أكاديمية “شيكاغو” … طريق الاحتراف

أول برنامج أمريكي رهن إشارة محبي كرة السلة بالمغرب وصل عدد المستفيدين من برامج مدرسة «شيكاغو» لكرة السلة ببوسكورة، ما يقارب 400، علما أنها دشنت قبل أيام فقط، في حفل شارك فيه البطل الأمريكي دامون ويليامز. وفي غياب مدارس احترافية لكرة السلة بالمغرب، ظهرت مدرسة «شيكاغو» التي أقيمت بتعاون مع نادي «شيكاغو بولز» الأمريكي الشهير، الذي يعتبر من أكبر نوادي كرة السلة في العالم. وتوفر المدرسة حصصا تدريبية أسبوعيا يمكن أن تصل إلى ثلاث مرات، إذ يتكلف بها مؤطرون خبراء في المجال، وسبق لهم المرور من برامج تكوينية على أيدي أطر أمريكية محترفة، ليتسنى لهم منح الأفضل للمستفيدين ورسم معالم أبطال المستقبل. افتتاح عالمي شهد حفل الافتتاح الذي أقيم بملاعب قرب بوسكورة، حضورا لافتا للبطل الأمريكي دامون ويليامز، الذي تقاسم مع المستفيدين لحظات رائعة، إلى جانب مديرة المؤسسة وفاء الكوري. وخصصت مدرسة «شيكاغو» ملعبا بجودة عالية لبدء المسار، على أن تنشئ ملاعب أخرى في المنطقة نفسها. ولم يخف المنظمون رغبتهم في توسيع الملاعب، إذ باتوا قريبين من إيجاد مقر خاص بدار بوعزة، من شأنه استيعاب المئات من المستفيدين في المستقبل القريب. ورغم أن المدرسة بدأت مسارها بالمغرب قبل أيام فقط، فإن عدد المستفيدين فاجأ المنظمين، إذ ارتفع إلى 120 بالبيضاء و250 بالرباط، علما أن مقر مدرسة الرباط أكبر وبإمكانه استيعاب أعداد أكثر. ووعد المنظمون في هذا الحفل بتوفير كل ظروف الممارسة السليمة والاحترافية لهواة كرة السلة، عن طريق برنامج واضح احترافي تحت سهر مسؤولي «شيكاغو بولز»، الذين عبروا عن سعادتهم بافتتاح أكاديمية تابعة للنادي بالمغرب، وهو ما من شأنه أن يفتح المجال لدول أخرى لتبني الفكرة. دعوات من تونس ولبنان بمجرد افتتاح أكاديمية «شيكاغو» بالبيضاء، توصل المنظمون والساهرون على هذا المشروع، باتصالات من لبنان وتونس ودول أخرى، يرغب مستثمرون هناك في سلك الطريق نفسها، من أجل توسيع قاعدة الممارسين لديها. وتعرف كرة السلة إقبالا أكبر بلبنان مثلا، إذ يرتفع عدد الممارسين إلى عشرات الآلاف، وتعتبر من الرياضات الأكثر شعبية في البلاد. وعبر الساهرون على أكاديمية «شيكاغو» بالبيضاء، عن تقبلهم للفكرة، واستعدادهم لمساعدة نظرائهم بدول أخرى من أجل تعزيز التعاون، وتبادل الخبرات والرحلات، لمنح فرصة للمستفيدين لاكتساب تجارب أكبر محليا ودوليا. دبلومات موازية من بين البرامج التي توفرها الأكاديمية، فسح المجال لمن يرغب في التوقف عن لعب كرة السلة في سن ما، من أجل دراسة «التسيير الرياضي» بنظام أمريكي محض، يعتمد علـى دروس وبرامــج تقنيــة متنوعة. وتتوفر حسب المنظمين أكاديمية «شيكاغو» على 12 برنامجا في هذا الصدد، إذ باتت أكاديمية البيضاء مستعدة لتقديمها بتعاون مع الأمريكيين، إذ يمكن تسهيل المهمة لمن يرغب في الذهاب بعيدا في هذا المجال للسفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية لإتمام الدراسة. وتولي أكاديمية «شيكاغو» أهمية كبرى للجانب المعرفي، إذ تبنت أيضا برامج أمريكية محترفة. وجاءت فكرة هذا البرنامج من أجل جلب عدد أكبر من المهتمين في أمريكا، خاصة أن 2 في المائة فقط من الممارسين هم من يتمكنون من الوصول إلى أعلى مستوى احترافي، فيما يتوقف البعض الآخر عن المزاولة، أو يحافظ على مكانته في الهواة، ولهذا أتت فكرة إنتاج برنامج معرفي جديد، يمكن محبي هذه اللعبة من ولوج ميدان التسيير. توسيع قاعدة الممارسين أبرز مسؤولو الأكاديمية في زيارة ل»الصباح»، أن الرفع من عدد الممارسين في المغرب لهذه الرياضة تحد كبير جدا، خاصة أن الأغلبية تمارس كرة القدم، لأنها الرياضة الأكثر شعبية بالمملكة، فيما يمكن إيجاد أكاديميات كثيرة. وتسعى أكاديمية «شيكاغو» إلى ملء الفراغ الموجود وطنيا بحكم قلة الأندية والأكاديميات في كرة السلة، بوضع برامج ذات جودة عالية وأهداف واضحة، ليتسنى للممارسين الوصول أبعد ما يمكن في مسيرتهم الرياضية. ويوجد في المغرب ما يقارب 6000 ممارس، وهو عدد قليل مقارنة برياضات أخرى. ومع إنشاء ملاعب إضافية ومراكز تكوين أخرى في الفترة المقبلة، فإن أكاديمية «شيكاغو» تسعى لجلب عدد أكبر من محبي كرة السلة، لتصبح المدرسة الأكثر عددا من المستفيدين. "باسكيت" ترفيهي من أجل الرفع من عدد الممارسين، فإن أكاديمية «شيكاغو» فضلت إقحام «باسكيت» ترفيهي لأول مرة في المغرب، بغية جلب محبي هذه الرياضة والذين يعتبرونها هواية يمارسونها في كل مرة، دون البحث عن العالمية. ومن خلال هذه الفئة فإن الأكاديمية تملك برنامجا خاصا بها، يعمل به في المغرب لأول مرة، يمنح الفرصة للاعبين شباب وصغار لممارسة هذه الرياضة في جو متميز، مع مرافقة أطر عليا مكونة بأفضل طريقة. ويعمل نادي «شيكاغو» بهذا النظام منذ سنوات، شأنه شأن الفرق الكبرى عالميا، إذ بات اليوم مستعدا لتقاسم خبرته مع ممارسين في دول أخرى من بينــها المغرب. وبخصوص هذه الفئة، فيمكن أن يستفيد منها أطفال من 7 سنوات أو أقل من ذلك، لبناء شخصية رياضية لدى الأطفال، يمكن أن تتحول إلى شغف وطموح في المستقبل. الانخراط في العصبة لم يضيع مسؤولو الأكاديمية الوقت بعد تشييدها، إذ انخرطوا في العصبة، في انتظار حل مشاكل جامعة السلة من أجل الولوج إلى البطولة، وفسح المجال أمام المستفيدين للاحتكاك مع فرق أخرى. ويطمح المنظمون إلى مقارعة فرق وطنية مستقبلا في بطولات محلية، لتأكيد تفوق البرنامج الرياضي الذي وضعوه رهن إشارة المستفيدين، كما سيكون لمن أظهر تطورا كبيرا فرصة اكتشاف عالم كرة السلة الأمريكية، بالقيام بزيارات ميدانية لملاعب الولايات المتحدة الأمريكية وحضور تداريب «شيكاغو بولز» ومباريات الفريق الرسمية، والاستفادة من نجاح هذا الفريق العالمي. بالمقابل، ستستضيف الأكاديمية لاعبين من فرق أمريكية بالمغرب، من أجل الوقوف على مستوى التدريب بأكاديمية «شيكاغو»، والاحتكاك مع الممارسين بالمملكة. تكوين بأمريكا توفر الأكاديمية لأطرها فرصة ذهبية من أجل الاستفادة من برامج تكوينية وتأطيرية أمريكية عبر «الويب»، ثم حضور دورات تكوينية على أعلى مستوى بالولايات الأمريكية المتحدة. وتوفر الأكاديمية أيضا، برنامجا خاصا على الأنترنت، بتعاون مع «شيكاغو بولز»، يخول للمؤطرين اكتساب مهارات جديدة في التدريب والأخذ علما بمستجدات الميدان تقنيا ورياضيا، ومتابعة حصص تدريبية مباشرة. وتعتبر هذه الطريقة الأكثر تطورا في مدارس كرة السلة العالمية، بمنح أهمية أكبر لتكوين الأطر التي يعتمد عليها لتكوين لاعبين عالميين مستقبلا. بادرة إنسانية إلى جانب البرنامج الرياضي الاحترافي، فإن مسؤولي الأكاديمية، لم ينسوا الجانب الإنساني، إذ اتفقوا مع السلطات على اختيار 50 طفلا لا تتجاوز أعمارهم 12 سنة، من أجل الاستفادة من برامج الأكاديمية بالمجان، وبمتابعة تقنية دقيقة. وسيتم اختيار الأطفال من خلال مسح ستقوم به السلطات بتعاون مع تقنيي الأكاديمية، على أن يلجوا في ما بعد ملاعب التكوين رفقة المستفيدين الآخرين. ويسعى مسؤولو الأكاديمية من خلال هذه البادرة، إلى مساعدة هواة هذه الرياضة من الفئات الاجتماعية المحتاجة، لممارستها بطريقة احترافية ومنحها فرصة إبراز إمكانياتها، خاصة أن أغلبهم يحتاج فقط لدفعة معنوية ومادية. إعداد: العقيد درغام - تصوير: (عبد اللطيف مفيق)

أكاديمية “شيكاغو” … طريق الاحتراف

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الجمهور يحاصر خاليلوزيتش بسبب حمد الله

الكروج في أزمة جديدة مع أحيزون

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات