اكتظاظ وسوء تغذية وقلة أدوية بالجناح 36

نزلاء وأطباء يكشفون الواقع المزري بأشهر قسم أمراض عقلية ونفسية بالمغرب صباح أول أمس (الخميس) اصطف حوالي عشرين مريضا نفسانيا أمام البوابة الخارجية لجناح 36 (أو trente six كما درج كثيرون على تسميته). أحد حراس السيارات بالموقف المقابل للمستشفى أكد لـ «الصباح» أن العدد كان أكبر من ذلك في الساعات الأولى من الصباح. الذين بقوا هنا مازالوا يتشبثون بأمل أن تُشرع البوابات الحديدية التي تُغلق باب الجناح في وجههم للحصول على الأدوية أو لقاء الطبيب الذي يتابعون عنده علاجهم. شرف هو واحد من المرضى الذين كانوا ينتظرون. جاء ليحصل على الدواء، لكن يبدو أنه سيعود بخفي حنين وليس بحبات تهدئ الاضطرابات النفسية التي تلم به بين الحين والآخر. كان رفقة امرأتين قدمتا من المحمدية. المرأتان حضرتا في هذا اليوم وفق الموعد الذي حدده الطبيب المعالج. لقد صُدم هؤلاء لأنهم لم يخبروا بموعد الإضراب الذي خاضه في ذلك اليوم الأطباء الداخليون والمقيمون. كان هذا الأمر كفيلا بمفاقمة غضب وسخط المرضى وأهاليهم. إحدى المرأتين قالت إن طبيبها المعالج وصف لها 28 حبة لم تكفها للشهر بأكمله ومع ذلك حدد لها الموعد اللاحق بعد شهر بالتمام والكمال. «أنا ديجا سالا ليا الدوا وليوما كاليك ما كينش الطبيب»، تقول إحداهن بحنق باد.لكن غضب هؤلاء وسخطهم على عدم إخبارهم بالإضراب وحرمانهم من الأدوية لا يقارن بالغضب الذي ينتابهم عندما يسألهم أحدهم عن واقع وظروف عيش نزلاء «ترونت سيس». إذ يكشف هؤلاء أن الغرف تعرف اكتظاظ رهيبا، يزيده حدة قلة الأسرة وتدهور حالتها. أما التغذية فإن حالها يقزز وينبئ بدنو حدوث مجاعة في أوساط النزلاء. وقال شرف في تصريح ل»الصباح»، وهو الذي سبق له أن أقام في هذا الجناح لمدد متفرقة، أن النزلاء يحصلون على وجبات «هزيلة جدا، فمثلا وجبة الفطور تتكون من كأس حليب بالقهوة وقطعة جبن ومربى وقطعة بارزيان، أما الغذاء فهو عبارة عن قطعة صغيرة من الدجاج والخبز والحساء»، ثم يتساءل هذا المريض، الذي حضر بدوره هذا الصباح للحصول على حصته الشهرية من الدواء، «هل ستكفي هذه الوجبات النزيل الذي صار يتناول من الأدوية أكثر مما يتناول من الطعام؟».في واقع الحال، هذه الحقائق الصادمة ليس المرضى وحدهم من كشفها ل»الصباح»، بل إن جولتنا في محيط المؤسسة، التي لا يسمح إلا لمن له موعد مكتوب مع أحد الأطباء بولوجها، مكنتنا من لقاء بعض الأطر الطبية الشابة العاملة بهذا المستشفى، الذي يفتخر؛ من خلال لافتة على واجهته، أنه «مركز متعاون مع منظمة الصحة العالمية في الصحة النفسية». هؤلاء كشفوا أن عدد الأسرة لا يتجاوز المائة، في حين أن عدد النزلاء هو أكبر من ذلك. الأمر لا يقتصر على هذا الأمر، بل إن المصادر الطبية ذاتها أكدت أن هذه الطاقة الاستيعابية المحدودة تحرم الكثير من المرضى الآخرين الذين يكتفي الأطباء بوصف الأدوية لهم وتحديد مواعد دورية لاستقبالهم وتتبع حالاتهم. محمد أرحمني

اكتظاظ وسوء تغذية وقلة أدوية بالجناح 36

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تقرير: أوضاع مزرية بمستشفى الأمراض العقلية بتطوان

3 أسئلة: الغازي: زيارة الأضرحة تكون بعد استشارة الأخصائيين

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات