أمميون يعاينون أثار تعذيب ضحايا بمخافر الشرطة

المقرر الأممي سأل عن الكوميسريات ومعتقلات سرية ووعد بزيارات سلفيين أكدوا أنهم "اغتصبوا" عاين فريق طبي مرافق للمقرر الأممي حول التعذيب خوان مانديز، مساء أول أمس (السبت) بالرباط، أثار «تعذيب» على ضحايا من السلفيين وطلبة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب ومناضلي حركة 20 فبراير. وقالت مصادر مطلعة إن المبعوث الأممي استمع إلى مجموعة من السلفيين والطلبة ومناضلي حركة 20 فبراير، وكذلك عائلات ملف «بليرج» و»أركانة»، وآخرين أكدوا أنهم ضحايا تعذيب. وطالب مانديز من فريقه الطبي معاينة هذه الحالات وتسجيل ملاحظاتهم، كما طرح مجموعة من الأسئلة التدقيقية على «الضحايا» حول طرق التعذيب والأماكن التي تعرضوا فيها لذلك.واستمع المقرر في اللقاء نفسه إلى ممثلي جمعيات حقوقية وسياسية، عبرت عن انشغالاتها بموضوع التعذيب، وركزت على أن تصريحات المسؤولين وخطاباتهم في هذا الملف تتناقض مع مبدأ التفعيل، ومنهم اللجنة المغربية لمناهضة التعذيب، إذ أكد عبد الإله بنعبد السلام، نائب رئيسة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، في اتصال هاتفي أجرته معه «الصباح»، أن أعضاء اللجنة عبروا عن انشغالاتهم الكبيرة بموضوع التعذيب، «وأكدنا أن أكبر مشكل على السلطات العمومية الانتباه إليه، هو الفرق بين الواقع الفعلي والتصريحات الرسمية، إذ رغم أن المغرب صادق على البروتوكول المتعلق بمناهضة التعذيب، وعدة اتفاقيات أخرى، كما أنه ركز على ذلك في باب الحريات والحقوق في الدستور الجديد، إلا أن النقص يكمن في التطبيق وتفعيل هذه الاتفاقيات، وكذا توصيات هيأة الإنصاف والمصالحة».وقال بنعبد السلام إن المقرر الأممي طالب اللجنة بمده بكل الوثائق والمعلومات التي تهم هذا الملف، خاصة ما يتعلق بالإفلات من العقاب، «شددنا على أن أهم مشكل مرتبط بالتعذيب هو الإفلات من العقاب، والتي اعتبرنا أنها ظاهرة ملازمة للنظام السياسي المغربي، إذ رغم أن هناك ملفات تعرض على القضاء، إلا أنها تبقى قليلة، وسجلنا أن عدة مسؤولين مقربين من الأجهزة العسكرية والأمنية بعيدون عن العقاب». من جهتها أوردت مصادر من اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين، أن الأخيرة مدت المقرر بعشر شهادات مكتوبة عن التعذيب، وطالبت المبعوث الأممي بزيارة معتقل تمارة السري، مضيفة أن مانديز ركز أسئلته على مواقع المعتقلات السرية ومخافر الشرطة التي يمكن أن يكون مورس فيها التعذيب، كما سأل عن أنواع التعذيب التي تعرض له المشتكون.وقالت المصادر ذاتها إن المقرر أبلغ اللجنة أنه سيزور خمسة سلفيين هم عبد الله المنفعة ويوسف خودري وعبد الصمد المسيمي وعادل الفرداوي، أكدوا أربعتهم أنهم ضحايا «اغتصاب» و«هتك عرض» في غشت 2011 بسجن تولال 2، وآخر تعرض إلى الممارسة نفسها، حسب اللجنة في غشت الماضي.ومدت اللجنة مانديز بتقارير مترجمة وصور سلفيين تظهر آثار تعذيب على أجسامهم. وطالب المبعوث الأممي أعضاء اللجنة، الذين قضوا معه ساعة زمن، بمراسلته عبر عنوان مدهم به، وبعث أسماء وملفات كل حالات التعذيب الأخرى، سواء تعلق الأمر بالسلفيين أو بضحايا آخرين تعرضوا للتعذيب في مخافر شرطة أو في الشارع العام من طرف أمنيين. وأوردت مصادر أخرى أن المبعوث الأممي زار مركزا للتكوين تابعا إلى مندوبية السجون، ومن المنتظر أن يحل بمجموعة من السجون ويستمع إلى بعض النزلاء، كما ينتظر أن يزور مخافر الشرطة التي ذكرها الحقوقيون، كما يتوقع أن يكون استقبل، مساء أمس (الأحد)، حقوقيين تابعين إلى الرابطة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان.ويجدر بالذكر أن الأرجنتيني خوان مانديز، مقرر اللجنة الأممية حول التعذيب هو أحد الناجين السابقين من التعذيب، إذ تعرض مانديز للاعتقال والتعذيب على يد الدكتاتورية العسكرية في الأرجنيتين، وطرد من بلاده سنة 1977، وعين قبل حوالي سنتين من مجلس حقوق الإنسان في جنيف مقررا خاصا، مكلفا بالرصد والتبليغ عن استخدام التعذيب وغيره من ضروب المعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة. ض. ز

أمميون يعاينون أثار تعذيب ضحايا بمخافر الشرطة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

اعتقال جزار الحمير بتيزنيت

تفاصيل اختطاف طفل "زوهري" بالقنيطرة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات