الموارد البشرية والبنيات التحتية موزعة بشكل غير متوازن

عمر بطاس أستاذ الطب النفسي دعا إلى وضع سياسة قطاعية خاصة بالأمراض النفسية كشف الطبيب النفساني والأستاذ الجامعي بكلية الطب بالدار البيضاء، عمر بطاس، أن المؤسسات الاستشفائية المخصصة لاستقبال المرضى النفسانيين؛ وأيضا الأطر والأخصائيين المشتغلين في هذا المجال، تعرف توزيعا غير متوازن بين مختلف مدن المملكة، موضحا في هذا السياق أن هناك مدنا بُنيت بها مراكز استشفائية لكنها بقيت مغلقة، بينما مدن أخرى لا تتوفر بتاتا على أي مصلحة خاصة باستقبال المرضى النفسانيين. كما دعا بطاس إلى وضع سياسة قطاعية خاصة بالأمراض النفسية، كما دعا إلى مراجعة أسعار أدوية هذا النوع من الأمراض التي أكد أنها مرتفعة بشكل كبير... تفاصيل أكثر في الحوار التالي: كيف هو التوزيع الجغرافي للمراكز الصحية المختصة في الأمراض النفسية والعقلية بالمغرب؟ هناك ما يناهز 27 مؤسسة استشفائية وأكثر من 170 طبيبا مختصا في الأمراض النفسية بالقطاع العام و131 طبيبا نفسانيا في القطاع الخاص، أما بالنسبة إلى الطاقة الاستيعابية فإن هناك أزيد من 1500 سرير عبر التراب الوطني، وتقريبا نصف الأطباء النفسانيين، في القطاعين، يتركزون في محور الدار البيضاء الرباط، وهذا ما يمثل تزويعا جغرافيا غير متوازن. أما المؤسسات الاستشفائية فالكثير منها يتركز ما بين سلا والدار البيضاء، أما مدن مثل آسفي وبني ملال وطنجة وتطوان فإنها تتوفر على مصلحة واحدة، أما في وجدة فقد تم تشييد مستشفى للأمراض النفسية والعقلية لكنه مازال مغلقا، وهناك مدن ليس بها مصالح للطب النفسي بالمرة مثل سيدي قاسم، أما مدن أخرى فإنها تعيش مفارقات صارخة مثل تيزنيت التي توجد بها مصلحة نفسانية شيدت منذ حوالي عامين لكنها مغلقة، وواحدة بالعروي نواحي الناظور وبدورها مغلقة، ومصلحة بمستشفى محمد الخامس بالحي المحمدي وبدروها مغلقة منذ حوالي عام، وبالتالي فمن ناحية البنيات نلاحظ أن هناك نقصا في عدد الأسرة والبنيات التحتية والموارد البشرية؛ سواء الأطباء أو الممرضين أو الأطباء المختصين، ناهيك عن أن أغلبية المستشفيات ليس بها أخصائيون نفسانيون ومرشدون اجتماعيون. وما هي أسباب هذا النقص في البنيات التحتية والأطر البشرية؟يمكن إرجاع هذا الأمر إلى تراكمات السنوات الماضية، لم يكن الطب النفسي يحظى بأي أولولية من لدن السلطات العمومية المختصة، وبالتالي تراكمت هذه الاختلالات على مدى السنوات، وعندما صار يتشكل وعي واهتمام بالصحة النفسية وأهميتها وأجريت لذلك دراسات ميديانية اتضح من خلالها أننا لا نستطيع أن نلبي الحد من حاجيات المواطنين في ما يتعلق بالصحة النفسية. الآن بدأ المسؤولون، من خلال الاجتماعات التي عُقدت أخيرا، يستشعرون أن هناك نقصا مهولا وأبدوا اهتماما بتداركه، وأعتقد أن هذا أمر يتطلب بعض الوقت. هل ناقشتم مع هؤلاء المسؤولين الإجراءات الكفيلة بتدارك هذا النقص؟لقد طُرحت مسألة وضع سياسة خاصة بالقطاع الصحي النفسي، وأن تكون سياسة واضحة تُرصد لها ميزانية كافية. والوزارة حاليا تفكر في الالتفات إلى هذا الأمر، وقد سمعنا أن وزير الصحة، وخلال تقديم حصيلة ستة أشهر من توليه حقيبة قطاع الصحة أمام البرلمان، أكد أن قطاع الصحة النفسانية أصبح من الأولويات عند الحكومة، وبالتالي فهذا يبين استعداد واهتمام الحكومة بهذا الملف. كما أنني حضرت لقاء مع الوزير ذاته والذي صرح بأن الاهتمام بالصحة النفسية أصبح ضرورة لدى الحكومة، وهذا يعني أن وضع سياسة للصحة النفسية صار مسألة وقت لا أكثر، هذا بالنسبة إلى الإجراءات التي لا يتطلب اتخاذها وقتا كثيرا، أما التدابير والخطوات التي تُنفذ على المدى الطويل فإنها خدمة لهذا القطاع تشمل الزيادة في عدد الأطباء والأخصائيين النفسانيين ورفع عدد الممرضين وفتح مؤسسات جديدة وتجهيزها بأحدث التجهيزات. وبالنسبة إلى المؤسسات الموجودة هل هناك لجان تُشرف على مراقبة أدائها وأوضاعها؟ليس هناك لجنة خاصة بالمستشفيات النفسية، بل هناك فقط مفتشية عامة تابعة لوزارة الصحة يعمل تحت إمرتها عدد من المفتشين، وعندما يخرجون في مهمة تفتيشية فإنها يراقبون جميع مرافق أي مؤسسة استشفائية، وفي الفترة الأخيرة لوحظ اهتمام كبير بالمستشفيات والمرافق الخاصة بالأمراض النفسية في سياق الزيارة التي سيقوم بها مقرر تابع للأمم المتحدة، والذي قد يقوم بزيارة استطلاعية للمستشفيات النفسية. أما على المستوى المركزي للوزارة فإن هناك مصلحة للصحة النفسية تسمى «المديرية المركزية للصحة العقلية» تشرف عليها طبيبة نفسانية. ترى هل للملاذات التقليدية للعلاج، مثل السادات والأضرحة، دور في شفاء المرضى النفسانيين أم أنها تفاقم أحوالهم؟الأمر مرتبط بكل حالة على حدة، ونحن في الواقع لا نشجع على التوجه إلى مثل هذه الأماكن، فرغم أنه في الأوساط الشعبية يروج أن التوجه إلى ضريح معين يخفف ضغطا أو توترا أو يخلص من حالة نفسية مضطربة بسبب الضغط الاجتماعي أو الأسري، ولكن علميا الأشخاص الذين يعانون مثلا حالة انفصام في الشخصية أو اكتئابا حادا... يعودون من هذه الأماكن دون أي نتيجة تُذكر. وهذا ما يدفعني إلى التحذير من اتخاذ هذا الكلام مبررا للجوء إلى هذه الأماكن طلبا للعلاج، بل أنا أحث على التوجه إلى الأطباء المختصين في الأمراض النفسية والعقلية من أجل العلاج. أجرى الحوار : محمد ارحمنيعمر بطاس, طبيب نفساني وأستاذ في كلية الطب بالدار البيضاء.

الموارد البشرية والبنيات التحتية موزعة بشكل غير متوازن

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"بويا عمر" يعوض المرضى عقليا بمدمني المخدرات

أسعار أدوية الأمراض النفسية مرتفعة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات