انتشار واسع لتجارة الأقراص المهلوسة بفاس

أغلب جرائم القتل لها ارتباط بتعاط القرقوبي ومروجون يغتنون على حساب صحة المدمنين نسبة مهمة من جرائم القتل التي شهدتها مدينة فاس في الآونة الأخيرة، علاقة وطيدة بتناول مواد مخدرة وأقراص مهلوسة، عادة ما تفقد مستهلكيها القدرة على تقدير عواقب ما يقدمون عليه من جرائم في لحظة غضب وهيجان قد تكون لسبب تافه يمكن تداركه إن كان الجانح في حالته الطبيعية. في حي وادي فاس وبقلب المدينة الجديدة، وقبلهما بحيي جنان الورد وبلخياط، سقط شباب ضحايا جلسات أو سوء تفاهم أحد طرفيه في حالة غير طبيعية، تحول في رمشة عين إلى ضحية أو جاني، تحت تأثير مواد طبية استعملت لغير غايتها النبيلة في معالجة المرضى النفسانيين. من نظرة وإطلالة على أهم شوارع مدينة فاس وأزقتها، يمكن معاينة شباب في حالة يرثى لها جراء استهلاك مواد مخدرة تحولهم إلى رقع شطرنج قابلة للاستثمار عند الحاجة والضرورة، أو الانفجار وارتكاب جرائم بشعة قد يندمون عليها بعد استفاقتهم من «غيبوبة» تعقب تناولهم تلك الأقراص. مثل هؤلاء الشباب المدمنين، لا يتوانون في ارتكاب أفعال جرمية في سبيل تدبير المال الكافي لشراء تلك المواد، بما في ذلك اعتراض سبيل المارة وسلبهم ما يملكون تحت التهديد بالسلاح الأبيض. وقد يرتكبون حماقات أكبر حجما وقيمة جنائية، قد تزج بهم بين أسوار السجن، لسنوات طوال. قد يتحجج مستهلكو مثل هذه المواد، بمبرر قدرتها على نقلهم إلى عوالم ولحظات لا يشعرون فيها بما يدور من حولهم، لكنها قد تحول حياتهم إلى جحيم من حيث لا يدرون، ليجدوا أنفسهم ضحايا سوق تتوخى الربح السريع على حساب صحة الآخرين، ولا قيمة للأخلاق، في حساباتها. مصالح الأمن بالمدينة لا تدخر جهدا لقطع وريد هذه التجارة، من خلال حملات تمشيطية تطيح برؤوس العشرات من ممتهنيها. والدليل إحالة عشرات الشباب الأسبوع الماضي، على ابتدائية المدينة، بتهم مختلفة بينها ترويج المخدرات والشيرا والكيف والطابة بما فيها القرقوبي والكوكايين. من آخر الشبكات المختصة المفككة الأسبوع الماضي، تلك المكونة من 4 عناصر أحدهم قريب حارس مرمى سابق لفريق المغرب الرياضي الفاسي لكرة القدم. المتهمون أحيلوا الخميس الماضي، على النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية، التي أجلت النظر في ملفهم الجنحي التلبسي رقم 2977/12.ويتعلق الأمر ب»خ. ف» شقيق حارس سابق للماص، يبلغ من العمر 40 سنة، المتحدر من فاس شأنه شأن زميله «ع. ن»، إضافة إلى «ع. ف. ع» و»ع. خ. ع» المتحدرين من منطقة الريصاني بإقليم الراشيدية، فيما قال مصدر أمني إن لبعضهم سوابق عدلية في مجال الاتجار في المخدرات. ووجهت للمتهمين الذين اعتقلوا الإثنين الماضي، تهم «استهلاك مخدر الكوكايين وتسهيل استعماله على الغير» و»الحيازة والاتجار في المخدرات القوية (الكوكايين) والأقراص الطبية المهلوسة وتسهيل استعمالها على الغير»، فيما أضيفت ل»ع. ف. ع» تهمة حيازة سلاح خانق بدون مبرر شرعي. وأوقف المتهمون الأربعة إثر خطة أمنية للإيقاع بهم بعد تداول معلومات حول نشاطهم المشبوه وتشكيلهم شبكة متخصصة في ترويج المخدرات الصلبة والأقراص المهلوسة، فيما قال مصدر أمني إن عملية ترصد وحراسة أمنية مشددة ضربت عليهم منذ بداية شهر رمضان الماضي. وأشار مصدر أمني إلى أن هذه الحراسة الأمنية المشددة شملت المناطق التي كان بعض المتهمين يرتادونها، ومجالات تدخلهم وترويجهم للمادتين المحظورتين، قبل أن يتم التدخل لإيقافهم متلبسين بحيازة كمية مهمة من المخدرين، واقتيادهم إلى ولاية الأمن للبحث معهم.المتهمون الذي أجلت المحكمة النظر في ملفهم المدرج في جلسة الجمعة، اعترفوا بالمنسوب إليهم وطريقة تزودهم بتلك المواد، في محضر قانوني قبل إحالتهم على النيابة العامة التي تابعتهم في حالة اعتقال، في انتظار كشف خيوط باقي أفراد الشبكة التي أغرقت فاس، بتلك المواد المحظورة. وتمكنت الشرطة إثر تفكيك هذه الشبكة، من حجز عدة علب للأقراص الطبية المهلوسة ونحو 26 جرعة من مخدر الكوكايين كانت معدة للترويج مقابل ما بين 600 و800 غرام للغرام الواحد، إضافة إلى مبلغ مالي قدر بأكثر من 5 ملايين سنتيم، و3 هواتف محمولة تستعمل للاتصال بالزبناء والمروجين.وتم حجز سلاح خانق لدى المتهم «ع. ف. ع»، فيما قالت بعض المصادر إن البحث مع المتهمين قد يكشف عن أسماء وازنة لها علاقة بتزويد الشبكة بالمادتين المحظورتين، أو استهلاكهما على غرار ما وقع قبل 3 سنوات، حين كشف المتهم «ع. ح» في اعترافاته، أسماء قال إنها زودته بالكوكايين. وتعتبر هذه الشبكة التي ينتظر أن تطيح برؤوس أخرى على علاقة بها، الأهم منذ تفكيك ما بات يعرف ب»شبكة زعيريطة» في 2009، التي جرت إلى العدالة أكثر من 33 شخصا، بعضهم أدين بمدد سجنية متفاوتة، فيما يزال ملف «نوفل شباط» ومن معه، رائجا أمام محكمة الاستئناف بمدينة فاس. مصالح الأمن فككت شبكات أخرى، لكن ظاهرة ترويج واستهلاك الأقراص المهلوسة التي يغتني منها بعض منعدمي الضمائر ممن يغلبون الربح السريع على حساب صحة الناس، ما زالت مستشرية بشكل يثير مخاوف فعاليات مدنية ربطت بينها وبين ارتكاب عدة جرائم وجنح عرفت طريقها إلى القضاء. حميد الأبيض (فاس)

انتشار واسع لتجارة الأقراص المهلوسة بفاس

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مراكش سادس مدينة من حيث انتشار القرقوبي

العلاج من الإدمان عملية متكاملة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات