أسر بتازة تستنجد بالمقررات القديمة لتقليص المصاريف

تزامن المناسبات والمواسم والأعياد شكل ضغطا ماليا ونفسيا على الآباء المعوزين يطل الدخول المدرسي بمصاريف جديدة تتمثل في اقتناء الأسر لملابس جديدة لأبنائها المتمدرسين، وحقائب تتلاءم مع مستواهم الدراسي ولوازمها من مقلمة، دفاتر، أقلام، ملفات، كتب مدرسية، وأداء رسوم التسجيل وإعادة التسجيل والتي حددت الوزارة بين 3 و8 شتنبر الجاري مع إمكانية الاستمرار في العملية إلى حدود نهاية نونبر استثناءا خاص بهذه السنة، وعيا منها بتزامن المناسبات سالفة الذكر والدخول المدرسي. وشكل تزامن المناسبات والمواسم والأعياد ضغطا ماليا ونفسيا على الأسر المعوزة وذات الدخل المحدود، والتجأ بعضها للاكتواء بنار القروض وفوائدها لتأمين دخول مدرسي في ظروف شبه عادية لأبنائها، ومنها من لجأ لاقتناء الكتب المستعملة، وأخرى استبدال القديمة التي تتوفر عليها بأخرى تتلاءم ومستوى المستفيد منها.وفي حديث لـ"الصباح" مع أحد بائعي الكتب المستعملة أفاد المدعو (و.ل) أنه يتعاطى، مع بداية كل موسم دراسي، للتجارة في الكتب المستعملة منذ 1997، وفصل الحديث عن مرحلتين:كانت المرحلة الأولى التي تعتمد على البرامج القديمة، تتطلب رأسمال ضئيلا لتوفير جميع الكتب المستعملة بالنسبة إلى جميع المستويات والأسلاك، وكان العرض يفوق الطلب الشيء الذي ساهم في تقليص التكاليف المادية التي تتكبدها الأسر لتوفير المستلزمات الدراسية لأبنائها، وكان هامش الربح الذي يحقق المتعاطون للتجارة في الكتب المستعملة ضعيفا.وتتميز المرحلة الثانية في نظر المتحدث للصباح، بغلاء الكتب المدرسية المقررة في الأسلاك التعليمية، واختلافها من دائرة إلى أخرى، الشيء الذي جعل بعضها غير صالح للترويج في بعض المناطق لأن عملية اعتماد الكتب تخضع لتنظيم تحدده مذكرات وزارية ونيابية تراعي تكافؤ الفرص بين المؤلفين والناشرين. وهو تنظيم يساهم في غلاء الكتب المعروضة والتي حددها المتحدث إليها بين 13 و94 درهما.واستطرد (و.ل) الحاصل على الباكلوريا والذي يمتهن مجموعة من الحرف الموسمية من بينها خياطة الأفرشة خلال الفترة المتراوحة بين نونبر وغشت من كل سنة وترويج الكتب المستعملة خلال شتنبر وأكتوبر، لتأمين لقمة عيش، (استطرد قائلا) إن ثمن الكتاب القديم يقل عن قيمة الجديد بحوالي 10 إلى 15 درهما بالنسبة إلى التعليم الثانوي إعدادي أو تأهيلي، وبدرهمين إلى 5 دراهم بالنسبة إلى التعليم الابتدائي. وتطرق المصدر نفسه إلى الصعوبات التي تعترض تجارته والمتمثلة في تغيير المقررات باستمرار ومن منطقة لأخرى، ووصف مبادرة توزيع «مليون محفظة" بمبادرة نبيلة خففت العبء على الأسر المعوزة، رغم أنها خفضت هامش أرباحه التي تتراوح بين 6 و8 ألاف درهم يقتسمها مع شريكه.ووصف رجل تعليم تحدث لـ"الصباح"، أثناء اقتنائه كتبا ولوازم مدرسية، الدخول المدرسي لهذه السنة بفزاعة الأسر، والحقيبة المدرسية بالثقيلة التي يغلب عليها الطابع التجاري الصرف. وطالب الوزارة بالعمل على مراجعة مكوناتها وتخفيف حجمها حماية لصحة حامليها من أبنائنا الذين لا يقوون على حمل وزرها الذي يتعدى طاقتهم، ما يضطر معه الآباء إلى مساعدة أبنائهم في حملها من المنازل إلى أبواب المؤسسات التعليمية ذهابا وإيابا. وأجرت الصباح حديثا في الموضوع مع مدير إلى مؤسسة تعليمية ابتدائية، فوصف مبادرة توزيع مليون محفظة بأنها عمل تضامني اجتماعي إيجابي استطاع توفير جل الكتب المقررة للتعليم الابتدائي بالوسطين الحضري والقروي، والمحفظات بالنسبة إلى المستويين الأول والثالث بالبادية والأول بالوسط الحضري. وخلاصة القول إن الدخول المدرسي لهذه السنة يشكل حربا على جيوب الأسر المغربية بصفة عامة وذات الدخل المحدود تحديدا، فحرب المصاريف لم تهدأ نيرانها، والراتب الوحيد الذي تعتمد عليه جل الأسر في تأمين لقمة عيشها لم يعد يتحمل ضغط النفقات، ما جعل الغلبة يستنجدون بالسلف والاقتراض التي زاد من حدة الأزمة المالية لعائلات قد تستمر معاناتها إلى عيد الأضحى. عبد السلام بلعرج (تازة)

أسر بتازة تستنجد بالمقررات القديمة لتقليص المصاريف

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تطوان تستقبل الموسم الدراسي بـ11 مؤسسة جديدة

المــوســم الـدراســي ينطلق ساخنا

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات