الماء والكهرباء والصحة تثير غضب سكان بتاونات

أججت الخدمات الصحية والانقطاعات المتكررة للماء وضعف التيار الكهربائي، غضب سكان مركز تافرانت بدائرة غفساي، الذين راسلوا مختلف الجهات المعنية، مطالبين بالتدخل العاجل للنظر بعين الرحمة والشفقة إلى أوضاعهم الاجتماعية والصحية، ملوحين بالدخول في أشكال احتجاجية تصعيدية.ووقع أكثر من 80 منهم، عرائض مطلبية واحتجاجية على تلك الأوضاع المزرية والمأساوية، وبعثوا نسخا منها إلى السلطات الإقليمية وجهات أخرى، مستنكرين الضعف الذي يعرفه التيار الكهربائي، ما يؤدي إلى إتلاف عدد من الأجهزة المنزلية أو عدم اشتغالها، متحدثين عن ضعف الإنارة. وأوضح سكان جماعة تافرانت التي وصفوها في عرائضهم المختلفة ب»المهمشة» و»المقصية»، أن الانقطاعات المتكررة للماء الصالح للشرب، زادت معاناتهم في فصل الصيف الذي يعرف ارتفاعا في درجة الحرارة، ملتمسين التدخل لإيجاد حل لمشاكلهم. وتحدثوا عن «الغياب التام للطبيب الرئيسي بمستشفى مركز تافرانت، وانعدام خدمة المداومة الصحية خلال الليل وأيام السبت والأحد، وانعدام سيارة الإسعاف بهذا المركز الصحي، متمنين أن يلتفت المسؤولين إلى ما يعانيه مرضى الجماعة من عناء للعلاج بالتنقل إلى مناطق مجاورة. واستنكروا صمت المسؤولين عن هذا الوضع المقلق الذي يعرفه مركز جماعة تافرانت، الناتج عن «ندرة الماء الصالح للشرب وضعف التياب الكهربائي وانعدام طبيب بالمركز الصحي»، مؤكدين عزمهم على تصعيد مطالبهم لضمان تمكينهم من حقوقهم. وطالب فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بغفساي، بالاستجابة الفورية لمطالب السكان، محملا المسؤولين تبعات اضطرابات واحتجاجات قد تشهدها المنطقة، جراء استفحال هذه المشاكل التي تؤرق السكان دون أي التفاتة حقيقية أو مبادرة لمعالجتها وإيجاد حلول ناجعة لها.وقال محمد أولاد عياد، رئيس الفرع، إن التحريات التي باشرها أكدت هذه الحقائق الصادمة، مستغربا ندرة الماء الشروب بالمركز، رغم وجوده على مرمى حجر من سد الوحدة، ثاني أكبر سد بالقارة السمراء، متحدثا عن استغلال غير قانوني للكهرباء من قبل مزارعي القنب الهندي. وأوضح بيان للفرع أن هؤلاء المزارعين يستعملون المضخات المائية بالربط المباشر من الأعمدة الكهربائية، ما يتسبب في عدم استقرار قوة التيار الكهربائي والانقطاعات المتكررة والمفاجئة التي تتلف الأدوات الكهربائية، أمام «الصمت المريب» للمشرفين على المكتب الوطني للكهرباء.وأبرز أن مندوبية الصحة، مطالبة بتوفير الأطر الطبية بالمركز الصحي بتافرانت، الذي يقدم خدماته لأكثر من 13622 نسمة ولا يتوفر إلا على ممرضين فقط وطبيب واحد غير مقيم يزور المركز، 3 مرات في الأسبوع، متحدثا عن انعدام سيارة إسعاف لنقل المرضى. وأكد أن معاناة النساء الحوامل تزداد في ظل هذا الوضع وانعدام الموارد البشرية الكفيلة بتغطية الحاجيات الأساسية في مجال الصحة، مطالبا الجهات المسؤولة بالتدخل العاجل لمعالجة تلك الأوضاع، مؤكدا مراسلته لعامل الإقليم ووزير الصحة والنائب الإقليمي للصحة ومديري مكتبي الكهرباء والماء.إلى ذلك استغرب سكان دواوير البطيمة وواد السواحل والصفيحة بالملحقة الإدارية الأولى لمدينة تاونات، عدم استفادة منازلهم بالربط بالتيار الكهربائي، واستمرار معاناتهم مع الظلام، رغم وجود اتفاقية بين الشركاء الممولين لهذا المشروع. وأوضحوا أن تلك الاتفاقية وقعت قبل 4 سنوات من قبل والي جهة تازة الحسيمة تاونات ورئيسها ورئيس المجلس الإقليمي بتاونات وعامل الإقليم والمدير العام للمكتب الوطني للكهرباء، لكنها لم تفعل إلى الآن و"بقيت حبرا على ورق"، لأسباب مجهولة وغامضة، تمنوا تداركها لاحقا. وسبق للسكان أن عقدوا بعد مراسلتهم الجهات المعنية وتنظيمهم عدة احتجاجات، عدة لقاءات في الموضوع مع مسؤولي المكتب الوطني للكهرباء والكاتب العام السابق والحالي للعمالة، لم تفض إلى ترجمة طموحاتهم على أرض الواقع، وحل هذا المشكل الذي يؤرقهم منذ عدة سنوات. وكان أعضاء المجلس البلدي المحلي أجمعوا خلال دورة فبراير العادية، على وقف كل الأشغال بمشروع تزويد منازل دوار واد أبحار بالكهرباء، إلى حين إيجاد حل للقضية عبر استفادة كل الدواوير من المادة، فيما يستغرب بعض السكان، ربط منزلين بالتيار الكهربائي دون احترام قرار البلدية. ويتخوف السكان من أن يتحول الأمر إلى ورقة انتخابية يتلاعب فيها، المرشحون المحتملون، بطموحهم في القطيعة مع الظلام، في زمن ربطت فيه غالبية دواوير الإقليم بالكهرباء، فيما تبقى نظيرتها القريبة من المدار الحضري لتاونات، محرومة من هذه النعمة التي يتمنون "ألا تتحول إلى "نقمة". حميد الأبيض (فاس)

الماء والكهرباء والصحة تثير غضب سكان بتاونات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

طلبة كلية الطب بمراكش يحتجون

نشطاء مغاربة يعتصمون فوق جزيرة ليلى

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات