوق المحلية، أنه يجلب هذه الأقراص من وجدة، ويحضرها إلى طنجة على متن إحدى حافلات النقل العمومي، ويقوم بترويجها بعدد من أحياء ومدارس المدينة. المختار الرمشي (طنجة)

القرقوبي يغزو المؤسسات التعليمية بطنجة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

خيوط متشعبة لتجارة القرقوبي بالجهة الشرقية

الجانب الاستعلاماتي لتتبع مروجي القرقوبي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات