ضربات “تحت الحزام” بين دفاع مولاي هشام وخيرات

الأمير منع من الجلوس في مكان المحامين ونفى وجود مساع حبية لطي الملف اعترض دفاع عبد الهادي خيرات، أمس (الاثنين)، بالمحكمة الابتدائية الزجرية بالبيضاء، على جلوس الأمير مولاي هشام في المكان المخصص للمحامين، ليضطر إلى النهوض بأمر من المحكمة والجلوس وسط العموم لمتابعة أطوار القضية التي رفعها ضد خيرات بعد صدور مقال صحافي يتحدث فيه القيادي الاتحادي عن استفادة الأمير من أربعة ملايير من أموال «سياش» دون ضمانات.وتجاوزت مرافعات كل من عبد الكبير طبيح محامي عبد الهادي خيرات وعبد الرحيم برادة، دفاع الأمير مولاي هشام، الذي تقدم بشكاية ضد خيرات، تتعلق بالسب والقذف العلني، حدود اللباقة والأعراف والتقاليد المهنية، وتبادل المحاميان، أمام المحكمة، ضربات «تحت الحزام»، بعد أن أشار كل واحد منهما إلى جهل الثاني بأبسط أبجديات القانون وغياب الأدب واللباقة في تدخله.وتابع مولاي هشام ما جرى من مكانه وسط العموم بعد أن استجاب لطلب المحكمة التي أمرته بإخلاء مكان المحامين، وبين الفينة والأخرى كان يربت على كتف دفاعه محاولا تهدئته بعد أن تبين له أنه غضب من كلام دفاع خيرات.وكانت بداية الملاسنات من المحامي عبد الكبير طبيح الذي استغرب قيام المحامي برادة أو «الأستاذ برادة»، كما كان يدعوه بين الفينة والأخرى، «ببعض الإجراءات التي لا يمكن لمبتدئ في المهنة أن يقوم بها»، من قبيل جعل مكتبه محل مخابرة لدى الأمير مولاي هشام، وعدم توقيع الشكاية المباشرة بمعية الأمير، وكذا جعل النيابة العامة محل تبليغ بدل مكتبه.وأضاف طبيح أنه استغرب من اعتراض برادة على منح الدفاع مهلة لإعداد الملف، واصفا الأمر بأنه «سابقة خطيرة في تاريخ المهنة، وأكبر الكبائر»، كما استغرب من إصرار برادة على أن الملف جاهز وأمره للمحكمة بأن تعتبر الملف جاهزا، مضيفا أن «زمن الأوامر قد انتهى وأن القانون سيأخذ مجراه ولن يفعل برادة ما يريد في هذا الملف». وهدد طبيح بالانسحاب من القاعة إذا ما لم تستجب المحكمة إلى ملتمسه الرامي إلى التأخير من أجل إعداد الدفاع. وقال برادة إنه يترفع عن الرد على الكلام الذي سمعه، على اعتبار أنه لن يساهم في إضاعة وقت المحكمة والمتقاضين الآخرين، غير أن استفزاز طبيح له دفعه إلى الرد بشكل مطول على كل نقطة وردت في تدخل دفاع خيرات، إذ اعتبر أن كلام طبيح عن عدم توقيعه الشكاية فيه «جهل بالقانون»، مضيفا أن العديد من الشكايات التي تقدم في المسائل الجنائية، يجب ألا يوقعها المحامي، لأنه، حسب برادة، يمكن أن تتضمن سبا وشتما أو تكون وشاية كاذبة، وإذا ما وقعها المحامي سيسأل عنها أمام المحكمة، وهي النقطة التي استغلها طبيح للرد على برادة، إذ أكد أن «المحامي مثل الربان يجب أن يكون آخر من يغادر، وأنه ملزم بتوقيع الشكايات في الجنح، والأكثر من هذا يجب ألا يترك موكله يقوم بشيء قد يجر عليه المتابعة»، ووصف طبيح كلام برادة كمن يرمي بموكله في الزوبيا»، معتبرا أن ذلك ليس من أخلاق المحامي الذي يجب، حسب طبيح، أن «يناضل مع موكله وأن يغرق معه إذا استدعى الأمر ذلك». اعتبر برادة أن ما سمعه من دفاع خيرات هو انقلاب على القانون، وأكد أنه لن يقدم دروسا جديدة، وأنه مل من تقديم الدروس طيلة خمسين سنة الماضية، وجدد التعبير عن أسفه لما سمعه، معتبرا أن ذلك يظهر «قلة لباقة وأدب» أو «الصواب» كما يسميه المغاربة بالدارجة، على اعتبار أنه لم يسمع طيلة مساره المهني، الذي بلغ نصف قرن، كلاما مثل الذي قاله دفاع خيرات.وتدخل رئيس الهيأة، بعد أن تبين له أن هذا السجال لن ينتهي، ومنح الكلمة لممثل النيابة العامة عبد العزيز البعلي الذي اعتبر أن ملتمس دفاع خيرات الرامي إلى مهلة من اجل إعداد الدفاع هو حق مشروع ويعتبر من مرتكزات المحاكمة العادلة، طالبا من هيأة المحكمة أن تستجيب له، وتمنحه الوقت الكافي لذلك، وهو ما استجابت له المحكمة التي قررت تأجيل النظر في القضية إلى جلسة فاتح أكتوبر المقبل، تحت طائلة اعتبار القضية جاهزة على الحالة، فيما أرجأت البت في باقي الملتمسات. واستأذن مولاي هشام من هيأة المحكمة مخبرا إياها أن لديه التزامات عائلية وعملية خلال الأيام المقبلة، وانه لن يتمكن من حضور الجلسة المقبلة، فلم تمانع هيأة المحكمة وأخبرته أن حضوره اختياري، خاصة أنه طرف مشتك وليس مشتكى به. ونفى خيرات، أمام هيأة المحكمة، تقديمه أي تصريحات صحافية تخص الأمير مولاي هشام، أو اتهامه بالاستفادة من أموال القرض العقاري والسياحي دون التوفر على ضمانات، كما طلب من هيأة المحكمة تسجيل تصريحه. وكشف الأمير مولاي هشام في تصريح صحفي، بعد الجلسة الخاصة بمحاكمة القيادي الاتحادي عبد الهادي خيرات على خلفية ما اعتبره الأمير قذفا وسبا بعد نشر مقال يتحدث عن استفادة الأمير من أربعة ملايير سنتيم من القرض العقاري والسياحي دون التوفر على ضمانات ودون إرجاعها، أن «على خيرات إثبات صحة ما ادعاه من اتهامات من خلال تقديم حجج دامغة».ونفى الأمير، الذي حرص على الحضور إلى المحكمة احتراما للقضاء، أن تكون هناك أي مساع حبية من قبله من أجل طي الملف، معتبرا أنه «لا توجد أية أطراف ثالثة تبحث عن حل ودي لهذه الحالة الناتجة عن سلوك لا مسؤول « . وأكد عبد الرحيم برادة، دفاع الأمير مولاي هشام، من جهته أن «حزب الاتحاد الاشتراكي بريء من الاتهامات التي وجهها خيرات للأمير مولاي هشام»، لكن هذا يضيف برادة، «لا يمنع من الحديث عن مسؤوليته السياسية باعتبار خيرات قياديا به ونائب باسمه».وشدد برادة على أن القضية بسيطة لا تتعدى قذفا وسبا في حق مواطن، ما دفعه إلى اللجوء إلى القضاء من أجل رد الاعتبار، كما أن المطالب لا تتعدى درهما رمزيا ونشر الحكم في خمس جرائد من ضمنها «الصباح». الصديق بوكزول

ضربات “تحت الحزام” بين دفاع مولاي هشام وخيرات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بركة: لا زيادة في أجور الموظفين

استقالة جماعية لسلة المولودية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات